St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1625- إن كان داود كتب بعض المزامير وليس جميعها، فلماذا دُعيت المزامير باِسمه "مزامير داود"؟ ومن هُم الذين شاركوا داود كتابة هذا السفر؟ وما هيَ أقسام سفر المزامير؟

 

 جاء في أحد المواقع على شبكة الإنترنت عن سفر المزامير أنه السفر الذي حيَّر العلماء، فلم يُعرَف من هو الكاتب، وليس هذا فقط بل أن أسلوب الأصحاحات مختلف عن بعضه وهذا ما حيّرهم، وجعل العلماء يُصرّحون بتصريحات غريبة وهيَ أن ينسبوا عدد من الأصحاحات إلى كاتب، وما تبقى لكاتب آخر، وهكذا حتى تجدنا لا نعرف ما نقرأ من شدة الاختلافات.

 ويقول "د. حسن الباش": " فإذا كانت المزامير تنسب لداود عليه السلام فإن هذا يعني أنها تنسب لتاريخ محدَّد وُجِد فيه هذا النبي. وإذا كانت المزامير تشير إلى أحداث حدثت بعد زمن هذا النبي فإن تناقضًا واضحًا يقع في ذلك" (21).

 ويقـول "الأب سهيل قاشا": " فإن داود لـم يكتب جميع المزامير، أو ربما لم يكتب شيئًا منها علـى رأي بعض المدققين (Dictionary and laterature and Contens, Hasting 1911. Vol 4. PP 152 – 153) فقد كُتِبَت على لسانه ونُسِبت إليه" (22).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج : 1ـ لم يكتب داود جميع المزامير، وإنما كتب نحو 73 مزمورًا، فدعي اِسمه على المزامير ككل من باب التغليب ومن قبيل تسمية الكل بالجزء، فما كتبه داود النبي يقارب من نصف عدد المزامير بينما التالي له وهو آساف كتب اثنى عشر مزمورًا. وهذا لا يُعدَّ أمرًا فريدًا في الأسفار المقدَّسة، فسفري صموئيل الأول والثاني وهما في الأصل يمثلان سفرًا واحدًا، كتب صموئيل النبي الأربعة والعشرين أصحاحًا الأولى، وبقية السفر الأول مع السفر الثاني كتبهما جاد النبي وناثان النبي، ومع ذلك دُعي السفران باِسم صموئيل.

 

2- الذين شاركوا في كتاب المزامير:

أ- داود النبي كتب 73 مزمورًا بالإضافة للمزمور (151).

ب- كتب موسى النبي المزمور (90).

جـ- كتب سليمان الملك مزمورين (72، 127).

د- كتب آساف اثنى عشر مزمورًا (50، 73-83).

هـ- كتب بني قورح عشرة مزامير (42، 44-49، 84، 85، 87).

و- كتب هيمان الأزراحي المزمور (88).

ز- كتب إيثان الأزراحي المزمور (89).

وهناك عدد من المزامير لا يُعرَف كاتبها ولا زمن تأليفها، وقد ضُمَت للسفر لأنها كانت تستخدم في العبادات والصلوات، وقد قبلتها الكنيسة على أنها مزامير قانونية.

 

 3- قال البعض أن قول الكتاب "مزمور لداود" قد لا يعني أن داود هو كاتب المزمور، إنما قد يكون المعنى أن الكاتب كتب هذا السفر بروح وأسلوب داود النبي (راجع ستيفن م. ميلر وروبرت هـ. هوفر - تاريخ الكتاب المقدَّس منذ عهد التكوين وحتى اليوم ص 35). ولكن هناك أدلة عديدة على أن داود هو كاتب المزامير التي نسبت إليه (راجع إجابة س 1623).

 

4- يتكون سفر التكوين من خمسة كتب ويقول التلمود اليهودي أن موسى أعطى بني إسرائيل خمسة أسفار الناموس، وداود أعطاهم ما يطابقها خمسة أقسام المزامير، وجاء في "المدراش اليهودي": " داود أُعطى خمسة كتب للمزامير لتوافق كتب الشريعة الخمسة المُعطاة لموسى" (23) وهذه الكتب هيَ:

St-Takla.org Image: David the king and prophet - Unknown illustrator صورة في موقع الأنبا تكلا: داود النبي والملك - لفنان غير معروف

St-Takla.org Image: David the king and prophet - Unknown illustrator

صورة في موقع الأنبا تكلا: داود النبي والملك - لفنان غير معروف

الكتاب الأول (مز 1-41):

وقد كتب داود منه على الأقل 37 مزمورًا، وهيَ التي حملت اسم الكاتب (مز 3 - 9، 11 - 32، 34 - 41) مع أن بعض المزامير الأخرى لم تحمل اسم كاتبها، قد كتبها داود النبي، فمثلًا المزمور الثاني لا يحمـل اسـم كاتبه، بينما أشار إليه سفر الأعمال على أن داود هو كاتبه: " الْقَائِلُ بِفَمِ دَاوُدَ فَتَاكَ: لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ بِالْبَاطِلِ؟.." (أع 4 : 25، 26). واسم الجلالة المُستخدم في هذا الكتاب بكثرة هو اسم "يهوه" كإشارة لإله إسرائيل، ومعظم مزامير هذا الكتاب تعبر عن الخبرات الشخصية لداود النبي والملك، ويشبه هذا الكتاب سفر التكوين، فيذكر حالة الإنسان قبل السقوط (مز 1)، ثم سقوطه في المخالفة (مز 2-8)، وعداوة الإنسان لله (مز 9-15)، ثم عمل النعمة في الخلاص والفداء (مز 16، 41)، والموضوع الأساسي في هذا الكتاب هو "الإنسان".

 الكتاب الثاني (مز 42 – 72):

كتب منها بنو قورح ثمانية مزامير (42 - 49)، وكتب منها آساف المزمور (50)، وكتب داود 18 مزمورًا (51-65، 68-70)، وكتب سليمان منها مزمور (72)، ومعظم هذه المزامير مع مزامير الكتاب الثالث استخدمت اسم الجلالة "إيلوهيم" كإشارة لإله الكل، ومزامير هذا الكتاب تشبه سفر الخروج، فتتحدث عن خراب إسرائيل وتعرض الشعب للسبي (مز 42 - 49)، ثم الحديث عن الفادي (مز 50-60)، ثم الحديث عن الرجوع من السبي (مز 61 - 71)، وهذا الرجوع من أرض السبي يشبه الخروج من أرض مصر، ومزمور (72) لسليمان كان يترنم فيه الشعب لله كَملِك عليهم، ويبدو أن سليمان هو الذي جمع هذا الكتاب وكتب في نهايته عبارة " تَمَّتْ صَلَوَاتُ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى" مكتفيًا بما جمعه من مزامير أبيه، ولكن عند كتابة بقية كتب المزامير أضافوا إليها مزامير أخرى لداود النبي.

  الكتاب الثالث (مز 73 – 79):

وضم مزمور واحد لداود (مز 86)، وإحدى عشر مزمورًا لآساف (73 - 83)، وثلاثة مزامير لبني قورح (84، 85، 87)، ومزمور لهيمان الأزراحي (88)، ومزمـور لإيثان الأزراحي (89)، وجاء في هذا الكتاب مزامير كُتِبت بعد خراب أورشليم سنة 586 ق.م مثل مزمـوري (74، 79)، وغالبًا الـذي جمـع مزامير هذا الكتاب هم بنو قورح (راجع دائرة المعارف الكتابية جـ4 ص 237، 238). ومزامير هذا الكتاب تشبه سفر اللاويين الذي ركز على خيمة الاجتماع وقداسة الله، فهكذا تحدثت مزامير هذا الكتاب عن هيكل الله وجلوس الله على عرشه، والموضوع الأساسي هو "القدس".

الكتاب الرابع (مز 90 – 106):

وضم مزمورًا لموسى النبي (مز 90) ومزمورين لداود (101، 103)، وأيضًا مزموري (96، 105) هما تكرار لتسبحة داود في سفر أخبار الأيام (1أي 16 : 8 - 36)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ومزامير هذا الكتاب تشبه سفر العدد الذي يركز على علاقة بني إسرائيل بالأمم، فالمزمور (90) كُتب في برية سيناء، ثم جاء الحديث عن البركـة (مز 90-94)، ثم عن الانتظار (مز 95 - 100)، ثم عن التمتع بالبركة (مز 101-106)، ومزامير هذا الكتاب تُخبرنا عن علاقة ملكوت الله بالأمم الأخرى، والموضوع الأساسي "الأرض".

الكتاب الخامس (مز 107 – 150):

وضم خمسة عشر مزمورًا لداود النبي (108-110، 122، 124، 131، 133، 138-145)، ومزمور (127) لسليمان الملك، بالإضافة لبعض المزامير التي كُتبت بعد السبي، ومعظم مزامير الكتابين الرابع والخامس تحمل الطابع الليترجي، ومزامير هذا الكتاب تشبه سفر التثنية الذي يتحدث عن كلمة الله، فمزامير هذا الكتاب تحوي أناشيد وتسابيح تحوي كلمة الله " أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ، وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ" (مز 107 : 20)، والموضوع الأساسي هنا هو " كلمة الله".

والتقسيم السابق قديم جدًا بدليل أنه أُخذ به في الترجمات السبعينية والقبطية والفولجاتا، وكل كتاب من الكتب الخمسة السابقة ينتهي بمجدلة أي تسبحة شكر تعطي المجد لله:

 " مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. آمِينَ فَآمِينَ" (مز 41 : 13).

 " مُبَارَكٌ الرَّبُّ اللهُ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، الصَّانِعُ الْعَجَائِبَ وَحْدَهُ. وَمُبَارَكٌ اسْمُ مَجْدِهِ إِلَى الدَّهْرِ، ولِتَمْتَلِئِ الأَرْضُ كُلُّهَا مِنْ مَجْدِهِ. آمِينَ ثُمَّ آمِينَ" (مز 72 : 18، 19).

 " مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَى الدَّهْرِ. آمِينَ فَآمِينَ" (مز 89 : 53).

" مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. وَيَقُولُ كُلُّ الشَّعْبِ آمِينَ. هَلِّلُويَا" (مز 106 : 48).

 " كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ الرَّبَّ. هَلِّلُويَا" (مز 150 : 6).

 ويعتبر المزمور الأخير (150) هو مجدلة سفر المزامير ككل، وكتب داود النبي أيضًا المزمور (151) الذي جاء في الترجمة السبعينية.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

 (21) الكتاب والتوراة - عندما باع الحاخامات موسى عليه السلام ص 95.

(22) أثر الكتابات البابلية في المدونات التوراتية ص 70.

 (23) أورده الشماس الدكتور إميل ماهر - سفر المزامير قبطي وعربي جـ 1 ص 19.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1625.html

تقصير الرابط:
tak.la/nvycqj6