St-Takla.org  >   books  >   fr-raphael-nasr  >   not-alone
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب لست وحدك: دراسة في العمل الفردي - القمص رافائيل نصر

8- صنارة أم شبكة

 

في يوم من الأيام جلست علي شاطئ النيل لأقضي فترة من الوقت في التأمل فرأيت شابًا جالسًا وقد امسك بيده صنارته ليصطاد.

نجح الشاب بعد فترة من الوقت أن يصطاد سمكة واحدة ثم بعد عدة دقائق أخرى اصطاد أخرى.

مرت ما يقرب من ساعة وإذ بي أرى قاربًا وكان فيه بعض الصيادين وقد القوا شبكة كبيرة للصيد، وما هي إلا دقائق وسحب الصيادون الشبكة وقد امتلأت بعشرات من السمك.

سالت نفسي: لماذا لا يستخدم الشاب شبكة للصيد بدلًا من الصنارة؟ أليس هذا أفضل له واجدي؟

أحسست أن الوقت يجري ولم افتح الإنجيل بعد لأقرأ فيه.

ماذا سأقرأ؟

قلت ابحث في الإنجيل عن إجابة لسؤالي:

أيهما انفع في الصيد الشبكة أم الصنارة؟

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تأملت حياة معلمنا القديس بطرس الرسول ورأيت انه كان صيادًا ماهرًا فابرع في استخدام شبكته:

 "فصعد سمعان بطرس وجذب الشبكة إلى الأرض ممتلئة سمكا كبيرا مئة وثلاثا وخمسين ومع هذه الكثرة لم تتخرق الشبكة" (يو 21: 11).

St-Takla.org Image: A dishing net - Fishing Tools at the Civic Aquarium of Milan garden (Acquario Civico di Milano), Milan (Milano) Italy. Established in 1906. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 4, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: شبكة صيد - صور معرض أدوات الصيد في متحف الأحياء المائية (حوض الأسماك، المُرَبَّماء، المربى المائي، المماهة)، ميلانو (ميلان)، إيطاليا. وقد أُنشئ سنة 1906. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 4 أكتوبر 2014.

St-Takla.org Image: A dishing net - Fishing Tools at the Civic Aquarium of Milan garden (Acquario Civico di Milano), Milan (Milano) Italy. Established in 1906. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 4, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: شبكة صيد - صور معرض أدوات الصيد في متحف الأحياء المائية (حوض الأسماك، المُرَبَّماء، المربى المائي، المماهة)، ميلانو (ميلان)، إيطاليا. وقد أُنشئ سنة 1906. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 4 أكتوبر 2014.

ولم يكن معلمنا بطرس الرسول ماهرًا فقط في استخدام شبكته بل برع أيضًا في استخدام صنارته، وهذا ما دعي سيدنا المسيح له المجد لكي يأمره بالصيد بصنارته لكي يسدد ما على كليهما من ضريبة الهيكل، فقال لمعلمنا القديس بطرس الرسول:

"... اذهب إلى البحر وألق صنارة والسمكة التي تطلع أولا خذها ومتى فتحت فاها تجد إستارا فخذه وأعطهم عني وعنك" (مت 17: 27). ولما رأى سيدنا المسيح له المجد أن معلمنا بطرس الرسول صيادًا بارعًا يجيد استخدام الشبكة والصنارة بنفس المهارة دعاه - وأخاه أندراوس - لكي يصيرا صيادين لا للسمك فقط بل للناس أيضًا:

"وإذ كان يسوع ماشيا عند بحر الجليل أبصر اخوين سمعان الذي يقال له بطرس وأندراوس أخاه يلقيان شبكة في البحر فإنهما كانا صيادين فقال لهما هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس. فللوقت تركا الشباك وتبعاه" (مت18: 4-20).

وكما برع معلمنا بطرس الرسول كصياد للسمك برع أيضًا كصياد للناس.

فماذا كانت نتائج عظته الأولى؟

"فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس" (اع 2: 41).

وكأنه قد القي بشبكته علي الناس فاصطاد 3000 شخص منهم.

هذه هي الشبكة وهذه قوتها فلقد استطاعت أن تصيد في مرة واحدة 153 سمكة وفي مرة أخرى 3000 نفس!!

والسؤال: هل كان في استطاعة بطرس أن يصطاد بالصنارة 153 سمكة في نفس الوقت التي استغرقته الشبكة في صيد نفس العدد من السمك؟

مستحيل.

إذن فالشبكة أفضل وأجدى في الصيد من الصنارة.

للأسف هذا ليس صحيحًا.

 

تعالى معي لنتأمل ما عملته الصنارة.

منذ قليل كنا نتحدث عن بطرس الرسول وبراعته كصياد للسمك وللناس ولكن كيف أتى للمسيح له المجد؟

وما قصة تعرفه على شخص المسيح له المجد؟

من دلَّه على شخص المسيح؟

اقرأ معي (يو40: 1-42)

 "كان أندراوس اخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا (المعمدان) وتبعاه. هذا وجد أولا أخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح. فجاء به إلى يسوع فنظر إليه يسوع وقال أنت سمعان بن يونا أنت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس" (يو40: 1-42).

 

وكأن معلمنا أندراوس الرسول -وكان أيضًا صيادًا للسمك- قد استطاع (بصنارته) أن يصطاد للمسيح أعظم صيادا للناس.

فلقاء معلمنا أندراوس الرسول مع أخيه ودعوته له لكي يلتقي بسيدنا المسيح له المجد كانت الصنارة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نعود لسؤالنا:

أيهما أهم في الصيد الشبكة أم الصنارة؟

فإن كانت الشبكة هي العظة (عظة بطرس الرسول مثلًا) فان الصنارة هي العمل الفردي الذي عمله معلمنا أندراوس الرسول مع أخيه معلمنا بطرس الرسول، ولا استغناء عنهما للصياد الماهر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.

وليس عيبًا أن يجيد الصياد أحدهما ولكن البراعة في قدرة الصياد في استخدام كليهما.. أعني العظة والعمل الفردي.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-raphael-nasr/not-alone/fishing.html

تقصير الرابط:
tak.la/42s8j9a