St-Takla.org  >   books  >   fr-youhanna-fayez  >   trials-of-jesus
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب محاكمات السيد المسيح وصلبه حسبما جاءت في العهد الجديد: دراسة تاريخية وتحليلية - القمص يوحنا فايز زخاري

21- مُلاحظات على مُحَاكَمَةُ الرب ونتائجُها | أخطاء القضاء المدني | بَريءٌ يحمل قضية الموت

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

· مُلاحظات على مُحَاكَمَةُ الرب ونتائجُها
· أخطاء القضاء المدني
· بَريءٌ يحمل قضية الموت

· مُلاحظات على مُحَاكَمَةُ الرب ونتائجُها:

1. رغم اهتمام كل من البشيرين بتفاصيل لم يَرْوِها الإنجيلي الآخَر، فإن البساطة التي تُرْوَى بها الأحداث الخطيرة، تَأسِر القلوب، وتُقدمها رواية واقعية لِأعظم مأساةٍ في تاريخ البشرية.

2. كانت مُحَاكَمَة المسيح على وَجْهين ونِظامين قضائيين مُستقلَين: اجتمعت فيها الشريعة اليهودية الدينية، والقانون الروماني المدني، ولكلٍّ إجراءاته.

3. كانت الأحكام خلال مُحَاكَمَة الرب أحكامًا مُتعارضة مع سَيْر التحقيقات ونتائجها المَنطِقية. فالعجيب أنه على الرغم من أن المحاكمات الرومانية كانت تسير في اتجاه تبرئة المسيح في كل مَرَّة أكثر من سابِقتِها، إلا أنه في نفس الوقت كانت معاملته سائرة في اتجاه إعداده للصلب ضدًا للأحكام التي تُصدرها هذه المحاكمات، رغم أن القُضاة فيها كانوا ملوكًا وولاة.

4. كانت المُحاكمات بيد اليهود، لا تَصِلُ فيها العقوبة إلى الحُكْم بالموت، أما القضايا الكبرى التي يُحكَم فيها بالموت، فهذه في سُلطة الحاكم الروماني، ويُنفِّذونه بالصلْب، فهذه طريقة الإمبراطورية الرومانية.

5. [ كان تنفيذ حُكْم الإعدام في المشنا كجزء من التلمود، بأن يُمسِك ضابطٌ منديلًا، ويقف على باب المحكمة، ويمتطي آخَرٌ جَوَادًا ويقف على مسافة تُمَكِّنُه من رؤية الضابط الأول حامل المنديل. ثم إذا ظهر إنسانٌ لديه دليل على براءة المحكوم عليه، يجوز له أن يُحرِّك المنديل، فيسرع الضابط الفارس ويعود بالمحكوم عليه ليُدافِع عن نفسه. أما الشريعة الرومانية في هذا العصر فكانت تتجلى فيها قواعد العدل، وكانت قوة الإمبراطور تستند إلى العبقرية التشريعية أكثر من استنادها إلى حِرَاب جنودها.][194]

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: The trial of Jesus Christ before Pontius Pilate. - Bible Clip Arts from NHP. صورة في موقع الأنبا تكلا: محاكمة يسوع أمام بيلاطس البنطي. - صور الإنجيل من إن إتش بي.

St-Takla.org Image: The trial of Jesus Christ before Pontius Pilate. - Bible Clip Arts from NHP.

صورة في موقع الأنبا تكلا: محاكمة يسوع أمام بيلاطس البنطي. - صور الإنجيل من إن إتش بي.

· أخطاء القضاء المدني:

1. تَمَّتْ المحاكمات الستة بمُنتهى السرعة، وكان اليهود في سرعتهم مدفوعين بعامِلَين:

 أولهما داخلي؛ فقد كانت قلوبهم شريرة متعطشة إلى إراقة دَمِ الفادي.

 وثانيهما خارجي؛ فهُم خائفون من يقظة الشعب اليهودي في الصباح فيثوروا في وجوههم.

2. كان مطلوبًا من بيلاطس أن يُقيم العدالة، إلا أنه أثبت أن اهتمامه بالسياسة يَفُوق تمسُّكه بالحق. ومع أن الله اهتم به وأعطاه فُرَصًا عديدة لإصدار القرار العادل، وكان صوت الله في ضميره يُلح ببراءة يسوع، وكان القانون الروماني لا يسمح بإعدام البريء. كما تكلم الله في ضمير زوجته النشطة بحُلْم عذَّبها، فأسرعت ونَبَّهَتْه في الوقت المناسب، فصار بيلاطس بلا عُذْرٍ في إدانته للرب.

3. [تَردَّد بيلاطس في البداية أن يأْذَن لقادة اليهود الدينيين بصَلْب يسوع؛ وَفَهِم أنهم حاسدون لمُعلِّمٍ أكثر شُهرَةً وتأثيرًا منهم. ولكن عندما هددوه باتهامه أنه غير محب لقيصر (يو12:19)، خاف مُتذكرًا أن اليهود هدَّدوه سابقًا برفْع شكوى ضده لاستهزائه بتقاليدهم، مما أدى إلى استدعائه إلى روما، وصار مَركزُه في خطرٍ؛ إذ كانت الحكومة الرومانية غير قادرة أن تضع عددًا كبيرًا من جنودها في كل المناطق الخاضعة لها. لذلك كان على بيلاطس أن يعمل كل جهده لحفظ الأمن والسلام][195]

4. لم يتخذ بيلاطس قرارًا، ولكنه سَلَّم الرب يسوع ليصلبوه وغَسَل يديه. إلا أن هذا لم يُبَرِّئْه من المسؤولية أمام الله والتاريخ، حتى لو تَوَهَّم هو ذلك.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

· بَريءٌ يحمل قضية الموت

كان الموت على خشبة الصليب، هو حُكْم الإعدام الذي حكمت به البشرية القاسية والظالمة على ربنا يسوع المسيح له المجد، الذي هو وحده بلا خطية. وجاز الرب ستَّ محاكمات، واعترف القُضاة من ملوك وولاة في الإمبراطورية الرومانية ببراءته، وأنه لا يستحق الموت. ومع هذا فقد مات رب المجد على الصليب محكومًا عليه من شعبه.

واختلف بيلاطس مع رؤساء الكهنة عندما أراد أن يضع اسم الجريمة على لوحة فوق الصليب كعادة الرومان، وفي حيرتهم شهدوا عن غير قصد أنه «يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ». (يوحنا19:19).

أما رؤساء الكهنة فطلبوا أن يوضَع على صليبه: «إنَّ ذَاكَ قَالَ: أَنَا مَلِكُ الْيَهُودِ!». (يو21:19)، ولكن بيلاطس قال: «مَا كَتَبْتُ قَدْ كَتَبْتُ» (يوحنا22:19)، ولم يكُنِ المكتوب جريمة تستحق الموت، لا في نظر الإمبراطورية الرومانية، ولا في نظر الأُمَّة اليهودية، بل كان واقعًا روحيًا حقيقيًا، وشهادةً نبوية رتَّبها ضابط الكون بحِكمته؛ ليُعلِن أن مُلْكَ المسيح قد بدأ على خشبة الصليب. وجعل الوثنيين هم من يُعلِنون بَدءَ المُلْك الألفي بإرادتهم دون أن يدروا.

وعلى الرغم من أن المحاكمات الستة أسفرت في نهايتها عن حُكْم البراءة، فقد كانت الثلاث محاكمات الأولى محاكمات ابتدائية، أما الثلاثة الأخيرة، فكان الحُكْام فيها يشهدون لبراءة الرب.

وعلى الرغم أن المحاكمات كانت مختلفة في نوعها وأمام حُكام متباينين، إلا أن الرب في النهاية قد صُلب ومات بين صوت الحاكم الذي يقول «أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً». (يوحنا38:19) «إنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا الْبَارِّ» (يوحنا24:27) وصرخات تقول: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!» «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا» (يوحنا25:27).

والذي [يُثير الدهشة أن الذين نظروا هذه القضية كانوا من أساطين التشريع الروماني، ولم يكونوا من رجال الدين اليهودي المتحيزين، بل كانوا رجال تشريعٍ وقانون وقد علَّمتْهم جامعة روما مبادئ العدالة ليحكموا بين الناس بالعدل].[196]

كان الربُ فعلاً بريئًا كُل البراءة، فهو وحده القدوس بلا خطية، ولكن من جهة أُخرى قد حمل خطايا العالم، فهو إذن مذنب يستحق الموت؛ لذلك صمت ولم يدافع عن نفسه؛ إذ حسب كل إتهامٍ قليلًا عن ما يحمله حقًّا من خطايا وذنوب وعصيان.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[194]لورد. شو من دنفر القاضي البريطاني، محاكمة يسوع: دراسة قانونية، لم تكتب سنة الطبع، ص6و7.

[195]الدكتور القس ابراهيم سعيد، شرح بشارة يوحنا، دار الثقافة المسيحية. طبعة ثانية 1966م ، ملخص ص764، 765.

[196]بشرى صليب، ا. شاهين المؤرخ، محاكمة السيد المسيح أو قضية التاريخ الكبرى، طبعة أولى 1956م.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/trials-of-jesus/notes.html

تقصير الرابط:
tak.la/q49x9tf