St-Takla.org  >   books  >   fr-pakhomius-marcos  >   visiting-iniquity
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب إيمان الكنيسة حول آية: أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيَّ - القس باخوميوس القمص مرقص جبرة

9- شرح القديسين يوحنا ذهبي الفم وأمبروسيوس للآية

 

القديس يوحنا ذهبي الفم

أما القديس يوحنا ذهبي الفم، فيرى في هذه الآية كلام موجه بشكل خاص لأولئك الذين خرجوا من مصر ورأوا كل المعجزات التي صنعها معهم الله ولكنهم رجعوا لخطايا آبائهم، ولذلك سيأتي عليهم نفس عقاب آبائهم. وهكذا فإن الآية تمر عند القديس يوحنا ذهبي الفم بعدة شروط لكي تُفهم بشكلها الصحيح؛ أولًا أن الأبناء سقطوا في نفس خطايا آبائهم، ثانيًا هؤلاء الأبناء تمادوا في الخطايا بالرغم من رؤيتهم لمعجزات وآيات لم يراها آبائهم. وبذلك يضيف القديس يوحنا ذهبي الفم أن هذه الآية ليست القاعدة العامة Universal Rule بل خاصة بأولئك الذين خرجوا من مصر.

 

St-Takla.org Image: St. John Chrysostom in prayer. صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس يوحنا الذهبي الفم يصلي.

St-Takla.org Image: St. John Chrysostom in prayer.

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس يوحنا الذهبي الفم يصلي.

ترجمة نص القديس يوحنا ذهبي الفم

{"فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟».[58] سؤالٌ مغلوطٌ! لأنه كيف يمكن أن يخطأ قبل أن يولد؟ وكيف يُعاقَب هو بافتراض أن أبويه هما المخطئان؟ من أين إذا أتوا بهذا السؤال؟ فإنه قبلًا، حينما شَفَى المخلع قال: "هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا".[59] فلذلك عندما أدركوا أنه أصبح مخلع نتيجة خطيته، قالوا: "حسنًا، فإذا أصبح هذا مُخلعًا نتيجة خطيته، فماذا إذًا عن هذا الرجل، ماذا ستقول؟ هل أخطأ؟ من المُحال أن يُقال هذا، لأنه أعمى منذ مولده، فهل أخطأ أبواه؟" ولا يقدر أحد أن يقول هذا أيضًا، لأن "الابن لا يُعاقَب بسبب أبيه." فإذا رأينا طفلًا مُصاب بِشَرٍ (بمرض أو بوجع) نتساءل، ليس بشكل استفهامي ولكن في حيرة وارتباك: "ماذا يُمكن أن يُقال عن هذا؟ وماذا فعل هذا الطفل؟" هكذا تكلم التلاميذ هنا، ليس بغرض الاستفهام عن معلومة، ولكن بدافع الحيرة. ماذا قال إذا المسيح؟ "لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ". لم يقل هذا لكي يبرئهم من الخطايا، لأنه لم يقل ببساطة: "لا هذا أخطأ ولا أبواه" فقط، بل أضاف أن هذا كان يجب أن يولد أعمى ليتمجد ابن الله فيه.[60] (وكأن المسيح يقول) "لأن هذا الإنسان وأبواه أخطئوا، ولكن ليس هذا هو سبب العَمَى." ولم يقل هذا لكي يشير أنه بالرغم من أن هذا لم يولد أعمى بسبب هذا الأمر (خطية الوالدين) إلا أن البعض الآخر قد خُلِقوا عميانًا بسبب هذا الأمر؛ خطية أبويهم، لأنه لا يصلح أن يخطئ واحد والآخر يُعاقَب.[61] لأنه لو سمح لذلك، فسنسمح (بالظن) بأنه قد أخطأ قبل ولادته.[62] وهكذا فإنه حينما أعلن أنه "لا هذا أخطًا"، لم يقل إن هذا مُستطاع بأن يُخطئ الإنسان قبل أن يولَد، (بل) ويُعاقَب على ذلك. وهكذا فإنه حينما قال: "ولا أبواه"، فإنه لم يقل إن الواحد يُمكن أن يُعاقَب لأجل والديه. ينزع (الرب) هذا الافتراض بواسطة فم حزقيال: "حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هذَا الْمَثَلَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ"[63] ويقول موسى: "لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلاَدِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَوْلاَدُ عَنِ الآبَاءِ."[64] وهكذا قالت الكتب عن مَلِكٍ مُعيَن لأجل هذا السبب لم يفعل هذا الأمر مُطيعًا لشريعة موسى.[65] ولكن إذا جادل أحدهم: "فكيف إذًا قيل: [مُفْتَقِدٌ إِثْمَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ، وَفِي أَبْنَاءِ الأَبْنَاءِ، فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ]؟" سنجيب بهذا، بأن الغرض هنا ليس شامل، ولكن هذا هو ما قيل لأولئك الخاصة الخارجين من مصر. وهي تعني ما يلي: "لأن هؤلاء الذين خرجوا من مصر، وبعد الآيات والأعاجيب، أصبحوا أسوأ من أجدادهم الذين لم يروا شيئًا من هذه الأمور، فإنهم سيُعانون مثل ما عاناه أولئك، لأنهم تجرأوا وفعلوا نفس الجرائم."} [66]

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

كتابات منتسبة لأمبروسيوس

أحد الكتابات التي نُسبت قديمًا إلى القديس أمبروسيوس[67] والتي كُتبت في غضون القرن الرابع وكانت واسعة الانتشار في الغرب اللاتيني تُشير وبقوة إلى نفس الفهم اليهودي للآية، فيقول الكاتب:

[لماذا إذًا وَعَدَ الله، المُلَقَب بالعادل، أنه سيلوم الأبناء على خطايا الآباء للجيل الثالث والرابع؟ إنه من الجنون أن يشك أحد في أن الله يصنع أو يقول أمرًا غيرا عادل، ولهذا...ما نظنه بأنه غير عادل، هو بالحقيقة حق... الله بالفعل سيلوم الأبناء على خطية آبائهم، ولكن هؤلاء الذين يبغضونه، الذين سيخدمون الأصنام، الذين سيبقون في شر آبائهم، ويفعلون مثلما فعل آبائهم.]

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[58] (يو 9: 2).

[59] (يو 5: 14).

[60] اقتباس بتصرف من " لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ." (يو 9: 3).

[61] بمعنى أن المسيح لم يَخُص هذا المولود أعمى بهذه الجملة، فلا يصح أبدأ أن نظن أن أي مولود أعمى، أو أي طفل مولود بمرض، أنه وُلِدَ هكذا نتيجة خطية أهله.

[62] بمعنى أنه إن ظن إنسان أن التلاميذ يُفكرون حرفيًا بأن هذا المرض هو نتيجة خطية الوالدين، فسيظن إذًا أن التلاميذ يُفكرون حرفيًا بأن هذا الشخص يمكن أن يكون قد أخطأ قبل أن يولد. فبهذه العبارة يؤكد القديس يوحنا ذهبي الفم أن التلاميذ سألوا هذا السؤال متخبطين ومتحيرين من سبب المرض، ولم يسألوه بشكل استفهامي بحت.

[63] (حز 18: 3، 2).

[64] (تث 24: 16).

[65] يقصد الملك أمصيا بن يوآش حيث يقول عنه الكتاب: " وَلكِنَّهُ لَمْ يَقْتُلْ أَبْنَاءَ الْقَاتِلِينَ حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى، حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ قَائِلًا: «لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ مِنْ أَجْلِ الْبَنِينَ، وَالْبَنُونَ لاَ يُقْتَلُونَ مِنْ أَجْلِ الآبَاءِ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ يُقْتَلُ بِخَطِيَّتِهِ». (2مل 14: 6).

[66] Chrysostom, On the Gospel of St. John, NPNF114, Hom. LVI.

[67] بداية من القرن السادس عشر أُطلق على مؤلف هذه الكتابات Ambrosiaster والتي تعني باللاتينية Would-be Ambrose أو المُنتَسَبة لأمبروسيوس. وأمبروسيوس كان أسقف ميلان، ذائع الصيت ومُعلم لاهوتي قدير في القرن الرابع، وقد تاب القديس أغسطينوس على يديه.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-pakhomius-marcos/visiting-iniquity/chrysostom.html

تقصير الرابط:
tak.la/8pt4g95