St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

362- أولًا: الكنيسة الكاثوليكية تعترف بالمعمودية التي يجريها الهراطقة والوثنيون

 

 تعتقد الكنيسة الكاثوليكية دون سواها من كافة الكنائس المسيحية بأن المعمودية التي يجريها الهراطقة والوثنيون صحيحة ما دامت تتمم بنفس المادة (أي برش أو سكب الماء أو بالتغطيس)، وتتم بنفس الصورة (أي النطق بالقول: أنا أعمدك يا فلان باسم الأب والابن والروح القدس) فجاء في كتاب مختصر اللاهوت الأدبي الكاثوليكي تحت رقم 451 " يصح العماد الذي يمنحه طبيب يهودي وهو يقصد أن يعمل ما تعمله الكنيسة أو المسيحيون " وتحت رقم 452 " لا يقتضى لصحة إيلاء السر أن يكون مانحه مؤمنًا أو في حالة النعمة، وعليه فإذا عمَّد يهودي مراعيًا ما تجب رعايته صح العماد، وإن كان المُعِمّد لا يؤمن بالعماد أو المسيح " وتحت رقم 472 " لأي كان (أي شخص كان) وإن كان غير كاثوليكي أو غير مؤمن أن يمنح على وجه صحيح العماد غير الاحتفالي " (526)

وقد ناقش الأب أنطون صالحاني اليسوعي هذا الموضوع، ودار محور حديثه حول سؤالين هما:

س1: هل المعمودية التي تتم على يد إنسان علماني تعتبر صحيحة؟

س2: هل يُشترط لصحة المعمودية أن يكون خادم السر ذو إيمان مستقيم؟

فعن السؤال الأول قال أن المعمودية التي يجريها العلماني في حالة الضرورة هي صحيحة وجائزة، وإن أجراها في حالة غير ضرورية فهي صحيحة لكنها غير جائزة " وهكذا العلماني إذا عمَّد بالرتبة المختصة بالكهنة أو في غير الضرورة يكون عمادهُ صحيحًا لكن غير جائز، وهؤلاء آباء الكنيسة نراهم يُميّزون بكل صواب في إعطاء سر المعمودية صحة السر وجواز منحه. فيُعلّمون أنه لا يجوز للعلماني أن يتعدى حقوق الكهنة في منح سر المعمودية، ويقولون أنه يخطئ إذا منحه بدون ضرورة لكنهم يؤكدون أن السرَّ الممنوح على هذه الطريقة يكون صحيحًا لا باطلًا وإن أخطأ الذي تعدى الحقوق. أمَّا إذا أُعطى العلماني العماد لضرورة موجبه فيكون عملهُ خاليًا أيضًا من الخطأ " (527)

أما كنيستنا الأرثوذكسية فإنها تعلمنا أن نتمسك بالعقيدة ونسلمها كما سُلّمت لنا، فلا يحق للعلماني أن يجرى المعمودية، ومن شروط إتمام السرّ أن يكون خادم السر كاهن مشرطن.

وحول السؤال الثاني تعرض الأب أنطون للشق التاريخي من المشكلة فقال "إن مسألة صحة أو عدم صحة العماد باعتبار استقامة أو عدم استقامة إيمان المُعمّد، وديانته ليست حديثة في الكنيسة، وقد أثارت في القرن الثالث والرابع للمسيح جدالًا عنيفًا تناظر فيه اشهر الأساقفة مثل القديس كبريانوس... جمع كبريانوس سنة 256 مجمعين محليَّين... وقرَّروا أن الأسرار التي تمنح خارجًا عن الكنيسة الجامعة لا يمكن أن تكون صحيحة. وغبَّ عقد هذين المجمعين أوفد كبريانوس إلى رومية أسقفين أصحبها بتحرير غاية في الرقة والاحترام إلى الحبر الروماني القديس اسطفانوس الأول (254-257) يخبره بما قرَّره الأساقفة ليُثبته بسلطته، فكان هذا الخبر كشرارة وقعت في غابة... ساءه ما بلَّغه إياه الأسقفان المرسلان من طرف كبريانوس فلم يعطهما تحية السلام وكتب إلى كبريانوس رسالة شديدة اللهجة بين فيها العادة القديمة قائلًا {إذا عاد إليكم أحد من أيَّة هرطقة كان فلا تُبدعوا شيئًا جديدًا بل اتَّبعوا ما يُسلّم إليكم وهو أن تضعوا فقط عليه الأيدي للتوبة} وتهدد بالقطع كبريانوس وأساقفته إن لم يرعوا. وأرسل أيضًا رسالة في المعنى نفسه إلى فرمليانوس والأساقفة الشرقيين من كيلكية وكبدوكية شركاء كبريانوس في رأيه " (528)

St-Takla.org Image: His Holiness Pope St Nicholas I (Nicholas the Great) - Papa NICOLAUS MAGNUS 105 - from The Lives and Times of the Popes, Volume (2), by Artaud de Montor, Alexis François, 1911 صورة في موقع الأنبا تكلا: قداسة البابا نقولا الأول 105 - من كتاب حياة وأزمنة بابوات روما (جزء 2)، لـ أرتاود دي مونتور، أليكسيس فرانسوا، 1911 م.

St-Takla.org Image: His Holiness Pope St Nicholas I (Nicholas the Great) - Papa NICOLAUS MAGNUS 105 - from The Lives and Times of the Popes, Volume (2), by Artaud de Montor, Alexis François, 1911

صورة في موقع الأنبا تكلا: قداسة البابا نقولا الأول 105 - من كتاب حياة وأزمنة بابوات روما (جزء 2)، لـ أرتاود دي مونتور، أليكسيس فرانسوا، 1911 م.

ثم انتهى الأب أنطون إلى النتيجة الآتية "أن صحة السر لا تتوقف على إيمان خادم السر وبرارته جاز لنا أن نستنتج بكل صواب أن العماد يكون صحيحًا وأن أُعطى من وثنى بشرط أن يمنحه كما تمنحه الكنيسة وأن يقصد عمل ما تعمله " (529) ثم يقول " وعليه فإذا وُجد شخص مؤمن بالمسيح ولم يكن بعد قَبِل العماد ووُجد في خطر الموت القريب ولم يكن حاضرًا عنده إلاَّ صديق غير مسيحي فالتمس منه المريض أن يعمّده مُتمّمًا ما يعمله المسيحيون ويقصدونه، فعماده هذا يكون صحيحًا، وهكذا القول عن طفل غير مُعمَّد وُجِد في حالة النزاع الأخير ولم يوجد لديه أحد من المسيحيين بل وُجد أحد الوثنيين فيقدر هذا الوثني أن يتمم سر العماد المقدس على المذهب المسيحي ويكون العماد الممنوح منه صحيحًا " (530) ويستشهد الأب أنطون بأقوال بعض باباوات روما فيقول "قال البابا نيقولاس الأول في جوابه على سؤالات استفهمه عنها البلغار {ذكرتم أن كثيرين في بلادكم مُنحوا العماد من أحد اليهود وأنكم تجهلون أكان هذا مسيحيًا أم غير مسيحي وتطلبون ما الذي يجب عمله في أمر هؤلاء} فأجاب البابا قائلًا "إذا ثبت أنهم اعتمدوا باسم الثالوث الأقدس أو فقط باسم المسيح... كما جاء في أعمال الرسل يجب أن لا تعاد معموديتهم}، وقال أيضًا البابا أوجانيوس الرابع في صورة الإيمان التي بعث بها إلى الأرمن {في وقت الضرورة ليس فقط الكاهن والشماس الإنجيلي لكن أيضًا الرجل العلماني والمرأة بل الوثني والهرطوقي يمكنهم أن يُعّمدوا بشرط أن يستعملوا الصورة التي تستعملها الكنيسة مع النية بأن يتمموا ما تعمله} وقال القديس ايزيدوروس {أن روح الله يمنح نعمة العماد وإن كان مانح العماد وثنيًا} (مجلة الحق القانوني الصفحة 482) والمجمع اللاتراني الرابع وهو المجمع المسكوني الثاني عشر (سنة 1215م) حدَّد أن {سرّ المعمودية الممنوح كما يجب يفيد للخلاص أيَّا كان مانحه}.. ورب معترض يقول: هل يمكن أن يقصد الوثني عمل ما تعمله الكنيسة وهو لا يؤمن بالعماد ولزومه للخلاص ولا بالكنيسة ولا بالمسيح. أجيب أنه لا يُطلب من الوثني أن يؤمن بهذه الأمور ليكون العماد الذي يمنحه صحيحًا بل يكفى أن يعلم أن المسيحيين يعتقدون ذلك ويقصد عمل ما يعملونه وما يُطلب منه " (531)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

توضيح:

جاء في القانون (47) من قوانين الآباء الرسل كما أورده الأرشمندريت الكاثوليكي حنانيا إلياس كساب " أيُّ أسقف أو قس عمَّد ثانية من كان قد اقتبل المعمودية الحقيقية، أو لم يعتمد (لا يعيد معمودية) من كان قد تدنس بمعمودية الكفرة فليسقط بما أنه مستهزئ بصليب الرب وموته ولم يميز بين الكهنة الحقيقيين والكهنة الدجالين... كان بعض المسيحيين أثناء الاضطهادات أو البدع يسقطون إما خوفًا من الاضطهاد أو انخداعًا بتعاليم بعض المبتدعين فالذي يرتد من هؤلاء تائبًا إلى الكنيسة لا يجوز إعادة معموديته لأنه كان قد عُمّد في الكنيسة الحقيقية قبل سقوطه، والمعمودية واحدة لا تجوز إعادتها ولكنه يعاد تثبيته في الإيمان بالتوبة والصلاة والمسحة، وأما من كان قد اعتمد عند المبتدعين فمعموديته باطلة وتجب إعادتها " (532)

وقد تعرض الأرشمندريت حنانيا إلياس (الكاثوليكي) للجانب التاريخي من هذه المشكلة بأمانة فقال "عُقِد في مدينة قرطاجنة في أفريقيا ثلاثة مجامع مكانية للنظر في قضية إعادة المعمودية في عهد القديس كبريانوس الشهيد. اجتمع المجمع الأول في سنة 255م... فحدَّد أنه لا يمكن لإنسان أن يعمد خارج الكنيسة، فهي لا تعترف إلاَّ بمعمودية واحدة، والمرتدون إلى الكنيسة الجامعة من المبتدعين يجب أن يُعمَدوا ثانية... وإذا كان البعض قد انضموا إلى المبتدعين بعد معمودية أرثوذكسية فيجب قبولهم عند ارتدادهم دون معمودية... والتأم المجمع الثاني في سنة 258م (أو سنة 256م حسب رأى ميلياس) واجتمع فيه 71 أسقفًا... وقد دعا كبريانوس هذا المجمع ليُثبّت الشريعة التي وضعها المجمع السابق بشأن إعادة المعمودية، فحدَّد ما يأتي... ثانيًا: أن كل معمودية قام بها المبتدعون باطلة، وكل من يرتد بعد معمودية كهذه يجب أن يُعَمد معمودية أرثوذكسية ولا يعنى ذلك عماده ثانية بل هي المعمودية الواحدة إذا لم يسبق لهم أن نالوا المعمودية الحقيقية... ثم عقد مجمع ثالث في السنة نفسها برئاسة كبريانوس حضره 184 أسقفًا... أن الذي دعا إلى عقد هذا المجمع رسالة كان قد أرسلها المجمع الثاني المار ذكره إلى استفانوس بابا روما فيشرح فيها ما تحدَّد بخصوص إعادة المعمودية، فعقد البابا إستفانوس مجمعًا في روما حدَّد فيه أن معمودية المبتدعين الذين يُعمدّون كما تعمد الكنيسة لا يجوز إعادتها... فدعا القديس كبريانوس إلى عقد هذا المجمع الثالث ليُثبَّت أن معمودية المبتدعين تُعد باطلة فيجب تعميد المرتدين خلافًا لما حدَّده البابا إستفانوس. ونشب مثل هذا الخلاف بين البابا استفانوس والأساقفة في آسيا وكان قد كتب إليهم في أنهم يجب ألاَّ يعيدوا المعمودية، فعقدوا مجمعا في أيقونية في سنة 258 م. برئاسة القديس فرميليانوس أسقف قيصرية في سنة 258م برئاسة القديس فرميليانوس أسقف قيصرية الجديدة... فارتأوا عدم قبول شيء من الأسرار التي يقوم بها المبتدعون لأنها باطلة بما فيها معموديتهم وسياستهم " (533)

ورغم أن أتباع بولس الساموساطي كانوا يعمدون باسم الآب والابن والروح القدس إلاَّ أن الكنيسة رفضت معموديتهم، فجاء في القانون (19) من قوانين مجمع نيقيا " أننا نحدد أن أتباع بولس الساموساطي اللاجئين إلى الكنيسة الجامعة يجب أن تُعاد معموديتهم على كل حالٍ... وكان البولسيون كما يقول القديس أثناسيوس يذكرون اسم الآب والابن والروح القدس في إتمام سر المعمودية ولكنهم لم يكونوا يستعملون هذه الكلمات بمعناها الحقيقي ولذلك اعتبر المجمع والقديس أثناسيوس أن عمادتهم باطلة (هيفيلة) " (534)

وجاء في رسالة القديس كبريانوس أو قانون المجمع المكاني الثالث "أننا نرى ونعتقد متيقنين أنه لا يمكن لأحد أن يُعمّد خارج الكنيسة، بمعنى أنه ليس هناك إلاَّ معمودية واحدة في الكنيسة المقدسة... فالماء إذن يجب أن يُنقى ويُقدس بواسطة الكاهن لتُغسَل بالمعمودية فيه خطايا المستنير (المُعمَّد) مصداقًا لقول الرب بفم حزقيال النبي " وانفتح عليكم ماءًا فتطهرون.." (حز36: 25، 26) ولكن كيف يستطيع من هو نفسه غير طاهر أن يطهر ويقدس الماء وهو خال من الروح القدس..؟ وكيف يستطيع من لا يقدر أن يحرر نفسه من خطاياه وهو خارج الكنيسة أن يمنح آخر في تعميده غفران خطاياه..؟ أن مغفرة الخطايا لا تمنح إلاَّ في الكنيسة ولما لم يكن للمبتدعين كنيسة فيستحيل عليهم مغفرة الخطايا... لا بُد للمعتمد أن يُمسح للرب بمنحه مسحة الميرون المقدس وحصوله في داخله على نعمة المسيح أما الذي ليس له كنيسة ولا مذبح فلا يستطيع أن يقدس الزيت... ما نوع الصلاة التي يقدمها كاهن رجس خاطئ في المعمودية..؟ ومن يستطيع أن يعطى ما ليس عنده؟ أو كيف يقدر أن يقوم بالأعمال الروحية من قد حرم نفسه من الروح القدس..؟ كل من خُدِع وحُمِل على السير في طريق الضلال واغتسل خارجًا يجب أن يخلع عنه هذا الخطأ أيضًا بالمعمودية الحقيقية في الكنيسة، فقد وقع أثناء قدومه إلى الله -خطأ- على مجدف فيما كان يبحث عن كاهن... من كان له أن يُعمد فله أيضًا أن يعطى الروح القدس، ولكنه ما دام لا يقدر أن يعطى الروح القدس لأنه صار بدون نعمة الروح القدس فهو ليس مع الروح القدس ولا يستطيع أن يُعمِد... من يأتي إليه... ما دام كل شيء عندهم باطلًا وكاذبًا فلا يجوز أن يعتبر شيء مما يقومون به مقبولًا عندنا... هل في وسع هؤلاء مقاومي الرب الدجالين أن يمنحوا نعمة المسيح" (535)

وقد أورد الأرشمندريت جراسيموس مسرة رسالة القديس فرمليانوس إلى كبريانوس بشأن استفانوس بابا روما الذي يُصر على الاعتراف بمعمودية الهراطقة، فيصفه بالعتوه وأنه يتمثل بيهوذا الخائن، ونقتطف من هذه الرسالة الطويلة القليل منها " ولكن لنترك الآن ما عمله إستفانوس لكي لا يكون ذكر وقاحته داعيًا لكدر أعظم لنا نظرًا لقباحة ما فرط منه... ليست معمودية في غير الكنيسة... ظهر بغتة امرأة متجنّنه (بها أرواح شريرة) كانت تدعو نفسها نبية حاملة روحًا... وكانت تصنع غرائب وعجائب وتدَّعى بأنها تحرك الأرض كلها... كانت تتظاهر بأنها زيادة على صنائعها تقدّس وتتمم سر الشكر بدعاء جليل... وكانت تستعمل (في المعمودية) كلمات السؤال القانونية المعتادة (طقس جحد الشيطان والاعتراف بالمسيح) وتعمد كثيرين، فظهر أنها لا تخالف قانون الكنيسة في شيء... فماذا تقول عن هذه المعمودية التي عدَّها الشيطان واستعمل الامرأة إلة لها؟ ألعل إستفانوس والموافقون لرأيه يقبلونها؟ سيما أنها لا تترك علامة الثالوث ولا السؤال القانوني الكنائسي... ولكنه في الصحيح مفعول من الشيطان.

فعلينا من ثمَّ أن نسأل مساعدي الهراطقة ما قولهم في معموديتهم أجسديَّة هي أم روحيَّة؟ فإنها إن كانت جسدية فلا فرق بينها وبين معمودية اليهود التي يستعملونها بمثابة حمام دارج يغسلون به أوساخهم... وإن كانت روحية فكيف يمكن أن تكون معمودية روحية عند الذين ليس لهم الروح القدس؟ إن كانت عروس المسيح واحدة فمن الواضح أن الكنيسة الجامعة هي وحدها التي تلد أبناء لله لأنه ليست عرائس كثيرة للمسيح... ما لم يكن استفانوس يعتقد أن الهرطقة تلد وتربى (أولادًا) والكنيسة تجمع المرميَّين (الأولاد المطروحين) وتربى الذين لم تلدهم كما لو كانوا أولادها فإنها لا تستطيع أن تكون أمًّا لأولاد غرباء... وأما أعداء الكنيسة الواحدة الجامعة التي نحن بها، وأعداؤنا نحن خلفاء الرسل، الذين يباشرون ضدنا أعمالًا كهنوتية غير مباحةٍ ويصنعون مذابح رجسة فلا فرق بينهم وبين قورح وداثان وأبيرام، ولكونهم متعَّدين على الكهنوت مثلهم سوف يُعاقبون بعقابات مثل عقابهم لا يفلت منهم المشاركون آراءهم... أما أنا فلا أستطيع أن أطيق حماقة إستفانوس الواضحة بهذا الصدد... لو كانت المعمودية خارجًا باسم المسيح تستطيع أن تطهر الإنسان لكان وضع الأيدي هناك باسم المسيح وشرعًا لكونه عمل باسم المسيح. أننا لا نعرف غير كنيسة الله الواحدة، ولا نعتمد بغير معمودية الكنيسة المقدسة ولهذا السبب... اجتمعنا معًا عددًا كثيرًا من أيقونية وبحثنا في مثل هذه الأمور باجتهاد كثير وأخيرًا حدَّدنا أن المعمودية التي تقام خارج الكنيسة مرفوضة... أنك (يا إستفانوس) أشنع من جميع الهراطقة... إستفانوس... يصنع شقاقًا في الأخويَّة من أجل الهراطقة " (536)

أما الشهيد كبريانوس ففي رسالته إلى يومبييوس فإنه يصف البابا استفانوس بأنه "صديق الهراطقة وعدو المسيحيين.." وفي رسالة إلى كونيدس يحذره من هذا البابا قائلًا "انتبه من ضلاله باجتهاد في المحاماة عن الهراطقة ضد المسيحيين وضد كنيسة المسيح" (537)، وقد انتهى الأمر بالبابا إستفانوس إلى حرم فرميليانوس وأساقفة كيليكية وغلاطية، وأيضًا أساقفة أفريقيا (راجع تاريخ الانشقاق ح1 ص71، 73)

وظل الخلاف قائمًا إلى أن حسمهُ المجمع المسكوني الأول سنة 325 في نيقية، والثاني سنة 381 في القسطنطينية حيث حدَّد كل منهما أن المعمودية واحدة تتممها الكنيسة الواحدة أما معمودية الهراطقة فإنها بالاسم فقط ولكن بالفعل غير صحيحة لعدم ارتباطها بالاعتراف الصحيح بالثالوث القدوس (قانون 19 من مجمع نيقية) وقانون 7، 8 من مجمع القسطنطينية)

ويقول الأب فاضل سيداروس اليسوعي " فلقد أثار كبريانوس (حوالي 200-258 م.) أسقف قرطاجنة في أفريقيا الشمالية جدالًا حول ضرورة إعادة تعميد الهراطقة، وذلك ما بين 255، 258م إذ كانت الشيع والبدع تتفاقم حينذاك. ويتلخص فكره في أن المعمودية واحدة، غير أن الكنيسة وحدها تعمد لأنها وحدها عروس المسيح التي بوسعها أن تلد لله أبناء وتقدسهم... وبالتالي أن لم يكن خادم السرّ من الكنيسة فهو لا يستطيع أن يقوم بما تقوم في الكنيسة، فيجب إعادة التعميد... أما باسيليوس (329-379 م.) أسقف قيصرية فإنه ما بين 374، 375 م. رفض رفضًا مبدئيًا إعادة تعميد المنشقين عن الكنيسة، ولكنه طالب بإعادة تعميد الهراطقة غير أنه بالفعل تبنى موقف كبريانوس، فنادى بإعادة تعميد الهراطقة والمنشقين " (538)

وجاء في مجموعة قوانين الكنائس الشرقية " 46-خادم سر المعمودية: خلافًا لما يحصل في التقليد اللاتيني والذي كرَّره " الحق القانوني الكنسي " في القانون 861 البند (1) يُحصر منح سر المعمودية العادي في جميع التقاليد الشرقية - وهذا ما ذكَّرَ به القانون 677 البند (1) من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية - في من أُلبسوا نعمة الكهنوت، أي من الأساقفة والكهنة، مُقصيا الشمامسة الإنجيليّين... في حالة الضرورة ووفقًا لما ورد في القانون 677 البند (2) يجوز ليس فقط للشمامسة الإنجيليين بل أيضًا للإكليريكيّين، الأعضاء في مؤسسات الحياة المكرسة، وأيضا "لأي مؤمن مسيحي" أن يمنحوا سرّ المعمودية بوجه شرعي، ولكن لا يحق ذلك "لأي شخص (غير مسيحي) تحركه نية صالحة وفقا لما ورد في القانون 861 البند (2) من الحق القانوني الكنسي للكنيسة اللاتينية" (539)

 

ملاحظة:

الكنيسة الكاثوليكية تسمح أيضًا للأب الكاهن إقامة القداس من أجل شخص غير مؤمن أو هرطوقي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وتسمح له بتقاضي الأجر عن هذا، ففي إجابة سؤال حول هذا الموضوع جاء "يمكن تقديم القداس سرًا مع قبول الحسنة من أجل الجميع مؤمنين وغير مؤمنين، أحياءً وأمواتًا، على أن اللاهوتيين يرتابون فيما إذا كانت الثمرة التكفيرية تلحق غير المؤمنين... بناءً على المبادئ المعطاة في الجواب عن الأول جاز للأب أن يقدس لأجل الشخص الغير الكاثوليكي ويأخذ حسنة لقاء قداسه، سواء أكان هذا الشخص من غير المؤمنين أم من الهرطقة، بشرط أن يكون التقديم قد تم سرًا لا علنًا" (540)

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(526) مختصر اللاهوت الأدبي الكاثوليكي ص389، 390، 405.

(527) الحقائق اللامعة في عقائد الكنيسة الجامعة ص36.

(528) المرجع السابق ص38.

(529) المرجع السابق ص39.

(530) المرجع السابق ص45.

(531) المرجع السابق ص47، 48.

(532) مجموعة الشرع الكنسي ص860.

(533) المرجع السابق ص755- 756.

(534) المرجع السابق ص93.

(535) المرجع السابق ص758، 760.

(536) تاريخ الانشقاق ح1 ص 76-93.

(537) المرجع السابق ص94.

(538) سرّا المعمودية والتثبيت ص111.

(539) مجمع الكنائس الشرقية -توجيه لتطبيق المبادئ الليترجية الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقية ص68، 69.

(540) فتاوى لاهوتية - الأب نعمة الله مطر ص216-218.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/non-believers-baptism.html

تقصير الرابط:
tak.la/nahbv6w