St-Takla.org  >   books  >   fr-pakhomius-marcos  >   god-peace-vs-calamity
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب إيمان الكنيسة حول آية: صانع السلام وخالق الشر - القس باخوميوس القمص مرقص جبرة

12- شرح القديس يوحنا كاسيان عن الآية

 

St-Takla.org Image: Saint Saint John Cassian, )Johannes Eremita Cassianus, Joannus Cassianus, or Joannes Massiliensis), John the Ascetic, or John Cassian the Roman 360-435. صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس يوحنا كاسيان، أو جون كاسيانوس، 360-435.

St-Takla.org Image: Saint Saint John Cassian, )Johannes Eremita Cassianus, Joannus Cassianus, or Joannes Massiliensis), John the Ascetic, or John Cassian the Roman 360-435.

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس يوحنا كاسيان، أو جون كاسيانوس، 360-435.

القديس يوحنا كاسيان

ثم ينقل لنا القديس يوحنا كاسيان رأيًا في هذه الآية من عمق صحراء مصر. فقد كان هناك عدد من الرهبان في منطقة ما بفلسطين، وهؤلاء الرهبان كانوا مشهورين بالكمال والقداسة على حسب تعبير القديس يوحنا كاسيان. ولكن الشيطان لم يهدأ، بل هيج عليهم قبائل من لصوص الأعراب حتى قتلوهم جميعًا. وأثار هذا الأمر حفيظة كثير من المسيحيين في المنطقة كلها. وكان هناك التساؤل الفوري الذي يخطر ببال أي إنسان كما خطر ببال جدعون قديمًا: "إِذَا كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا فَلِمَاذَا أَصَابَتْنَا كُلُّ هذِهِ؟ وَأَيْنَ كُلُّ عَجَائِبِهِ الَّتِي أَخْبَرَنَا بِهَا آبَاؤُنَا...؟[56]". وقد تسائل القديس يوحنا كاسيان ومن معه (جرمانوس) نفس هذا التساؤل والذي نجده في حوار بينهم وبين الأب ثيودور وهو أحد آباء صحراء مصر الغربية ويقول عنه يوحنا كاسيان أنه رجل تفوق في الفهم العام العملي (Practical common sense). المحاورة السادسة[57] من محاورات يوحنا كاسيان تتحدث بالكامل عن هذه الفكرة وتُعبر عن إيمان الكنيسة بشكل رائع عن الشر ووجوده، وعما إذا كان الله خالقه.

صَنَّف الأب ثيودور أمور العالم كلها إلى أمور جيدة، وأمور رديئة وأمور محايدة (سيان). أما الأمور الجيدة فهي التي تقود إلى الإلهيات، والثبات في الله. الأمور الرديئة هي الخطية التي تفصلنا عن الله، أما الأمور السيان هي التي يمكن أن ينسبها الإنسان لأحد الطرفين تبعًا لما يظنه. ويأخذ الأب ثيودور الغنى َكمثال، فهو خير إذا ادخرّنا به أساسًا حسنًا للدهر الآتي[58] واهتممنا بأخوتنا المعوزين، وذات الغنى يمكن أن يكون شرًا إذا كدسناه واستمتعنا به فقط. وبهذا فإن الغنى والفقر، الصحة الجسدية والمرض، السلطة، وحتى الحياة الأرضية نفسها يمكن أن تكون خيرًا أو شرًا تبعًا لفكر كل إنسان. وطرح الأب ثيودور مقارنة بين القديس يوحنا المعمدان الذي فَرِحَ كثيرون بولادته، ويهوذا الإسخريوطي الذي ينطبق عليه قول المزمور أن الشر يميت الشرير[59]، فولادة إنسان يمكن أن تكون سبب فرح ومسرة، أو أنه كان خير له لو لم يولد. لذلك يرى الأب ثيودور أنه عندما يقول الكتاب المقدس أن الله خالق الشرور، فهو يُصَنّف الشرور هنا ليس بحسب طبيعتها ولكن لأن الإنسان يتصورها هكذا. فالحديث هنا هو بحسب لغة البشر ومشاعرهم. وينضم الأب ثيودور لنفس فكر العلامة أوريجانوس والقديس يوحنا ذهبي الفم، بل ويذكر نفس المثل الخاص بالطبيب ويقول: "فالطبيب عندما يقطع أو يكوي لسبب جيد للصحة تلك (الأعضاء) التي تُعاني من تضخم القُرح، فإن (ذلك) يُعتبر شرًا بالنسبة لأولئك الذين سيعانون منه."

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[56] (قض 6: 13).

[57] قد وجدت محاورات كاسيان مُترجمة عن طريق أكثر من مترجم. لذلك فضلت فقط أن أُشير إلى إحدى الترجمات المتاحة حاليًا (وهي ترجمة الأب الدكتور بولا ساويرس).

[58] راجع (1تي 6: 17- 19).

[59] (مز34: 21).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-pakhomius-marcos/god-peace-vs-calamity/cassian.html

تقصير الرابط:
tak.la/w8tmvs2