St-Takla.org  >   Coptic-Faith-Creed-Dogma  >   Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa  >   13-HolySacraments__Fr-Antonios-Fekry
 

الأسرار السبعة (الأسرار الكنسيَّة السبعة) - القمص أنطونيوس فكري

1- الأسرار السبعة... لماذا؟

 

خلق الله الإنسان على غير فساد "ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدًا" (تك 1: 31).

ولكن أخطأ الإنسان وفسدت الخليقة ومات آدم في خطيته. وكان ذلك لانفصاله عن الله، فلماذا؟ ببساطة "الله قدوس، وهو نور، ولا شركة للنور مع الظلمة... ولأنه أيَّة خِلطة للبر والإثم (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 6: 14) فلما انفصل الله عن آدم إذ أخطأ، مات آدم، لأن الله حياة (يو 11: 25). ولكن الله في محبته لم يقف عاجزًا بل كان الفداء. فما هو الفداء؟

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الفداء:

ليس هو دفع ثمن الخطية فقط بل تجديد الخليقة، هو خلقتنا كخليقة جديدة، هو ولادتنا ولادة جديدة، وهذا هو ما وقف نيقوديموس عاجزًا عن فهمه (يو3: 4).

ونرى في (أف2: 10) الخلقتين:-

الخلقة الأولى:- لأننا نحن عمله... كان هذا يوم خلق الله آدم.

الخلقة الثانية:- مخلوقين في المسيح يسوع... كان هذا بالمعمودية.

St-Takla.org Image: Holy Bible with Eucharist Symbols, Coptic art صورة في موقع الأنبا تكلا: الكتاب المقدس مع رموز سر الأفخارستية، فن قبطي

St-Takla.org Image: Holy Bible with Eucharist Symbols, Coptic art

صورة في موقع الأنبا تكلا: الكتاب المقدس مع رموز سر الأفخارستية، الإفخارستيا، فن قبطي

وبهذه الخليقة نخلص... (غل6:15). وهذه الخليقة الجديدة تكون عن طريق الاتحاد بالمسيح المتجسد. هذا الاتحاد أسماه بولس الرسول..."في المسيح" "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو5: 17). وهذا ما تم شرحه رمزيا في (إر18).

وكان هذا بالتجسد

"وجدت مريم حُبلى من الروح القدس" (مت 1: 18) ومن هذه الآية نرى أنه صار للمسيح طبيعة جديدة واحدة من طبيعتين:-

الأولى إلهية (لها حياة أبدية) والثانية جسدية أخذها من العذراء مريم (قابلة للموت، مات بها على الصليب)... لكنه قام إذ أن لاهوته متحد بناسوته، ولاهوته لا يموت. مات المسيح على الصليب فانفصلت روحه الإنسانية عن جسده. وقام المسيح إذ اتحدت بجسده الميت حياة جديدة أبدية غير قابلة للانفصال عن جسده مرة أخرى (رو6: 9).

والمسيح اتحد بطبيعتنا، ليميت الخليقة الأولى الفاسدة ويعطينا خليقة جديدة لها إمكانية الحياة الأبدية. بل تأخذ هذه الخليقة الجديدة شكل المسيح (غل 4: 19+ 2كو 3: 18).

فكيف يحدث كل هذا...؟

هذا هو عمل الأسرار السبعة:-

الأسرار هدفها تكوين جسد المسيح المعنوي

كما يولد الإنسان وله روح حياة، يأكل ويشرب ليعيش، ويتناسل لينمو المجتمع. وحين يمرض يذهب للطبيب ليُشفى. هكذا في جسد المسيح - يولد الإنسان في المعمودية.

المعمودية: نموت مع المسيح ونقوم مع المسيح متحدين معه أي في المسيح (رو 6). وكل معمد يصير عضوا في جسد المسيح فيبدأ الجسد المعنوي للمسيح يتكون.

الميرون: المعمودية لا تفقدنا حريتنا، لذلك يمكن أن نرتد ونخطئ، ولكن الروح القدس الذي يسكن فينا بسر الميرون ، يظل يبكت ويعين ويجدد الإنسان المُعَمَّد العمر كله.

التوبة والاعتراف: بها تغفر الخطايا. والخطية مرض وشفاؤها في سرى التوبة والاعتراف ومسحة المرضى، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وفي سر الاعتراف ينقل الروح القدس الخطايا التي اعترف بها المعترف إلى المسيح. وفي سر الإفخارستيا يحمل المسيح الذي يقدم نفسه ذبيحة هذه الخطايا، التي تسببت في موتنا روحيًّا. وبهذا يكون سر الإفخارستيا "غفرانًا للخطايا" وبالأكل من الجسد المحيي نعود ونحيا حياة أبدية. هو سر نقل الحياة ثانية فنحيا كأعضاء حية في جسد المسيح. أما الزيجة: هي اتحاد الزوج والزوجة كجسد واحد في المسيح لنمو جسد المسيح عدديا. والكهنوت هو خادم كل الأسرار.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تأمل: رأينا أن السيد المسيح له طبيعة واحدة من طبيعتين:

الأولى لاهوتية: لها صفة الحياة الأبدية ولا تموت.

St-Takla.org Image: The Seven Sacraments: (from left): the Sacrament of Penance and Reconciliation (Confession) - the Sacrament of Eucharist - the Sacrament of Confirmation - the Sacrament of Baptism - the Sacrament of Anointing of the Sick - the Sacrament of Matrimony (Marriage) - the Sacrament of the Holy Orders (Priesthood) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: أسرار الكنيسة السبعة: (من اليسار) سر التوبة والاعتراف - سر التناول - سر الميرون - سر المعمودية - سر مسحة المرضى - سر الزيجة - سر الكهنوت - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: The Seven Sacraments: (from left): the Sacrament of Penance and Reconciliation (Confession) - the Sacrament of Eucharist - the Sacrament of Confirmation - the Sacrament of Baptism - the Sacrament of Anointing of the Sick - the Sacrament of Matrimony (Marriage) - the Sacrament of the Holy Orders (Priesthood) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أسرار الكنيسة السبعة: (من اليسار) سر التوبة والاعتراف - سر التناول - سر الميرون - سر المعمودية - سر مسحة المرضى - سر الزيجة - سر الكهنوت - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

الثانية جسدية: لها قابلية إمكانية الموت.

ونحن نتناول الجسد المكسور نعلن قبولنا أن نصلب أجسادنا معه ونموت معه، ثم نتقدم ونتناول الدم فنحيا، وهذا ما قاله بولس الرسول "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غل 2: 20). ويطالبنا بولس الرسول بأن نقبل أن نصلب الجسد، الأهواء مع الأهواء والشهوات، وبهذا يثمر الروح القدس فينا (غل 5: 22-24)، وهذا لأن الروح القدس يعمل فيمن حصل على الحياة من المسيح. وهذا ما نردده في صلاة القسمة في القداس "وعند إصعاد الذبيحة على مذبحك تضمحل الخطية في أعضائنا". فجسد المسيح المصلوب عندما نتناوله مع قبولنا أن نصلب شهواتنا "وهذا ما يُسَمَّى الجهاد، والجهاد هو أن نغصِب أنفسنا" (مت 11: 12). هنا نقبل عمل الذبيحة، جسد المسيح المكسور وتضمحل الخطية في أجسادنا، وتثبت حياة المسيح فينا.

ويقول لنا السيد المسيح "اثبتوا فيَّ وأنا فيكم" فكيف نثبت فيه؟ يكون هذا بأن نمارس حياة الإماتة = أي أن نقف أمام الخطية كأموات (رو6: 11 + كو3: 5) فتثبت حياة المسيح الأبدية فينا فنحيا، ويكون هذا كما اتحدت حياة المسيح الأبدية بعد القيامة بجسده الميت في القبر. وهذا ما يقوله بولس الرسول "حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا. لأننا نحن الأحياء نسلم دائمًا للموت من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا المائت" (2كو4: 10، 11). ولهذا يقول بولس الرسول أنه صلب نفسه للعالم (وهذا ما نسميه صليب اختياري) (غل6: 14) فيحيا ويثمر، بل مع كل أمراضه نجده يقمع جسده ويستعبده (1كو9: 27)، فثمار الروح القدس لا تظهر سوى في من صلب جسده مع الأهواء والشهوات (غل5: 24). ولذلك يقول بولس الرسول "إن كان المسيح فيكم فالجسد ميت" [يقصد جسد الخطية] (رو8: 10). والله من محبته حتى يساعدنا على الثبات فيه، يسمح ببعض الآلام والتجارب لمن هو غير قادر على ممارسة الصلب الاختياري (وهذا ما نسميه صليب سمح به الله في حياتنا) لكي يستمر جسد الخطية في حالة موت، فيستمر المسيح ثابتًا فينا. وتستمر الحياة الأبدية متحدة بجسدنا المائت. وفي هذا يقول القديس بطرس الرسول "من تألم في الجسد كُفَّ عن الخطية" (1بط4: 1). وقارن مع قول بولس الرسول "وإن كان إنساننا الخارجي يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيوم" (2كو4: 16).

وهذا ما نراه على المذبح... الجسد المكسور في الصينية على المذبح إشارة لأن موت المسيح كان على الأرض، المسيح يُصْلَب على الأرض، ونحن نقبل الصليب ونحن على الأرض، ويكون ذلك بأن نحيا كأموات أمام الخطية والملذات الخاطئة. والمسيح يساعدنا على ذلك ببعض الآلام. فالصليب والموت والألم على الأرض هي مساعدة من المسيح لإماتة جسد الخطية. فالمذبح يشير للأرض هنا حيث حمل المسيح الصليب ونحن أيضًا نحمل صليبنا ونتبعه.

أما الكأس فيوجد في الكرسي (للحماية من أن يسكب) ولكن كلمة كرسي تعني العرش، عرش الله. والدم حياة، فلا موت ولا ألم في السماء بل حياة أبدية.

المسيح وحده سيحتفظ في السماء بجراحاته، وهذا ما قاله لتوما بعد قيامته وهذا ما رآه يوحنا في رؤياه للمسيح في السماء "خروف قائم كأنه مذبوح" (رؤ 6: 6). فلماذا يحتفظ المسيح بجراحاته؟ ذلك حتى نراها ونذكر خطايانا التي سببت له كل هذا، فندرك فداحة الثمن المدفوع لكي نوجد نحن في هذا المجد... فنشتعل حبًا له.

فهل المسيح كان محتاجًا لِمَن يحبه؟ بل لماذا قال الكتاب "فتحب الرب إلهك من كل قلبك..." (تث 6: 4)...؟!

السبب أن الله يريدنا أن نفرح، فالحب هو سبب الفرح الحقيقي الوحيد. فحينما كان آدم في جنة عدْن... وعدْن كلمة عبرية تعني فرح، فيكون بهذا معنى جنة عدن أن الله خلق آدم في مكان جميل جدًّا ولكي يفرح. والفرح في الجنة كان لأن آدم كان يحب الله وذلك لأنه مخلوق على صورة الله والله محبة. وبعد السقوط خدع إبليس آدم وبنيه وصَوَّر لهم أن اللذة الحسية هي الفرح، ولكن شتان الفرق:

فالفرح دائم واللذة لحظية. الفرح عطية إلهية وقادر أن ينتصر على أي ألم، بينما اللذة هي عطية الجسد وعاجزة عن أن تنتصر على الألم (يو 16: 22). والله يريدنا أن نفرح، فهو قد خلقنا لهذا في جنة الفرح، ولما فقدناه أرسل الروح القدس ليسكب محبة الله في قلوبنا (رو 5: 5)، وهذه هي أهمية وصية أحبوا أعدائكم... لنفرح. ونرى أن ثمار الروح "محبة، فرح..." فالفرح نتيجة طبيعية للمحبة لغة السماء حيث الفرح الدائم (1بط 1: 8). فلنجاهد لنمتلئ بالروح.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/13-HolySacraments__Fr-Antonios-Fekry/Holy-Sacraments__88-Intro-Why.html

تقصير الرابط:
tak.la/4hfw9rd