St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

17- من أين أتت تسمية "الأسينيين"؟ وكيف نشأت جماعة الأسينيين وكيف انتهت؟ وما هو نظام الانضمام إليها؟ وما هيَ عقائدهم ومبادئهم وفضائلهم؟ وكيف كانت نظرة المجتمع لهم؟

 

س17: من أين أتت تسمية "الأسينيين"؟ وكيف نشأت جماعة الأسينيين وكيف انتهت؟ وما هو نظام الانضمام إليها؟ وما هيَ عقائدهم ومبادئهم وفضائلهم؟ وكيف كانت نظرة المجتمع لهم؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أولًا: تسمية الأسينيين
ثانيًا: نشأة الأسينيين ونهايتهم
ثالثًا: نظام الانضمام للأسينيين
رابعًا: عقائد الأسينيين ومبادئهم وفضائلهم
خامسًا: نظرة المجتمع للأسينيين

 

 ج: أولًا: تسمية الأسينيين:

تباينت الآراء في أصل كلمة "الأسينيين" فقال البعض أنها مشتقة من الكلمة الآرامية "هاسياس" بمعنى الأتقياء أو الكلمــة اليونانيــة "آجيوس" (هوسيوس) أي "قدوس" أو "مقدَّس" لأنهم عاشوا حياة القداسة. وقال البعض الآخَر أنها مشتقة من الكلمة العبرية "حصيــد" أو "حسيـد" أي "تقي"، وقال آخرون أنها مشتقة من كلمة "سحل" بمعنى "يستحم" لأنهم كانوا يكثرون الاستحمام، أو من كلمة "حسايم" أي صامت... إلخ. (راجع دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 296، والدكتور القس فهيم عزيز - المدخل إلى العهد الجديد ص 40، 41). وهذا الغموض في التسمية له ما يبرّره لأن الأسينيين لم يطلقوا هذا الاسم على أنفسهم، بل أطلقه عليهم الآخرون.

 

St-Takla.org Image: The Jewish Temple, Old Cairo, Cairo, Egypt - October 2011 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org. صورة في موقع الأنبا تكلا: المعبد اليهودي، مصر القديمة، القاهرة، مصر - أكتوبر 2011 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org Image: The Jewish Temple, Old Cairo, Cairo, Egypt - October 2011 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org.

صورة في موقع الأنبا تكلا: المعبد اليهودي، مصر القديمة، القاهرة، مصر - أكتوبر 2011 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

ثانيًا: نشأة الأسينيين ونهايتهم:

1ــ ظهرت طائفة الأسينيين خلال الفترة من منتصف القرن الثاني قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي حتى خراب أورشليم سنة 70م، ولم يذكر العهد الجديد أي شيء عن جماعة الأسينيين، ولكن جاء ذكرهم على لسـان مؤرخي ذلك العصر:

 أــ المؤرخ اليهودي الشهير "يوسيفوس" (37 – 98م): في كتابـه "الحروب اليهودية" جـ 2 فصل (8)، وأيضًا كتابه "آثار اليهود" ذكر أنهم والفريسيون والصدوقيون يمثلون المذاهب الفلسفية اليهودية الثلاثة، وتحدث عن حياتهم التقويّة وتبتلهم وزهدهم ورفضهم مسرات الدنيا، وتجرُّدهم من الممتلكات وحُب القنية، وحياتهم في نظام الشركة، والتزامهم الصارم بحفظ السبت، واغتسالاتهم اليومية، وكبحهم جماح الغضب، ودراستهم في الكتب، وتقديسهم أسماء الملائكة.

 ويقول "راندال. أ. ويس": "كان يوسيفوس يُقدّر الأسينيين بشكل إيجابي جدًا. هؤلاء كانوا يهودًا بالولادة، ويبدو أنهم كانوا يودُّون أحدهم الآخَر أكثر مما كان عند الطوائف الأخرى. رفض الأسينيُّون الملذات لكونها شرًا، وقدَّروا حياة العفة والغلبة على الشهوة، لتتحوَّل إلى فضيلة... هؤلاء الرجال كانوا يحتقرون الثروات، وكانوا متحفظين بدرجـة تثير إعجابنا (Josephus –606). استمر الأسينيون بقوة إيمانهم في الرجاء المسياني بأن الله سيرسل المسيا المنتظر ليخلّصهم بطريقة بطولية وربما معجزية... يمكن أن يُقال أن الأسينيين كانو ببساطة يهودًا متدينين جدًا. وربما تقدر أن تقول أنهم كانوا مغالين في التدين... التزامهن المتطرف بأسلوب حياتهم أدى إلى انحصارهم، وإلى عزلتهم التي اختاروها، وفي النهاية إلى فنائهم تحــت اليـد الباطشة لروما"(54).

 كما يقول "راندال. أ. ويس": "يوسيفوس يسجّل أنهم عندما كانوا يسافرون كانوا لا يحملون معهم أية مؤن. لأن الأسينيين الآخرين الذين يعيشون في نطاق سفرهم كانوا يوفرون لهم ما يحتاجونه. ولم يكن يحملون سوى أسلحة لحمايتهم من اللصوص. إشارة يوسيفوس لهذا الأمر ربما تكشف الكثير عن انتشار الجريمة في منطقة اليهودية القديمة: "لم يكن لهم مدينة بعينها، ولكن كثيرون منهم كان يسكنون في كل مدينة، وإذا جـاء أي فرد مـن طائفتهــم من أماكن أخرى، فالذي عندهم يقدَّم له، كما لو كان ملكه هو"(Josephus 605)(55).

 كما ذكر يوسيفوس أنه عاش مع جماعة في البرية يتزعمها رجل اسمه "بانوس"، فأقام معهم ثلاث سنوات ثم ذهب إلى أورشليم وانضم للفريسيين، فربما كانت هذه الجماعة هيَ جماعة الأسينيين، وإن كان البعض يستبعد ذلك لأن الانضمام للجماعة يستغرق ثلاث سنوات، ومن يدخل للجماعة يستمر فيها ولا يخرج منها.

 ب– المؤرخ اليهودي السكندري "فيلون" (20 ق. م – 52م): وقد ذكرهــم في كتبه "النظريات"، و"الإنسان الصالح حر"، و"حياة التأمل"، وأوضح أنهم منتشرون في أرض إسرائيل، فهم يفضلون سكنى القرى والأماكن المنعزلة بعيدًا عن سكنى المدن حيث العثرات والتدني الأخلاقي.

 وقد ذكر "فيلون" أنهم يعيشون في القرى: "متجنبين كل المدن بسبب اعتياد من يسكنون فيها على العصيان، ومدركين جيدًا أن مثل هذا المرض الأخلاقي يصيب المرء من مصاحبة الأشرار، مثل المرض الحقيقي الذي قد يصيب المرء جرَّاء الجو الملوث، وهذا قد يطبع شرًا على النفوس لا يمكن مداواته"(56) ثم عاد وقال: "ويسكنون في مدن عديدة في اليهودية، وفي قرى كثيرة، وفي مجتمعات كبيرة مكتظة بالسكان" (Philo, 745)(57).

 وقد جـرّد الأسينيون أنفسهم من أي ممتلكات شخصية، وعاشوا حياة السلم، فلم يصنعوا ولم يتاجروا في الأسلحة، وقد آمنوا بحرية الإنسان حتى أنهم حرَّموا كل أنواع الرق والعبودية، وعاشوا حياة الطهارة، وامتنعوا عن الحلف والقَسَم، تدرّبوا على ضبط انفعالاتهم، وكل شيء بينهم كان مشتركًا، يحترمون الشيوخ ويجلّونهم، ويرعون المرضى ويعتنون بهم، ويصرفون أوقاتهم في العمل الجاد والدراسة الجادة للأسفار الإلهيَّة، لهم مجامع يذهبون إليها ويجلسون فيها بحسب رتبهم وسنهم، فالشيوخ يجلسون في الصفوف الأمامية، والشباب في الصفوف الخلفية، يقرأ أحدهم جزءًا من الأسفار المقدَّسة، وينهض آخَر لتفسير النص بطريقة مجازية، ولخَّص "فيلون" معتقداتهم في ثلاث عبارات: "محبة الله، محبة الفضيلة، محبة الناس"، وقدّر عددهم أيام المسيح في كتابه: "كل رجل صالح هو حر" Every Good Man is Free بنحو أربعة آلاف شخص.

 جـ - المؤرخ بيلينيوس (بليني) الكبير: كان ضابطًا في الجيش الروماني مرافقًا للقائد فسباسيان، وقد يكون قد صاحب الفرقة العاشرة سنة 68م وهيَ فـي طريقها إلى وادي الأردن، حيث كانت نهاية جماعة قمران، وقد وصف تلك المنطقة التي يقطنها الأسينيون وسط النخيل، وقال عنهم أنهم يعيشون حياة البتولية في زهد، يفد إليهم أعدادًا كثيرة من المُتعَبين والمُنهَكين والفقراء فيأخذون احتياجاتهم وينالون تعزياتهم، وقال بليني الكبير أن الأسينيين كانوا يسمون أنفسهم بقديسي الله، وبالأبيونيين (أي المساكين) وبأبناء النور، وأهل المرضى، وغرسة الله على أرضه، وهيكل الله الحي، وكان عليهم اثنى عشر رئيسًا يدعون نظارًا أو مفتشين (راجع أشرف جبره - الرد على مشكلات الكتاب التاريخية والقانونية ص 793).

 د - الكاتب المسيحي "هيبوليتس" (170 - 230م): في مؤلفـه "تفنيد كل الهرطقات"، تحدث عن محبة الأسينيين المشتركة، وعدم سماحهم للمرأة بالدخول إلى زمرتهم، وقد كانوا يقتسمون ممتلكاتهم مع المحتاجين الذين يقصدونهم، والتزموا بضبط النفس وطاعة الشيوخ، والالتزام بوعودهم والأبرار بها بدون أية أقسام، وكانوا يتبنون الأطفال ويحسنون تربيتهم، ومتى شبُّوا يتركون لهم حرية الاختيار ليكملوا معهم ويعيشون حياة البتولية أو ينصرفوا للزواج.

 هـ - جاء ذكرهم بالتفصيل في مخطوطات وادي قمران التي تم اكتشافها بالكهف الرابع، بالإضافة إلى "كتاب النظام" الذي تم اكتشافه في الكهف الأول، ويمثل قانون الجماعة، ويتحدث عن نشأة الأسينيين كجزء مـن حركة الحسيديم بواسطة "معلم البر" أو "المعلم البار" احتجاجًا على "زمن الشـر" فنظمـوا أنفسهم في "جماعة العهد" لإعداد الطريق للتدخل الإلهي في العصر الجديد، وقد رفضوا الاعتراف بكهنوت هيكل أورشليم، وتحدث الكتاب عن نظام الجماعة، ولكن كلمة الأسينيين لم ترد في لفائف قمران.

 

St-Takla.org Image: An Essene man - from The Nuremberg Chronicle, book by Hartmann Schedel, 1493. صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل أسيني: من جماعة الأسينيين - من كتاب تاريخ نورنبيرج، بقلم هارتمان شيدل، 1493 م.

St-Takla.org Image: An Essene man - from The Nuremberg Chronicle, book by Hartmann Schedel, 1493.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل أسيني: من جماعة الأسينيين - من كتاب تاريخ نورنبيرج، بقلم هارتمان شيدل، 1493 م.

2ـــ يبدو أن الأسينيين قد نشأوا أصلًا من جماعة الحسيديم الذين انضموا للمكابيين في ثورتهم ضد السلوقيين (1مك 2 : 42، 7 : 13)، وسبب نشأتهم غيرتهم الشديدة على الناموس، في مواجهة الثقافة اليونانية والأفكار الهيلينية المتنامية والانفتاح على الأمم، فالحسيديم انقسموا سنة 150م إلى أسينيين وفريسيين، وبينما كان الصدوقيون والفريسيون كل منهم يحاول تحقيق مآربه السياسية والاجتماعية، فإن الأسينيين اختاروا طريق العزلة عن المجتمع الفاسد والتركيز في العبادة، فنظروا إلى أنفسهم على أنهم البقية الأمينة التي تحفظ العهد الإلهي، وتركز وجودهم في وادي قمران شمال غرب البحر الميـت (فـي الأردن)، كما عاشت جماعات منهم في مناطق أخرى، بل ودول أخرى، حتى أنه تم اكتشاف أثارهم في أفسس وكولوسي. عاشوا على أمل أن الله ينصفهم عند مجيء المسيا الذي يهلك الرومان والهراطقة، ويصيرون هم شعب الله.

 

3ـــ قيل أن "مناهم" الأسيني قد تنبأ لهيرودس الكبير بأنه سيصبح ملكًا، ولذلك عندما ملك هيرودس تودد لهم، وأعفاهم من قسَم الولاء الذي يقسمه كافة الشعب للملك الجديد، فعاد بعضهم إلى أورشليم بعد أن كانوا في مخاصمة معها، وسكنوا في الجزء الجنوبي من المدينة، ولعل "بوابة الأسينيين" في السور الجنوبي تثبت عودتهم إلى أورشليم (راجع يوسيفوس - الحروب اليهودية جـ 5 4 : 2)، وعندما حدث زلزال قوي سنة 31 ق. م زعزع منطقة قمران، غادر الأسينيون المنطقة إلى دمشق، ثم عادوا ثانية إليها، وقد شغل أحد الأسينيين مركزًا في البلاط الملكي بعد موت هيرودس الكبير.

 وعندما اشتعلت نيران الثورة اليهودية ضد المستعمر الروماني سنة 66م شارك فيها الأسينيون، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكان أحد قادة الثورة من الأسينيين وهو "يوحنا"، واستشهد عدد كبير من الأسينيين، ثم امتصت بعض الجماعات اليهودية وأيضًا المسيحية أعدادًا كبيرة من بقية الأسينيين، ولا سيما أن الفرقة العاشرة الرومانية دمرت منطقة قمران التي تمركز فيها الأسينيون سنة 68م، وما تبقى من الأسينيين قُضيَ عليهم في ثورة باركوبا سنة 135م.

 

4ـــ تم اكتشاف "آثار ومخطوطات وادي قمران" بتدبير إلهي عجيب سنة 1947م، بواسطة صبي من رعاة الغنم يُدعى "محمد الديب" عندما ضلت منه إحدى الغنمات فأخذ يجوب المنطقة بحثًا عنها، وإذ ارتفعت الشمس في كبد السماء واشتدت حرارتها جلس ليستريح في ظل صخرة، فلاحظ وجود فتحة صغيرة في الأرض فألقى بحصاة فسمع رنين، وكرَّر العمل وصوت الرنين يتردَّد، فتأكد أنه أمام كهف وربما يحوي كنزًا ثمينًا، وحاول توسيع الفتحة بيديه لينفذ منها للكهف، حتى تجرَّحت يداه وفشل في مهمته، وفي اليوم التالي عاد للمنطقة مع صديق له، وقد أحضروا بعض أدوات الحفر فنجحا في مهمتهما، ونزل أحدهما للكهف وأخرج عدة أواني فخارية ضخمة، وإذ فتحا هذه الجرار لم يجدا مالًا ولا ذهبًا ولا فضة، إنما وجدا طيات ولفائف من الجلد، ولأنهما لم يدركا قيمتها تأسفا في نفسيهما، واقترح أحدهما حملها إلى إسكافي يُدعى "خليل إسكندر جاهين" وشهرته "عم كاندو" لعله يشتري هذه اللفائف فيستخدما في إصلاح أو تصنيع الأحذية، وإذ فحصها هذا الإسكافي ووجود كتابة قديمة عليها عرف أنه كنز ثمين فأشترى منهم اللفائف وطلب منهم المزيد، وباع ثلاثة مخطوطــات منها للأستاذ "سوكينيك" بالجامعة الأمريكية، وخمس منها لرئيس ديـر القديس مرقس السرياني، فاهتم رئيس الدير بجمع مخطوطات أخرى من نفس المنطقة، وفي فبراير 1948م، سلمها إلى "د. جون تريفر" بالجامعة الأمريكية للأبحاث الشرقية بالقدس، وكان "تريفر" يهوى التصوير جدًا، فقام بمجهود خارق حتى تمكَّن من تصوير مخطوطة منها بطول 24 قدم وعرض عشر بوصات، وأرسل الصور إلى "د. أولبرايت" بجامعة جون هوبكنز بأمريكا الذي يعتبر عميد الحفريات الكتابية، فأرسل أولبرايت رده إلى تريفر بعد البحث قائلًا: " تهانيَّ القلبية على اكتشاف أعظم مخطوطة في عصرنا الحديث. يا له من اكتشاف مذهل! لا يمكن أن يوجــد ظـل شك فــي العالم كلـه فــي أصالـة هــذه المخطوطـة"(58) وقال أنها ترجع إلى حوالي سنة 100 ق. م (Earle, HWGB , 48 , 49).

 وعندما تم التنقيب في منطقة قمران تم اكتشاف المزيد من الكهوف التي احتفظت في جوفها بهذه الكنوز العظيمة نحو ألفي عام، فقد تم اكتشاف أكثر من مائتي كهف منها 12 كهفًا حوت مئات المخطوطات لمعظم أسفار العهد القديم، وكتب تفاسير وكتب أخرى وصلت إلى نحو 600 مخطوطة شملت على ما يأتي:

أ - جميع أسفار العهد القديم باستثناء سفر أستير (ربما لأنها تزوجت من ملك وثني) وبعض الأسفار وُجِد منها عدة مخطوطات مثل أسفار التوراة والمزامير وإشعياء... كما وُجدت نسخ من الأسفار المحذوفة مثل سفر طوبيا، ويشوع بن سيراخ... إلخ...

ب - عدد كبير من كتب العهد القديم غير القانونية مثل: سفر أخنوخ، واليوبيلات، ووصايا الآباء الاثنى عشر... إلخ...

جـ - كتب تتحدث عن جماعة الأسينيين وحياتهم وآمالهم، مثل "كتاب النظام" وبه ملحقان أولهما عن معركة أبناء النور وأبناء الظلام، وثانيهما عن وثيقة دمشق، وتتكلم عن شدائد معلم البر، وعُثر على فقرات منها سنة 1897م في مصر، ويعتبر كتاب النظام أهم كتب الجماعة، كمـا عُثـر على كتاب أناشيد (حودايوت) به تأملات شعرية رائعة، وهو بمثابة الكنـز الروحي للجماعة، كما عُثر على كتب روائية، وترجمات بالآرامية، وعُثر أيضًا على درج نحاس مدوَّن عليه قائمة بستين مكانًا تحتوي على كنوز مخفية، ويبدو أنها كنوز خيالية... وقد فُحص الكتان الذي كان يغلف بعض المخطوطات بواسطة معهد الدراسات النووية بشيكاغو، وتـم تحديد عمره الذي يرجع إلى نحو سنة 167 ق. م.

 وقد تم اكتشاف آثار مكـان أشبه بدير كبير به بركة وآبار، ومخازن للمؤن، وبرج، ومصحة، وصالات للمجلس، وأخـرى للنساخة، وأخرى للطعام، وإصطبل للحيوانات، ففي هذا المكان عاش الأسينيون حياة البتوليـة والشركة والفقر الاختياري والطاعة، فهم صورة قديمة للرهبنة المسيحية.

 

ثالثًا: نظام الانضمام للأسينيين:

 من كان يريد الالتحاق بجماعة الأسينيين كان عليه أن يجوز بعدة مراحل، حتى يحصل علـى العضوية الأسينية، وهي باختصار:

 1ـ طالب الدخول: من يريد الانضمام لجماعة الأسينيين كان عليه أن يحمل جميع ممتلكاته وتسليمها للجماعة، فيفحصونه ويمحّصونه ليتعرَّفوا على هدفه الحقيقي، فإن تقرَّر قبوله مبدئيًا يكتب على نفسه تعهدًا مبدئيًا بالالتزام بالشريعة وقوانين الجماعة والبُعد عن الشر والأشرار، والامتناع عن أكل أو شرب أي شيء من يد الأشرار، أو أخذ أي شيء منهم، ويسلمونه ثوبًا أبيض، ومعولًا ومجرفة، فيقوم بالأعمال التي يُكلَّف بها وهو تحت المراقبة والامتحان، فيقضي السنة الأولى مع المبتدئين في سكن خاص بهم لا يندمجون مع الجماعة، وبعد انقضاء السنة يجتمع مجلس الجماعة فيفحصون روحه وأعماله (ثانية) ويمحصون نواياه ومدى إخلاصه للجماعة والالتزام بجميع مبادئها والسلوك بحسب قوانينها، فإن حاز القبول يدخل إلى مرحلة المبتدئ، أما إن رُفِض فترد له أمواله وممتلكاته ويصرفونه بسلام.

 2ــ المبتدئ: بعد نجاح طالب الدخول في نهاية السنة الأولى يُقبَل كمبتدئ لمدة سنتين، وتضم أمواله وممتلكاته إلى ممتلكات الجماعة، وتُسجَّل في حساب خاص به، حتى إذا عدل عن رأيه ترد الجماعة له كل ما دفعه، ويشرع المبتدئ في الاغتسال والانضمام للمتعبدين، ويمارس بعض الطقوس ويظل بهذه الدرجة لمدة سنتين، مـع مراقبة تصرفاته وأقواله وأعماله، وبعد نهاية السنتين يفحص للمرة الثالثة، فإن قُبِل ينضم إلى درجة المتناول.

 3ــ المتناول: وفي هذه المرحلة يُسمح له بتناول طعام الغذاء المقدَّس على المائدة المقدَّسة مع الجماعة ويتدرج تحت لوائها.

 4ــ أداء اليمين: بعد فترة يسمحوا للمتناول بأداء القسم المُلزم، وهذه هيَ المرة الوحيدة التي يقسم فيها منذ دخوله الجماعة وإلى نهاية عمره، فيقسم على التعهد بالطاعة دائمًا لرئيس الجماعة، وأن يسلك بعدل واحتشام، ويعيش حياة التقوى أمام الله، ولا يُلحِق الأذى بالغير بل يسعى دائمًا لفعل الخير، وأن يلتزم بالشريعة، ويحفظ الإيمان، ويعيش حياة التواضع بعيدًا عن الكبرياء، لا يسرق، ولا يكذب، ولا يظلم، ولا يقسِم، ولا يتزوج، فإن تزوج يُطرَد من الجماعة، وأن يكتم أسرار الجماعة عن الغرباء حتى لو عُذّب حتى الموت، ويساعد المستقيمين ويقف في وجه الأشرار، ويفي بوعوده بشرف وبدون قَسم، ولا يتفاخر على إخوته بالملبس أو الزينة، ويحذر السرقة، ويفضح الكذب، ويحافظ على كتب الجماعة... إلخ. (راجع يوسيفوس - حروب اليهود 2 : 8 : 7، والدكتور القس فهيم عزيز - المدخل إلى العهد الجديد ص 45، 46).

 

رابعًا: عقائد الأسينيين ومبادئهم وفضائلهم:

 يقول "عباس محمود العقاد" عن الأسينيين: "وكان حرامًا عند أبناء هذه النحلة أن يملك أحدهم ثوبين أو زوجين من النعال أو يدخر الأمتعة والأقوات، وكانت الرهبانية غالبة عليهم إلاَّ من أُذن له بالزواج ويعفى من قيود النسـك والبتولية... وليس فيهم رئاسة ولا سيادة، والرق عندهم حرام، وعملهم المفضَّل الزراعة والصناعة اليدوية. أما التجارة فهيَ في مذهبهم عمل خبيث وغير لائق، وأخبث منها حمل السلاح للقتال. والمادة عندهم مصدر الشر كله، والسرور بها سرور بالدنس والخيانة، وكان يغلب عليهم من أجل هذا وجوم الصمت والندم وكل ما يباح لهم من السرور فهو سرور الروح أو سرور الاتصال بعالم الأرواح، وهو عالم سماوي في أعلى الأثير يرتفع إليه المؤمن بالعبادة والرياضة والقنوات.

 وكانوا يتآخون ويُصطحَبون اثنين اثنين في رحلاتهم، وقلما كانوا يُشاهَدون في المدن الآهلة بالسكان أو في الأحياء التي يرتادها القُصَّاد للفرجة وإزجاء الفراغ. وهم يؤمنون بالقيامة والبعث ورسالة المسيح المخلص، معتقدون أن الخلاص بعث روحاني يهدي الشعب إلى حياة الاستقامة والصلاح، ورائدهم في طلب الرضا من الله هو النبي عاموس الذي كان يُعلّم الشعب أن التقرُّب إلى الله بالعدل والرحمة خير من التقرب إليه بالذبائح والهدايا" (59).

 وفيما يلي نذكر معتقدات الأسينيين التي عاشوا بها:

 1ــ البتولية وحياة الشركة: كـان الأسينيون يعزفون عن الزواج ويعيشون حياة البتولية، لا يختلطون مطلقًا بالنساء، ولا يسمحون لامرأة بالدخول إلى زمرتهم، وخلت مقابرهم من النساء، وحتى لا تتعرَّض الجماعة للانقراض كانوا يتبنون الأطفال الصغار، ومتى شبوا يتركون لهم الحرية في الزواج أو الانضمام إلى مصافهم. ويقول "ف. ف. بروس": "إن المجموعات الرئيسية للأسينيين يبدو أنهم كثّروا جنسهم بنجاح كبير عـن طريق تبني وتربية أبناء لأناس آخرين" (Bruce. F.F, New testament History, 87(60) وكان الطفل يبدأ دراسة الأسفار الإلهيَّة قبل عمر العاشرة، ولمدة عشر سنوات يستمر في الدراسة، حتى يصبح عضوًا في الجماعة في سن العشرين.

 وعاش الأسينيون حياة الشركة الكاملة، فكل شيء كان بينهم مشتركًا، الحقول والبيوت والمراعي والطعام والثياب... إلخ.، ولا توجد أي ملكية فردية بينهم، وقد ابتعدوا تمامًا عن روح الطمع أو حب القنية، واعتادوا عيشة التجرُّد والزهد والكفاف، يتناولون نوعًا واحدًا من الطعام، ليس فيهم فقير وغني، وأي موضع يسكن فيه عشرة من الأسينيين يكون بينهم كاهن يسوس أمورهم، وهو الذي يبارك الطعام بالصلاة.

 2ــ الالتزام بوصايا التوراة وتقديس السبت الصارم: كان الأسينيون يلتزمون بوصايا الناموس، لا ينطقون بِاسم الله كنوع من التقديس والإجلال للاسم، كما كانوا يجلُّون اسم موسى وأسماء الملائكة، ومن يُجدّف على موسى يُرجم، وقوانينهم صارمة في حفظ يوم السبت وتقديسه، ففيه يدرسون الأسفار المقدَّسة والتفاسير بعمق في المجمع، وعندما قال السيد المسيح: "أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ فَإِنْ سَقَطَ هذَا فِي السَّبْتِ فِي حُفْرَةٍ أَفَمَا يُمْسِكُهُ وَيُقِيمُهُ" (مت 12 : 11). أما إجابة الأسيني على هذا التساؤل فهيَ بالنفي، فليُترَك الخروف للموت ولا يمـد الإنسان يده وينقذه لأنه في هذا يُكسر السبت حسب تصوُّرهم، وكان الأسيني بحسب التوراة وكما كان الشعب في البرية، كان يحفر حفرة ليتغوَّط فيها ثم يطمرها (تث 23 : 12 - 14).. فماذا يفعل يوم السبت؟.. أنه لا يتغوَّط حتى لا يحفر الحفرة ويغطيها ويكسر السبت.

 3ــ علمهم وصلواتهم وقراءاتهم: كان الأسينيون يستيقظون منذ الفجـر يقدمون صلواتهم، ثم يذهب كل منهم إلى عمله في الزراعة أو الرعي أو المطبخ... ويظل يعمل حتى الساعة الحادية عشر صباحًا، فيستحمون ويجتمعون على المائدة في صمت وسكون، يجلسون حسب رتبهـم، ويبارك الكاهن الطعام بالصلاة، فيأكلون وينصرفون إلى أعمالهم حتى المساء، حيث يعيدون الكرّة ثانية في الاستحمام والطعام... يعملون في الزراعة والرعي وبعض الصناعات، يبتعدون تمامًا عن التجارة والجشع والابتزاز، ولا يستخدمون الذهب ولا الفضة في معاملاتهم.

 4ــ البُعد عن ملذات الجسد والزهد في الملابس: ابتعد الأسينيون تمامًا عن حياة الترف والحياة الناعمة وعاشوا حياة البساطة في الطعام والثياب، واتبعوا طريقة الاكتفاء الذاتي عن طريق الزراعة وتربية الحيوانات وتصنيع الآنية والثياب والخيام... يرتدون ملابس بيضاء، ومهما كـان الرداء عتيقًا فهو دائمًا نظيفًا مهندمًا، يعيشون حياة التقوى ولا يخشون الموت بل يرحبون به.

 5ــ يبتعدون عن عبادة الهيكل: لم يشارك الأسينيون في احتفالات الهيكل، ولم يذهبوا لتقديم ذبائحهم هناك لأنهم رأوا الكهنة لا يعيشون بحسب الشريعة حياة التقوى، فكانوا يكتفون بإرسال الذبائح للهيكل، وفي عبادتهم الخاصة يكثرون من الاغتسالات.

 6ــ محبة الإخوة ومساعدة المحتاجين: يرفض الأسينيون بشدة التفرقة العنصرية، ولا يقرُّون الرق والعبودية، ويؤمنون بالمساواة بين جميع الناس، والتعايش السلمي، ولذلك يُحرّمون تصنيع الأسلحة أو الإتجار فيها، وكانـت الجماعة تعتبر ملجأً وعونًا للفقراء المعدمين، فمن يذهب إليهم لا يعود ويده فارغة.

 7ــ الاحترام المتبادل وتبجيل الشيوخ: كان الأعضاء يلتزمون بمشورة الشيوخ الذين ينالون كل التقدير والوقار من الجماعة، ففي الحوار يتكلم الأكبر فالأصغر، ولا يقاطع أحد آخر، ولا يتحدث إلاَّ بعد أن ينتهي الآخَر من حديثه، ومن يريد أن يسأل سؤالًا يقف باحترام ووقار يستأذن قائلًا: "لدي ما أقوله للجماعة"، فإن سمحوا له تحدَّث وإلاَّ فليصمت.

 8ـ فناء الجسد وخلود الروح: اعتقد الأسينيون أن الجسد سيفنى بالموت، أما الروح الصالحة الخالدة التي تسكن الجسد وكأنها في سجن، ستنطلق منه لحظة الموت وتطير نحو السماء والخلود إلى "الأوقيانوس" مكان الراحة والهدوء بعيدًا عن العواصف والثلوج والتقلبات الجوية، أما أرواح الأشرار فأنها تذهب إلى هوة مظلمة ذات عواصف هوجاء، وبذلك يتضح أنهم تأثروا بالأفكار والروح الأفلاطونية، فآمن الأسينيون بعالمين، عالم النور والخير، وعالم الظلمة والشر، يعتقدون أنهم الوحيدون أبناء النور الذين يمثلون الأسباط الاثنى عشر، ومتى جاء المسيا فسيقيمهم شعبًا خاصًا له، وقد انتظروا ثلاثة أشخاص:

أ - النبي الذي تكلّم عنه موسى النبي في سفر التثنية (تث 18 : 18، 19).

ب - المسيا الذي سيأتي عن نسل داود الملك (المسيح الداودي).

ج - مسيا سيأتي من نسل هارون الكاهن، وهو أهم هؤلاء الشخصيات الثلاث (المسيح الهاروني).

وعاش الأسينيون على هذه الآمال، ويقول "أحمد عثمان": "فبحسب ما جاء في مخطوطة" حرب أبناء النور ضد أبناء الظلام "نجد أنهم يعتقدون بحتمية الموت وحتمية البعث في نهاية الأيام (يوم القيامة) حيث يقولون أن معلمهم الأول - والذي يطلقون عليه لقب "معلم الصدق" أو "المعلم الصديق" - الذي ينتمي إلى سلالة الملك داود، والذي مات على يد "الكاهن الشرير"، سوف يُبعَث إلى الحياة ليقودهم من جديد في آخِر الأيام. ولكن الشر سوف يسيطر قبل أربعين عامًا من القيامة فيأتي معلمهم - والـذي يُسمَى هنا "أمير النور" ليصارع الكاهن الشرير - في معركة ذات أبعاد روحية يقضي فيها النور على الشر ويُحرّر البشر نهائيًا من سلطته عليهم"(61).

 9ــ العقوبات: من يخالف أحكام وقوانين الجماعة كان يُعاقب بالحرمان جزئيًا من الطعام الذي يُقدَّم له، ومن الطبيعي أنه غير مسموح له أن يتناول أي طعام آخر أُعدَّ خارج الجماعة، لأن مائدة الطعام الأسيني هيَ عربون الوليمة السمائية التي تُقام في نهاية الأيام... إذا تكلّم العضو دون أن ينتظر دوره في الحديث، أو بصق أمام الآخرين يُقلَّص طعامه لمدة أسبوعين، ومن يتغيب عن مجلس الجماعة ثلاث مرات بدون أذن يُقلّص طعامه لمدة عشرة أيام، ومن يضحك بصوت عالٍ وحماقة يفرز من الجماعة لمدة ثلاثين يومًا، ومن يتكلّم بشر على أحد كهنة الطائفة دون أن يقصد يفرز لمدة ستة أشهر، أما إن كان عن قصد فيفرز من الجماعة لمدة سنة، وكذلك من يكذب أو يرفض الخضوع لمن هم أكبر منه يفرز لمدة عام، فالقوانين صارمة، والعقوبة تتناسب مع المخالفة حتى أنها تصل إلى الاستبعاد والعزل التام والفصل من عضوية الجماعة.

 

خامسًا: نظرة المجتمع للأسينيين:

 إذ تجرّد الأسينيون من الممتلكات، وملاذ الدنيا، وعاشوا حياة القداسة والتقوى أحبهم الجميع، حتى كان بمرور رجل أسيني بملابسه المميزة البيضاء كان يثير دهشة واحترام الجميع، ويقول "ألفريد إيديرشيم": "فإذا قابل أحد من مدن يهوذا شبح رجل كل ملابسه بيضاء يبدو عليها أثار القدم لأنها لم يكن ليستغنى عنها حتى تبلى، ولكنه نظيف غاية النظافة لكان هذا من الأسينيين، وعند ذلك كان المارّة يقفون لتوهم يتطلعون إليه بمزيج من الاحترام والتعجب لأنه لم يكن يُرى في مدينـة أو قرية إلاَّ نادرًا، وذلك المجتمع الذي انفصل عن بقية الناس وسكن البراري الموحشة وخاصة القريبة من البحر الميت... كان نظامهم معروفًا للجميع مبنيًا على الشدة ونكران الذات كما على النقاوة والطهارة، وأنهم كانوا يقدسون السبت تمام التقديس، ودائمًا كان ذلك في مجامعهم ومع أنهم كانوا يقدمون هدايا للمذبح لم يحضروا إلى الهيكل أو قدموا ذبائح، لأنهم لم يعتبروا التنظيمات والطقوس طاهرة بمقتضى الشرائع اللاوية، ولأنهم انتهوا أن يعتبروا مائدتهم مذبحًا وأكلاتهم العامة ذبائح... وكان الأعضاء يمتنعون عن تناول كل من الخمر واللحم والزيت... وكان النظام على أربع درجات، وكان اختلاط أحد من درجة أدنى ينجس من كان من درجة أعلى" (62).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(54) الطوائف اليهودية في زمن كتابة العهد الجديد ص 34.

(55) المرجع السابق ص 43.

(56) أورده راندال. أ. ويس - الطوائف اليهودية في زمن كتابة العهد الجديد ص 42.

(57) المرجع السابق ص 31.

(58) برهان يتطلب قرارًا ص 116.

(59) حياة المسيح في التاريخ وكشوف العصر الحديث ص 46، 47.

 (60) أورده راندال. أ ويس - الطوائف اليهودية في زمن كتابة العهد الجديد ص 44.

 (61) الأصول المصرية في اليهودية والمسيحية ص 154، 155.

 (62) صور من الحياة الاجتماعية اليهودية في أيام المسيح ص 187، 188.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/17.html

تقصير الرابط:
tak.la/2b34j63