St-Takla.org  >   books  >   fr-bishoy-fayek  >   beneficent
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب صانع الخيرات: 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

34- القوة المتدفقة من الصليب

 

St-Takla.org Image: A Coptic Cross: Iota art (12), art by St. Demiana Monastery, Egypt. صورة في موقع الأنبا تكلا: صليب قبطي من فن اليوطا (فن اليوتا) (12) من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر.

St-Takla.org Image: A Coptic Cross: Iota art (12), art by St. Demiana Monastery, Egypt.

صورة في موقع الأنبا تكلا: صليب قبطي من فن اليوطا (فن اليوتا) (12) من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر.

"فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ... وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ" (مت 27: 50-52).

إن موت الرب يسوع المسيح على الصليب في الساعة التاسعة صاحبه قيامة الكثير من أجساد القديسين، ولكن لماذا لم تتأخر قيامة هؤلاء القديسين، لتتزامن مع قيامة الرب يسوع؟

لقد فجر موت الرب يسوع الفادي الحبيب على الصليب قوة جبارة، نتيجة الرضا والقبول الإلهي للمؤمنين باسمه. إن قوة القيامة تكمن في دم المسيح المسفوك على الصليب، كقول الكتاب: "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ" (1كو 1: 18). أما قيامة الرب فهي الإعلان الإلهي الصريح، الذي أدركناه من خلاله قوة فداء ودم المسيح، ونصرته على الشيطان العدو الشرير.

إن كل مؤمن تائب يصطلح مع الله حينما تغفر خطاياه بقوة دم المسيح المسفوك على الصليب، كقوله: "وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ..." (كو 1: 20). وليس ذلك فقط بل بدمه يصير المؤمن التائب قريبًا من الله، بعد أن كان بعيدًا وغريبًا عنه، كقوله: "وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلًا بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ" (أف 2: 13).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

القارئ العزيز.. إن النفس البشرية تصير في خطر عظيم حينما يحجب الله وجهه عنها (لأجل خطاياها وآثامها)، لأنها في ذلك الوقت تكون فريسة سهلة للشيطان، والعكس صحيح، لأنها تكون في ذلك الوقت قريبة من الله تتمتع برضاه عليها، وبالتالي تمتلئ من نعمته وقوته. لقد تضرع المرنم بلجاجة، قائلًا: "أَسْرِعْ أَجِبْنِي يَا رَبُّ. فَنِيَتْ رُوحِي. لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي، فَأُشْبِهَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ" (مز 143: 7).

لذلك، إياك يا أخي الحبيب أن تبقى مستكينًا في خطيتك، لأن بقاءك مستكينًا في خطيتك يحجب وجه الله عنك، ويسلمك ليد إبليس الخصم الشرير. قم سريعًا.. قدم توبة معترفًا بخطيئتك، التي تنغص عيشك...

اطلب غفران خطاياك بدم المسيح الذي يقربك من الله للرضا عنك، ولنيل البركات، كقول الكتاب لشاول الطرسوسي: "وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِيًا بِاسْمِ الرَّبِّ" (أع 22: 16).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/beneficent/power.html

تقصير الرابط:
tak.la/q4zzv25