St-Takla.org  >   books  >   fr-youhanna-fayez  >   trials-of-jesus
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب محاكمات السيد المسيح وصلبه حسبما جاءت في العهد الجديد: دراسة تاريخية وتحليلية - القمص يوحنا فايز زخاري

30- ثانيًا: الآراء حول الأسباب والدوافع وراء تسليم يهوذا للسيد المسيح لرؤساء اليهود

 

 الرأي الأوَّل: سلَّم يهوذا سيدَه حُبًا في الفضة!

فنقول في اللحن: [يا يهوذا يا مخالف الناموس، بالفضة بعت سيدك لليهود مخالفي الناموس.][253]

وعلى الرغم أن القديس متى يُظهِر يهوذا طالبًا المكافأة من كهنة اليهود (مت14:26-15)، نجِد القديسين مرقس ولوقا يُظهِران أن رؤساء الكهنة هم الذين وَعَدُوه بالمُكافأة (مر10:14-11)، (لو4:22-5). والثلاثون من الفضة، على الرغم أنها مبلغ كبير في ذلك الوقت، فهي ثمن حقل (مت7:27، أع18:1)، وهي ثمن عبد إذا نَطَحَهُ ثَور فمات (خر32:23)، إلا أن يهوذا لم يتردد في أن يَطرَحها في الهيكل أمام رؤساء الكهنة (مت3:27-5).

الرد: لا يمكن أنها تكون محبة الفضة وحدها هي التي دفعت يهوذا إلى تسليم سيده للموت؛ فالصندوق كان بِيَدِه، وهو كان سارقًا للصندوق. فبِقليلٍ من التفكير، يكون بقاء يسوع أكثر رِبحًا ليهوذا من موته. وهكذا قال أمونيوس كاهن الإسكندرية (ق5م): [اِحتمل السيد واحدًا من تلاميذه، كان سارقًا ومعه الصندوق، ذلك لكي لا يَزعُم أحد أنه ارتكب الخيانة، بسبب فَقرِه أو محبته للمال.][254]

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الرأي الثاني: [كان يهوذا واحدًا من الغَيُورين، انتظر مجيء المسيا كمُحرِّر للأُمة اليهودية من النِّير الروماني، ولكن عندما تأكد أن يسوع لن يعمل شيئًا ضد الرومان، بل كان المسيا المحرِّر من الخطية. واكتشف أن الجمع الذي التف حوله، باطلًا ينتظر الحُرية الأرضية. فخاب أمَلُه في المسيح، وأراد بكل عزيمة أن يُزيحَه جانبًا؛ لكي يفتح الطريق لمجيء ذاك المسيا الذي ينتظره هو والغيورون أمثاله.][255]

الرد: [لم يكن يهوذا ضمن فئة الغيورين، فلم يَرِد في أيٍّ من الأناجيل الأربعة هذا. ولكن ذُكر عن القديس سمعان القانوي الغيور (مت4:10، مر18:3-19، لو15:6-16). وإذا كان ذلك كذلك، فلماذا ندم يهوذا على خيانته (مت3:27)، إذا كان يؤمن أنه فعل هذا وفقًا للناموس؟][256]

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الرأي الثالث: ظن يهوذا أن السيد المسيح سيَشرح لرُؤساء الكهنة اليهود جوهر تعليمه، فيُدرِكون أنه لم يأتِ ليَنقُض الناموس الموسوي، ومن ثَمَّ فالقبض عليه قرارٌ خاطئ (يو57:11) يجب التراجع عنه. لاسِيَّما أن الفِصْح اقترب، ولا يَصِح قَتْل إنسان يهودي بإنسان يهودي. ولاسِيَّما أن يهوذا كان متأكدًا أن [المسيح قادرٌ على الإقناع، كما في الحِوارات السابقة. (مت23:21-28، 15:22-22، 23-33، 34-40، 41-46). لذلك كان يهوذا مقتنعًا أن المسيح سيخرج بريئًا. أما عندما رآه صامتًا لم يدافع عن نفسه، وقد حُكِم عليه بالموت، ندم وتملَّكَه اليأس ومَضَى وشنق نفسه (مت3:27-4، أعمال18:1).][257]

وقد ظن البعض أن يهوذا سلَّم سيده، فقد كان لديه الرغبة في دفع الرب يسوع أن يُواجه أعداءَه ويغلبهم ويُكَوِّن مملكة أرضية كحُلم اليهود.[258].

الرد: هذا الرأي يُقدِّم يهوذا كشَخصٍ بسيط، وهذا يُجافي الحقيقة الكتابية. لقد شهد عنه المسيح له المجد أنه لم يكن طاهرًا (يو10:13-11)، وقد تسلَّط على قَلبِه الشيطان (لو3:22، يو27:13). وحَكم عليه قائلًا: «وَيْلٌ لِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذَلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!» (مت26: 24، مر14: 21).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Jesus asking Judas: "Are you betraying the Son of Man with a kiss?!” (Luke 22:48). صورة في موقع الأنبا تكلا: يسوع المسيح يكلم يهوذا: "أبقبله تسلم ابن الإنسان؟!" (لوقا 48:22).

St-Takla.org Image: Jesus asking Judas: "Are you betraying the Son of Man with a kiss?!” (Luke 22:48).

صورة في موقع الأنبا تكلا: يسوع المسيح يكلم يهوذا: "أبقبله تسلم ابن الإنسان؟!" (لوقا 48:22).

الرأي الرابع: كان لابُد ليهوذا أن يقوم بهذه الخيانة، لاسِيَّما وأن داود النبي تنبأ عنها في (مز9:41)، والسيد المسيح أعلن عنها قبل أن تحدُث (يو70:6-71، 10:13-11 ، 21-26). فكان لابُد أن يخون سيده (مر18:14، مت21:26، لو21:22)؛ لتَتحقق خِطة الله وتتمم النبوات. وهنا يصير يهوذا ليس شريرًا، بل عاملًا ضروريًا ليتم الفداء.

الرد: لا يُمكن أن يُجبَر يهوذا على تسليم المسيح لكي تكتمل النبوات، وإلا صار المُخطئ هو الله الذي أجبر يهوذا على الخطإ- حاشا. ولكن الحقيقة أن يهوذا بإرادته الحُرة خان سيِّده وسلَّمه. وسبق الله فعرف ما سيحدث مستقبَلًا، فسبَق وأعطى الأنبياء أن يُعلِنوا ما سيفعله يهوذا بحُريتِه وإرادته قبل أن يفعل. فالنُبُوَّة ليست سببًا في فِعل يهوذا. بل فِعلُ يهوذا هو السبب في النُبُوَّة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الرأي الخامس: يهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه (مر3: 19، متى10: 4، لو6: 16) هو الوحيد الذي ليس من الجليل[259] (مر1: 16–20، 2: 1،14، يو1: 43– 48، 21: 1– 2). وقد كان متعاليًا على الجليليين لِاختلاطهم بالأمم (مت4: 15، يو1: 45– 46، 7: 52).

وربما تَوَقَّع أن الرب سوف يُمَيِّزه عن الآخَرين، فلما وجده يُساوِي بينهم (مت10: 1-4، مر9: 2– 3، يو:13-29)، بدأ يَنفُر منه، ثم أبغَضه. وظهر هذا أكثر، [عندما وَبَّخ يهوذا المرأة التي غسلت رجلي المسيح بالطِّيب كثير الثمن (يو12: 1– 5)، ودافع الرب عنها موبخًا يهوذا «اتْرُكُوهَا! إنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ.» (يو12: 7). واِزداد يهوذا كَراهِيةً للمسيح، وراح يُسلِّمه لرؤساء الكهنة (مر14: 10، مت26: 14– 15).][260] وخان سَيِّدَه بإرادته، لذلك قال: «قَدْ أَخْطَأْتُ إذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا» (مت4:27).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الرأي السادس: من أجل محبة المركز؟ سلم يهوذا سيده ففي أحد الشعانين أرادوا أن «يَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا» (يو6: 15)، لكنه رفض، فضاعت أحلام يهوذا وخابت آماله العالمية التي كانت تُداعب عَقله وعقول بعض التلاميذ من حين لآخَر. ولما اشتعلت نيران الضيقة في أسبوع الآلام، وبدأ الرب يُقدِّم نفسه ذبيحة على مذبح المحرقة وصليب العار، بدأ التلاميذ يَشكُّون، وانتهت الآمال الأرضية، فانكشف الذهب الحقيقي واشتعل المغشوش بنار التجربة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الرأي السابع: كانت محبة المال الغاشة، ومحبة الجاه والعالم الكاذبة، تحتاجان أيضًا لسببٍ أعمق ليَصِل الأمر إلى هذا الانحدار اللانهائي في الخيانة العظمى! فعبارات: «دَخَلَ الشَّيْطَانُ فِي يَهُوذَا الَّذِي يُدْعَى الإسْخَرْيُوطِيَّ» (لو22: 3) «وَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإسْخَرْيُوطِيِّ أَنْ يُسَلِّمَهُ» (يو13: 2). فحدد مار يوحنا بَدءَ سيطرة الشيطان الكاملة على يهوذا بهذه العبارة: «فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ» (يو13: 27) وسقط في الهوة، وحرِّكه الشيطان كيفما شاء، حتى قال الرب: «وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ!» (يو6: 70) قاصدًا أنه بدخول الشيطان في يهوذا صار شيطانًا.

ويقول العلامة أوريجينوس مُعلِّقًا عن سقوط يهوذا: [بالرغم من إدراك يهوذا عظمة معلمه وقد صار تلميذًا قريبًا منه، وسمع حكمته الإلهية، وأقوال النعمة، إلا أنه خانه في النهاية.][261]

ويُكمل القدّيس أوغسطينوس: [لم يصر يهوذا فاسدًا فقط، في الوقت الذي فيه قَبِلَ رَشوةَ اليهود وخان ربه، بل كان سارقًا وشريرًا حين كان يتبع الرب، فكان يتبعه بجسده لا بقلبه.][262]

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أفكار يهوذا:

كَثيرًا ما رفع اليهود حجارة ليَرجموا الرب، ولَكنَّهُ نَجا بَنفسهِ (مَتى10: 31).

ومرةً أرادوا أن يَطرحوه من فوق الجَبل، ولَكنَّهُ مَرَّ بينهم ومَضى (لوقا4: 30،29).

لقد نَجا من مُحاولات قَتلِه عِدة مرات، إذن فهو قادر أن يَنجو هَذهِ المَرة أيضًا.

وقُبِض على يَسوع، وتَبِعَهُ يَهوذا من البُستان حَتى المُحاكمة أمام رؤساء اليَهود. ورُبما ظن يَهوذا أن الرب سَيُفلِت منهُم، لَكنهُ تَعجَّب إذ رآهُ قد استسلم، فمن أجل هَذهِ الساعة قد أتى.

ولَما رآهُ قد دين (متى3:27): وهذا يعني أن يَهوذا لَم يتوقع هذا، بل كان يتوقع أنه يتبرأ، وأنَّ أحدًا لا يقدر عليه. فلَم يَستطع يَهوذا احتمال عذاب الضمير وشعوره بالذنِب، فشق طريقه بَين الجَمع، وذهب إلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ «فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ!» (مَت27: 4). [والهَيكل هُنا دار الكَهنة، ولَم يَكُن ليَهوذا أن يَدخُل إليه. وقد جاء يَهوذا في يأسٍ قاتل، ودخل إلى رواق الأمم ثُم عبَرهُ إلى رواق النساء، ومنهُ إلى رواق الإسرائيليين، ولَم يَستطع أن يَتقدم أكثر إلى رواق الكَهنة الذي يَقع قدس الأقداس في نهايتهِ. لَكنَّهُ نادى على الكَهنة ليتسلَّموا فِضَّتهم. وعندما رفضوا، ألقى الفضة لهم داخل دار الكَهنة أو القُدس ساقطًا على وجهِه قَائِلًا: «قَدْ أَخْطَأْتُ إذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا» (مَتى27: 4)][263]، دون أن يكترثوا بها أو به.

أما إنجيل القديس مَتى المَكتوب لليَهود مُقَدِّمًا نبوات العهد القديم الَتي تتحدث على لسان يهوذا: «فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. فَقَالَ لِي الرَّبُّ: "أَلْقِهَا إلَى الْفَخَّارِيِّ، الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ". فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.» (زكريا11: 12-13).

عجبًا أيستخدم الله أشَرَّ البشر، بل ويستخدم الشيطان ليُنفِّذوا بِحُرِيَّتهم مَشورته الإلهية، دون أن يعرفوا أو يقصِدوا؟ وبينما يظنوا أنهم غلبوه، كانوا في خضوعٍ غير مقصود يُتمِّمون مشيئته، فهُم بمؤامرتهم الشريرة يُنَفِّذون إرادته المقدسة لفدائهم.

«حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ» (متى3:27)، وتم الحُكم على الرب بالصَّلْب ارتعب. فَكثيرًا ما لا نُدرِك بشاعة خطيتنا إلا بَعد فوات الوقت، بَعدما نرى نَتائج الخَطية المُخزية. لَكنَ يَهوذا بَدلًا من أن يَرجع إلى الرب بالنَدم والتوبة ندمَ وفقدَ رجاءُه!

فقدَ رجاءُه! وهَذا هو خُبث الشَيطان وخِداعُه، أن يَجعل الإنسان يَستسهل الخَطية بالحديث عَن لُطف الله وطول إمهالهُ وكثرة رحمته. ومَتى سقط يُعَظِّم لَهُ بشاعة خَطيته، فيستصعب قبول توبته، ويُذَكِّر الإنسان بعَدل الله وصرامَتِه، تجاه الخَطية الَتي سَقط فيها، فَيُفقِدهُ الرجاء ويَقودهُ إلى اليأس. وبعدما رأى النَتيجة أراد أن يَتبرأ منها، فطرح الْفِضَّةِ في ارتباك قَائِلًا:

«قَدْ أَخْطَأْتُ إذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا» (مَتى27: 4).

يقول القديس إيرونيموس (جيروم): [ظن يَهُوذَا أنه بِرَدِّ المال للْكَهَنَة، يمكن تغيير الحُكْم الظالم الذي أصدره أعداء المسيح، والمشكلة أنَّ نَدَمَ الخائن لم يُغَير نتائج خيانته. «فلَمَّا رَأَى أَنَّ الرب قَدْ دِينَ نَدِمَ.» (متى3:27). وهناك من يدافع عن يهوذا فينسبون خيانته إلى طبيعته الشريرة، ملتمسين له العذر! ويتساءل القديس جيروم: كيف إذَن يُفَسِّرون نَدَمه؟][264]. كان فقط ينقص يَهُوذَا الثبات على نَدَمِه والرجاء في المغفرة.

ويقول العلامة أوريجينوس: [نَدِمَ يهوذا بعد أن حكم بيلاطس على يسوع، فجلدوه وسُلِّم لليهود ليُصلَب (متى26:27). وهنا فقط رآه يهوذا قَدْ دِينَ، ليس يسوع فقط، بل رأى نفسه أيضًا مُدانًا. فأدرك الشر الذي فعله، وأدرك أنَّ إثْمَه أصبح تحت حُكْم الله ودينونته. فقد سكن الشيطان في يهوذا منذ غمَسَ اللقمة في الصَّحْفة إلى أن سُلم يسوع إلى بيلاطس، ثم فارقه إلى حين بعد أن أنجز ما أمره به.][265]

 

وهناك رأي: أضافه وليم باركلي[266] كهدف ليهوذا من خيانة المسيح. يستوحيه من قول الكتاب «حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ قَائِلًا: "قَدْ أَخْطَأْتُ إذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا» (متى4:27) إذَن ماذا كان يظن يَهُوذَا؟

[أكان يظن أنه بتسليمه للرب يربح رؤساء العالم؟ أما المسيح فسوف لا يستطيع أحد أن يدينه أو يقوى عليه؟ وبخيانته لم يقصد موت المسيح، بل كان يرى في يسوع الزعيم الموفَد من السماء، ولكنه يتقدم ببُطء نحو الهدف؛ فسلَّمَه إلى أعدائه؛ ليدفعه لإظهار قوتِه وقدرته كما في الحوارات العديدة التي جرت مع رؤساء الكهنة من قبل.[267] فكان يَهُوذَا متأكدًا أن حياة الرب لن تتعرض للخطر][268].

وهذا يفسر سبب انتحاره! فلما رأى أن خطته لم تتحقق انتحر. إن مأساة يهوذا في أنه رفض أَنْ يقبل الرب يسوع كما هو، بل أراد أَن يصنع منه الشخصية التي يريدها هو.

وافتَضَحت خيانة رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ والرِشوة الَتي قَدموها ثَمنًا ليسوع. وافتَضَحت خيانة يَهوذا بائع مُعلِّمه. وهَمسَ رئيس الكَهنة مُجيبًا يَهوذا باحتقار «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» (مَتى27: 4).

أسرع يهوذا، وقد قاده الشيطان، هائمًا في طرقات أورشليم إلى حقل الفخاري الخَرِب. فاقدًا رجاءه معلنًا: «قَدْ أَخْطَأْتُ إذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا». ونَدَمُ يَهوذا واعترافه بخطَئه يَدُل على أن خَطيئته كانت بمعرفة.

بين القديس مار بطرس الَذي أخطأ ورجع، ويَهوذا فاقد الرجاء:

كان الفرقُ بين القديس مار بطرس الَذي أخطأ خَطئًا شَنيعًا أيضًا، وبَين يَهوذا، كبيرًا جدًا. فمار بُطرس أخطأ ونَدم وبَكى بُكاءً مُرًا، وامتزج نَدمه برجائه في رحمة الله وغُفرانهِ «نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ» (يوحنا21: 15).

أما يَهوذا فأخطأ ونَدمَ، واستسلم لليأس، فَمضى وشَنق نَفسهُ، وخَتمَ الخَطية بخطية أكبر. وفَرْقٌ بين نادمٍ يَنظر إلى ذاتهِ وخَطيته فيفشل، ونادمٍ يَنظر إلى الله ورحمتِه فيُرحَم.

الذي يَنحصر في ذاتهِ يَخرُج من الظلام إلى ظلامٍ أبشع، أما الذي يَنفتح على مراحم الله، فيَخرُج من ظلمته إلى نور مَجد الله. لَقد أخطأ يَهوذا باختياره، فما أجبَره أحدٌ، بَل ذهب هو طالبًا: «مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُوني وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إلَيْكُمْ؟» (مَتى26: 15).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

بين خيانة يَهُوذَا ووفاء مريم ساكبة الطِّيب

يسجل القديس يوحنا الإنجيلي قصة ساكبة الطِّيب فيقول:

«ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟ قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ. فَقَالَ يَسُوعُ: "اتْرُكُوهَا! إنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ".» (يوحنا12: 3– 8)

 

قصتان متوازيتان:

 قصة تسليم يهوذا الإسخريوطي السيدَّ المسيح لرؤساء الكهنة بثلاثين من الفضة.

 قصة سكْب مريم قارورة الطِّيب كثيرة الثمن في وليمة بَيْتِ عَنْيَا على قدمي المسيح.

[خيانة يهوذا والمشاورات ضد المسيح تتناقض مع الطِّيب المسكوب تعبيرًا عن الحب. وهذا ما قصده معلمنا القديس متى، حينما وضع قصة الطيب هنا، بالرغم من حدوثها قبل ذلك][269]

 

1. قصة يَهُوذَا سِمْعَانُ الإسْخَرْيُوطِيُّ: (مرقس3: 19، متى10: 4، لوقا6: 16).

كان توبيخ يَهُوذَا لساكِبَةِ الطِّيب دافعًا مناسبًا لتوبيخ يهوذا وكشف خطيته، لكن الرب لم يفعل، بل ستَر عليه، ثم وبخه بهدوءٍ كمُعلم، جاذبًا إياه إلى التوبة. أما يَهُوذَا فمضى في محبته للفضة، ولم يستفد. وذهب فعرض خيانته طالبا مالًا، دون أَن يسأله أحد. ولما جاء يُنفذ خُطته، عاتبه الرب «يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ؟» (مت26: 50) «أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإنْسَانِ؟» (لو22: 48). وحتى بعد الخطية، ظل باب التوبة مفتوحًا أمامه، يمكنه أن يفعل كمار بطرس ويتوب.

بإرادته كان مُحبًا للمال سارقا للصندوق، وبإرادته اشتهى أَن يسرق ثمن الطِّيب الناردين،

بإرادته ذهب وعرض الخيانة وطلب ثمنًا لها، وبإرادته لم يتُب، بل مضى وشنق نفسه.

كانت تحركات يَهُوذَا واتفاقه على خيانة سيده، قد جرَت في سرية كاملة، فقد أخفى خطته الشريرة عن التلاميذ، لكنها لا تَخفى عن «فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى» (إر14: 10).

حذَّرَه الرب وأيقظه: «"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!" فَكَانَ التَّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ.» (يو13: 21-22).

وحذَّرَتْه مشاعر التلاميذ: إذ «حَزِنُوا جِدًّا وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: "هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ"؟». وإذ سأل مار يوحنا الرب «أَجَابَ: إنَّ ابْنَ الإنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ"!» (مت26: 22،23). والعجيب! أنْ يهوذا أجاب: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» فقال الرب: «أَنْتَ قُلْتَ» (مت26: 25). كانت هذه ساعة للتوبة، لكن يهوذا لم يعرف زمان افتقاده!

 

2. قصة ساكبة الطِّيب ومَن هي:

تأتي قصة مريم ساكبة الطِّيب الكثير الثمن المُشَرِّفة، مقابل قصة يهوذا بائع سيده المُخْزِية.

 

(متى6:26-13)

(مرقس3:14-9)

وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، تَقَدَّمَتْ إلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيب كَثِيرِ الثَّمَنِ، فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئ. فَلَمَّا رَأَى تَلاَمِيذُهُ ذلِكَ اغْتَاظُوا قَائِلِينَ: "لِمَاذَا هذَا الإتْلاَفُ؟ لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هذَا الطِّيبُ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ". ... فَإنَّهَا إذْ سَكَبَتْ هذَا الطِّيبَ عَلَى جَسَدِي إنَّمَا فَعَلَتْ ذلِكَ لأَجْلِ تَكْفِينِي. الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ تَذْكَارًا لَهَا".

وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ، جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَكَانَ قَوْمٌ مُغْتَاظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالُوا: "لِمَاذَا كَانَ تَلَفُ الطِّيبِ هذَا؟ لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ". وَكَانُوا يُؤَنِّبُونَهَا. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: "اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟... قَدْ سَبَقَتْ وَدَهَنَتْ بِالطِّيبِ جَسَدِي لِلتَّكْفِينِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ، تَذْكَارًا لَهَا".

 

 «تَقَدَّمَتْ إلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ» (مت7:26)

كانت مريم أخت لِعَازَرُ تحب الرب يسوع وتجلس عند قدميه تستمع إلى تعاليمه، وقد مدحها الرب بهذا (لو10: 42). وأثناء وليمة عَشَاء الشكر التي صُنِعَت لِلرب، اقتربت مريم، كما أوضح القديس يوحنا (3:12)، وكسرت قَارُورَة طِيبِ نَارِدِينٍ[270] خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، تسع مَنًا مِنْ طِيبِ (لتر)، وسكبته على رأسه (متى، مرقس)، وَدَهَنَتْ قَدَمَيه (يوحنا3:12)، ومسحتهما بشعر رأسها. كنُبوّة عن تكفينه، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ.

وكانت مريم تجمع الناردين وتحفظه ؛ لذلك قال الرب «اتْرُكُوهَا! إنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ» (يو12: 7). [وكان الذي جمعته، يبلغ ثمنه ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ وهو مبلغ كبير، لأن أجرة العامل في اليوم في ذلك الوقت كانت دينارًا][271] (مت20: 2). أو هي أُجرة عاملٍ لمدة سنة كاملة تقريبًا. فالثلاثون من الفضة ثمن العبد الذي بهِ باع يهوذا سيدَه زهيدٌ جدًا.

كان صوت المَنطِق الإنساني يقول: «لِمَاذَا هذَا الإتْلاَفُ؟» (مت8:26)، لكن مَنطِق الحب فوق مَنطِق العقل. وكأن ما فعلته المرأة كعمل محبّة، هو تَقْدِمَة البشرية، لهذا الجسد الطاهر، قبل موته بإرادته لخلاصنا. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: "اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ وهذا صوته الحلو يحكم بينها وبين المشتكين عليها. دافع عنها الذي لم يدافع عن نفسه.

تُمثِّل مريم النفوس الأمينة التي تتقدَّم بالحب إليه، بينما يمثِّل يهوذا النفوس الخائنة الشرّيرة التي تبيع سيّدها بمُتعة زمنيّة. وكما يقول القدّيس كيرلُّس الأورشليمي: [اليد التي تناولت عطيَّة الرب منذ لحظات، في مائدة الفِصْح، قامت تتسلَّم أجرة تآمُرها لموت سيِّدها.][272].

ويضيف القدّيس كيرلّس الكبير فيقول: [وَجَدَ الشيطان في يهوذا موضعًا، غير إنه لم يقدر أن يقترب إلى الطوباويين بطرس ويعقوب ويوحنا، فقلوبُهم كانت راسخة ومحبَّتُهم ثابتة، لكنه وجد موضعًا في الخائن، بسبب طمعه المُرِّ.][273] الذي هو «أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ» (1تي6: 10).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[253]قطعة يونانية تبكيتًا ليهوذا الخائن تُقال باكر خميس العهد، كنيسة الأنبا تكلا بالإسكندرية، طبعة أولى 1981م، ص303.

[254]ترتيب قراءات أسبوع الآلام، إصدار كنيسة العذراء بالفجالة 1977م، ص144.

[255]د. القس صموئيل وهبة، العشاء الأخير وأحداث ما بعد العشاء، مؤسسة القديس أنطونيوس، طبعة أولى 2002م، ص85.

[256]نفس المرجع السابق، ص87.

[257]القديس بطرس السدمنتي، القول الصحيح في آلام المسيح، تنقيح القمص يوحنا المقاري وشنوده عبد السيد، سنة 1926م، ص302.

[258]وليم باركلي، تفسير إنجيل متى: ج2، دار النشر للكنيسة الأسقفية، ص337.

[259]نخبة من اللاهوتيين، قاموس الكتاب المقدس، دار الثقافة، طبعة تاسعة 1994م، ص1089.

[260]سمعان بن كُلَيْل، تفسير إنجيل متى، مخطوط 31 لاهوت، المكتبة البطريركية بالقاهرة، ص306.

[261]Die griechischen christlichen Schriftsteller der ersten Jahrhunderte, Berlin Akademie, Verlag, 1897-, vol.38/2: p.188.

[262]القديس أُوغسطينوس، Tractates on the Gospel of St. John 50: 10.

[263]يوسف إلياس الدبس الماروني، تحفة الجيل في تفسير الأناجيل، بيروت، المطبعة العمومية 1868م، ملخص ص342-343.

[264]القديس جيروم (إيرونيموس) Corpus Christianorum, Series Latina, Turnhout, Belgium, Brepols, 1953-, vol.77: p.263.

[265]Die griechischen christlichen Schriftsteller der ersten Jahrhunderte, Berlin Akademie, Verlag, 1897-, vol.38/2: p.188.

[266]وليم باركلي، شرح بشارة يوحنا: ج2، ترجمة د. عزت زكي، دار الثقافة، طبعة أولى 1983م، ص287.

[267](متى23:21-28،15:22-22،23-33،34-46).

[268]القديس بطرس السدمنتي، القول الصحيح في آلام المسيح، تنقيح القمص يوحنا المقاري وشنوده عبد السيد، سنة 1926م، ص302.

[269]الأرشِدياكون بانوب عبده، إنجيل الساعة الحادية عشر من يوم الأربعاء من البصخة المقدسة (مت 3:26،16).

[270]طيب ناردين ثمين من بلاد الهند يستخرجونه من نبات وهو كزيت ذي رائحة زكية.

[271]دار الكتاب المقدس، العهد الجديد بالخلفيات التوضيحية، طبعة ثالثة 2006م، هامش ص59.

[272]القديس كيرلُّس الأورشليمي،Catechism Lectures 13 .

[273]القديس كِيرِلُّس الإسكندري، شرح إنجيل القديس لوقا، ترجمة د. نصحي عبد الشهيد بطرس، مؤسسة القديس أنطونيوس المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، طبعة ثانية 2007م، عظة141.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/trials-of-jesus/judas-reasons.html

تقصير الرابط:
tak.la/w9kjxaz