St-Takla.org  >   books  >   anba-bimen  >   youth-service
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bimen  >   youth-service

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب خدمة الشباب - الأنبا بيمن أسقف ملوي

1- فلسفة العمل بين الشباب

 

الشباب هو العصر مكثفأ: وحياة العصر هي الضجيج والعمل السريع والتوتر الدائم، لذلان كثيرًا ما تنزعج النفس وتحتاج إلى مكان الخلوة والهدوء والراحة.. ومثل هذه الأماكن تعطي فرصة للتأمل ومحاسبة النفس: إنها بمثابة وقوف على ربوة عالية لإستكشاف معالم الطريق وأحوال المسيرة على الدرب خشية حدوث انحراف أو اغتراب أو انزلاق.

 

أود أن أركز على أربعة نقاط أساسية في العمل الشبابي:

1. إننا نستهدف نموًا متكاملًا للشباب.

2. إننا نسعی توازنًا بين أبعاد الثنائيات روحيًا وإجتماعياَ.

3. اننا نستخدم الطرائق العصرية والتقليدية معًا.

4. إننا نتعرف على احتياجات الشباب والمجتمع ونمتد بها إلى لأصالة والعمق.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

St-Takla.org Image: Fr. Pishoy Kamel in a journeys with college youth (below Mrs. Fayza, wife of Fr. Takla Labib) - from the albums of Father Takla Labib, priest of St. Takla Haymanot Church, Ibrahimia, Alexandria, Egypt (18). صورة في موقع الأنبا تكلا: مجموعة من الشباب مع أبونا القمص بيشوي كامل، ومعهم بأسفل الصورة تاسوني فايزة زوجة أبونا تكلا لبيب - صور حفلات ورحلات شباب وشابات الكليات - من صور ألبومات القس تكلا لبيب، كاهن كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت، الإبراهيمية، الإسكندرية، مصر (18).

St-Takla.org Image: Fr. Pishoy Kamel in a journeys with college youth (below Mrs. Fayza, wife of Fr. Takla Labib) - from the albums of Father Takla Labib, priest of St. Takla Haymanot Church, Ibrahimia, Alexandria, Egypt (18).

صورة في موقع الأنبا تكلا: مجموعة من الشباب مع أبونا القمص بيشوي كامل، ومعهم بأسفل الصورة تاسوني فايزة زوجة أبونا تكلا لبيب - صور حفلات ورحلات شباب وشابات الكليات - من صور ألبومات القس تكلا لبيب، كاهن كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت، الإبراهيمية، الإسكندرية، مصر (18).

أولا: النمو المتكامل:

في نهاية الأصحاح الثاني من بشارة معلمنا لوقا يتحدث عن الرب يسوع قائلًا: "وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" (لو 2: 52) هذا النموذج الذي ينبغي أن يوضع أمامنا، يعطينا فكرة عن النمو المتكامل، من كافة الوجوه... وسمة العصر تلح علينا بفكرة التكامل، كما أن لاهوتنا الأرثوذكسي يحتم التكامل أيضا... الأرثوذكسية هي الإستقامة، استقامة في السيرة والمنهج، في الخارج والداخل: في الجسد والروح معًا، فيما هو بشرى وما هو سماوى أيضا.

- كيف يمكن أن يكون هناك شاب متقدم في الروحيات، ولا يعرف كيف يحيا وسط الناس!!

- وكيف يمكن أن يكون هناك شاب يريد أن يكون مسيحيًا، ويكتفي بالعلاقات الاجتماعية دون الحياة الباطنية؟!

فمبدأ التكامل إذًا فلسفة وسياسة ونمط حياة، تلتزم به الخدمة بين الشباب... إن فقدان أي جانب من جوانب النمو، يضعف تكامل الشحصية، ويشوه خليقة قال عنها الكتاب إنها على صورة الله ومثاله... على أنه يلزمنا أن نوضح أن مبدأ التكامل لا يعني أن الحياة الروحية مجرد جانب من جوانب الشخصية: وإنما يعي أن لها مركز هو البؤرة، والمحور، والمركز الذي تدور حوله الأنشطة...

فنحن نرفض الإنجيل الإجتماعي الذي يسود البلاد الغربية الآن، عندما إكتفت بالخلقيات والفضائل الإجتماعية، وألقت وراء ظهرها رسالة الصليب والخلاص. الطرق التربوية التقدمية قد تنشئ إنسانًا، ونحن نحترم إنسانية الإنسان... ولكن الحياة الروحية تخلق قديسًا.. ونحن نسعى أن نمتد بالمولود من الجسد ومشيئة الرجل، إلى أن يحيا وفقًا للميلاد الجديد بالماء والروح...

قد رأيت بعيني رأسي الكنائس الغربية في الخارج تبذل جهدًا جبارًا، وقد نجحت في كل شيء إلا أن توصل المسيح إلى الناس!! إن كثيرا منها يفتقر إلى شخص الرب يسوع وعمل الروح القدس... إن لم تكن خدمة الشباب هادفة نحو خلاص الإنسان وتحريره من الخطيئة والذات والخوف من الموت، فإن عملها خارج عن متن رسالة الإنجيل وبشارة الملكوت...

نحن نستطيع أن نقيم جميع أنشطتنا على هذا المعيار؟ هل عملنا هذا متكامل ومكثف نحو الأبدية هادف إلى خلاص النفس أم لا؟!

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

ثانيا: التوازن بين الثنائيات 

تحفل جميع البلاد الغربية بجميع أنواع الثنائيات لاهوتيًا وإجتماعيًا.. فالفكر اللاهوتي عندهم يفصل بين الطبيعتين الإلهية والناسوتية للسيد المسيح. أما نحن فعندنا وحدة اللاهوت والناسوت..

البلاد الغربية متأثرة إلى يومنا هذا بالفكر الأفلاطوني الذي يقوم على تنائية المادة والفكر - لهذا تجد الفلسفة الغربية تنحو نحو الديالكتيك والتضاد، لا إلى التكامل والتصالح... لنعرض لبعض الأمثلة على تطبيق هذا المبدأ في عملنا وسط الشباب:

- الله والإنسان
- الفرد والجماعة
- الحرية والسلطة
- الجسد والروح
- المادة والفكر
- الزمن والأبدية

 

 الله والإنسان:

+ واحد يقول العمل هو إلهي فقط... (ويالنعمة أنتم مخلصون)..

+ آخر يقول العمل بشري إلى أبعد حد، والإنسان يجاهد ليخلص

الأول أوغسطيني والثانى پیلاجی،. والأثوذكسي يؤمن بالتناغم بين ما هو إلهي وما هو إنساني.. النعمة والجهاد معًا.. الإيمان والأعمال معًا.. الإلهی والإنساني معًا...

 

الفرد والجماعة:

+ واحد يركز على فردية الخلاص.. والحياة المسيحية عنده ديانة شخصية..

+ أخر يركز على فكرة شكلية الإنتماء إلى الجماعة الكنسية...

هذا متطرف، وذاك متطرف أيضًا... أما الأرثوذكسي فهو يؤمن بأن الحياة الروحية شخصية وكنسية معًا... فالرب عندما صنع الفصح صنعه مع تلاميذه.. والروح القدس يوم الخمسين حل على جماعة الرسل والمريمات معًا... فالأرثوذكسية إذا تؤمن بتجاوز الفوارق وتتعدى الحواجز أيضًا.. مفهوم الكنيسة إذا هو شركة Communion، والشركة هي شركة مؤمنين، مجاهدين معًا بنفس واحدة، على حد تعبير المغبوط بولس في رسالته إلى أهل فیلبی...

 

الحرية والسلطة:

+ هناك أناس عصريون بطريقة جسدية، يركزون على الحرية بعنی الإباحية.

+ وهناك أناس متزمتون: يرفضون العصر بكل ما فيه، وسلاحهم في هذا السلطة ضد كل ما هو تقدمي.. والبعض يفهم السلطة في الكنيسة إستبدادًا... والبعض يفهم الحرية في الإنجيل تحررًا من الضوابط والجهاد والنسك...

أما الأرثوذكسي فيؤمن أن الحرية عنده هي أن يخضع لسلطان الحق يملىء إرادته، والحق يحرره من ذاته.. وحرية مجد أولاد الله تعطيه إنطلاقًا في التصرف، إلى أن يصبح غير مستعبد للناموس، بل يتجاوزه إلى العبادة بالنعمة والفرح، لا بالعبودية والخوف، أي من منطلق جبل التجلي، وليس مر منطلق جبل سيناء...

 

 الجسد والروح:

+ هناك إنسان يرفض كل ما هو جسدی، ويحتقر المادة...

+ وهناك من لا يعطي للروح إهترامأ، وعينه دائما على الأمور المنظورة...

الأول مقطوع مع ماني والغنوسية المنحرفة، ومجمع غنغرا أعلى للجسد كرامته التي له في الكتاب المقدس كھیكل للروح القدس..

والثاني انسان مبيع للجسد، ومحب للعالم، والكتاب يحذره بالقول الإلهي: لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم.

أما الأرثوذكس فهو روحي في كل تصرفاته المادية والروحية.. والقديس يوحنا ذهبي الفم يقول "ما ليس هو روحاني في جسدياته، همو جسدي في روحياته"...

 

المادة والفكر:

+ هناك إنسان يحب التأملات والأفكار، ويحتقر الأعمال وخاصة اليدوية.

+ وهناك أحر يهزأ بشكل الأنشطة، فيما عدا ما هو عمل یدوی فقط.

أما الأرثوذكسي فهو يؤمن أن المادة والفكر تصالحًا، كما أن الجسد والروح إتحدا، كما أن السماء والأرض اقتربت.. أن الرحمة والعدل تلاثما... الكاهن يأخذ مادة (خبزًا) ويقول صلاة "أخذ خبزًا على يديه الطاهرتين..." الفكر والنطق مع المادة... الإنسان مع الروح.. لم تعد هناك ثنائية في الأرثوذكسية..

 

الزمن والأبدية:

+ هل هدفنا أن نربي شبابنا أن یعیشوا زمانهم فحسب؟..

+ هل هدفنا أن نربي شبابنا الأبدية، رافضين الحياة، مترفعين عن مأساة الإنسان ومعاناته ومشكلاته على الأرض..؟!

الأرثوذكسي يرى أنه في القداس إتحاد بين الزمن والأيدية، وفي الصلاة وحدة الأمور الحاضرة مع الأخروية.. بهذا يحيا أبديته في واقع زمنه... الأبدية حاضرة الآن.. (تألي ساعة وهي الآن).. والأبدية الآتية، تمنح المؤمنين صبرًا في الجهاد، وتهون المعاناة والآلام.. في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم...

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

ثالثا: نستخدم الطرائق العصرية والتقليدية معًا

لا نرفض العصر لأنه عصرى، كما لا نرفض التقليدي لأنه تقليدي.. الطريقة التقليدية في الخدمة هي العظة.. والكلمة والسر هما أسماس الكنيسة.. لا بُد لأولادنا أن يمارسوا حياة الشركة من خلال التناول وممارسة الأسرار وحياة الخدمة... في الكنيسة.

الوظائف الثلاث (الليتورجيا والكيمونيا والدياكونيا) متكاملة العمل.. ونحن أيضأ يلزمنا أن نربى الشباب على ممارسة هذه الثلاث.. من الطرق العصرية.. الفيلم - الندوة - المعسكر - الموسيقي والفن والمعرض.. هذه طرائق ضرورية، ومفيدة معًا.. ولكن يلزمنا أن نربي أولادنا على أن يمارسوا عصريتهم بروح أبائية..فالفنان يكون روحيًا وليس دنيوي Secular فهناك ما يسمى بلاهوت الأيقونة واللاهوتی بول أفديكموف يقول هناك فارق بين صورة يرسمها فنان عالمی جسدى وآخرى يرسمها راهب قديس الأول قد تحمل فنًا ولكن الثانية تحمل أبدية وعمقًا.. وهناك فارق بين أنشودة يرنمها شبان دنیويون وآخرى يرنمها خورس من العابدين.. الأول قد تحمل نغمًا منسجمًا ولكن الثانية تحمل سر الصمت والقداسة.. عصريتنا لا علاقة لها بالعقيدة، والإيمان ولكن بالأسلوب وطريقة التعبير.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

رابعا: نمتد بالحاجات إلى الأصالة 

قد نتعرف على الحاجات بالطرق السيكولوجية والتربوية كالاستفتاءات والمقاييس والإختبارات والدراسات المسيحية...

ولكن الكنيسة يلزمها أن تبقى فوق كل هذه الإحتياجات، تحمل سر القوة لتنتشل كل غريق، وتسند كل ضعيف: الكنيسة التي تتنازل عن أصوامها وصلواتها مثما حدث في الغرب، تفقد عمقها.. ثم تفقد أيضا وجودها...

يلزمنا أيضًا أن نقدم للشباب أبعاد تمتد به إلى الإتجاهات السائدة وما سيحدث في العالم من تيارات.. أي أن نسبق العصر لا أن نقف عند حدود ما هو حادث وفوق كل دراسة وإلهامت تبقى الأصالة الحقيقية والحل الجذري لمشاكل الإنسان... أن يحيا الفرد في شركة حب مع الله والناس.. نسأل الثالوث القدوس حكمة وقوة وسندًا لنكمل رسالة أبائنا ولربنا المجد آمین...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bimen/youth-service/philosophy.html

تقصير الرابط:
tak.la/2rj8rcd