St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-fayek  >   beneficent
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب صانع الخيرات: 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

59- نظرة الرب الحانية المقوية

 

St-Takla.org Image: Coptic cross 2 - Coptic art by Tasony Sawsan, scanned from "Fear of God" - book, by Pope Shenouda III. صورة في موقع الأنبا تكلا: صليب قبطي 2 - رسم فن قبطي حديث لتاسوني سوسن، من كتاب "مخافة الله" - البابا شنوده الثالث.

St-Takla.org Image: Coptic cross 2 - Coptic art by Tasony Sawsan, scanned from "Fear of God" - book, by Pope Shenouda III.

صورة في موقع الأنبا تكلا: صليب قبطي 2 - رسم فن قبطي حديث لتاسوني سوسن، من كتاب "مخافة الله" - البابا شنوده الثالث.

وقع معلمنا القديس بطرس الرسول في مأزق شديد عندما ذهب إلى دار رئيس الكهنة ليتبع حبيبه ومخلصه الرب يسوع المسيح. ولكن إحدى الجواري وآخرين معها عرفوا أنه تلميذ للمخلص، ولكنه أنكر معرفته لسيده، وسبَّ، ولعن! لقد وقع فريسة لضعفه، وخوفه الشديد، ولما نظر بطرس نحو الرب أحس به الرب، فالتفت إليه، ونظر نحوه. لقد تغير حال التلميذ في تلك اللحظة عينها، بسبب تيار القوة والنعمة الذي ملأ روحه ونفسه، فخرج فورًا إلى خارج الدار، وبكى نادمًا بمرارة، كقول الكتاب: "فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ الرَّبِّ... فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا" (لو 22: 61، 62).

يعتقد البعض أن نظرة الرب لبطرس كانت على سبيل العتاب، ولكن حصر تلك النظرة في العتاب فقط يتنافى مع محبة الرب يسوع المسيح، الذي غفر لصالبيه. لم يكن هدف الرب وقت آلامه أن يلوم المخطئين إليه، لأن ذلك يخالف تعليم الكتاب عن المحبة، القائل: "وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّوءَ" (1كو 13: 5). إن الرب الذي اهتم بتوبة اللص اليمين في آخر حياته، كان مهتمًا بخلاص تلميذه وتوبته أيضًا. لم ينظر الرب لبطرس ليبين له عظمة جرمه، لكنه نظر إليه بحب، كما نظر للشاب الغني الذي مضى عنه بسبب حبه للمال، كقوله: "فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ... وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلًا الصَّلِيبَ" (مر 10: 21).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 أثارت نظرة الرب في بطرس ذكريات حب سيده العظيم، فأتت بثمارها العظيمة.

القارئ العزيز... أعلم أن الرب ينتظر منك أن تنظر إليه وقت ضيقك وضعفك، وأعلم أنه حينئذ سيلتفت نحوك ليقويك، ويقيمك من ضعفك...

التفت إليه بالصلاة بحرارة لتعلن حبك له، كقول المرنم: "الْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي، كَحَقِّ مُحِبِّي اسْمِكَ" (مز 119: 132).

لقد جاهدت المرأة نازفة الدم، وهي منحنية لأسفل نحو الأرض، لتتمكن من لمس طرف ثوب الرب (هدب ثوبه). وقد احتملت توبيخ ومضايقات من الجمع المزدحم حول الرب، لكنها أصرت أن تلمس هدب ثوبه، ولهذا استحقت أن يلتفت إليها الرب ويشفيها، كقول الكتاب: "فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا، فَقَالَ: ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. فَشُفِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ" (مت 9: 22). فهل تصمم يا أخي أن تتلامس مع الرب المخلص الحنون من خلال الصلاة بلجاجة؟ وقتئذ سيلتفت إليك، وينظر إليك بنظرته الحانية الشافية، التي ستهبك نجاةً وخلاصًا عظيمًا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/look.html

تقصير الرابط:
tak.la/5a3ct3g