St-Takla.org  >   books  >   maurice-tawadrous  >   holy-spirit-to-serapion
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسائل عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون للقديس أثناسيوس الرسولي - موريس تاوضروس، نصحي عبد الشهيد

49- المسيح يتحدث من جهة بشريته: "ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا الابن"

 

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ, water color painting on white paper - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح، لوحة بألوان مائية على ورق أبيض - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ, water color painting on white paper - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح، لوحة بألوان مائية على ورق أبيض - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

(9)

لأنه، إذن يوجد ذلك القول أيضًا، الذي هو قول حسن، ولكنهم يسيئون فهمه، وأعني: “أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا الملائكة، ولا الابن” (مر 13: 32).

وهذا القول له أيضًا معنى حقيقي. فهم يظنون من عبارة “ولا الابن” أنه بكونه يجهل. فهذا يدل على أنه مخلوق. ولكن ليس الأمر هكذا. حاشا! وكما أنه حينما قال “خلقني” فقد تكلم كإنسان، هكذا أيضًا فإنه تكلم كإنسان حينما قال “ولا الابن”. وهناك سبب وجيه لحديثه هكذا، إذ أنه صار إنسانًا، كما هو مكتوب لأنه أمر يخص البشر أن يجهلوا وإن يجوعوا وغير ذلك: “لأنهم لا يعرفون ما لم يسمعوا ويتعلموا”. ولذلك، فلأنه صار إنسانًا، فهو يُظْهِر الجهل الذي يخص البشر: فأولًا: لكي يبين أن له جسدًا إنسانيًا بالحقيقة. وثانيًا: لكي، إذ يكون له جَهْل البشر في جسده، يفتدي الإنسانية من كل شيء، ويطهرها ويقدمها كاملة ومقدسة للآب.

فأي عُذر آخر سوف يكتشفه الأريوسيون؟ ماذا إذن سوف يبتدعونه ليثرثروا حوله؟ لقد وُبِّخُوا على عدم إدراكهم لعبارة “الرب خلقني لأجل أعماله” (أم 8: 22)[س]. وقد تبين أنهم لا يدركون عبارة “ذلك اليوم وتلك الساعة لا يعلم بهما أحد ولا الملائكة”، “ولا الابن”. فبقوله “خلقني” يشير إلى “الإنساني”، إذ أنه صار إنسانًا، فَخُلِقَ ولكن بقوله “أنا والآب واحد”، و”الذي رآني فقد رأى الآب” و”أنا في الآب والآب فيَّ” (يو 10: 3، و14: 9، و14: 10)، يشير إلى أزليته. وأنه واحد في الجوهر مع الآب. هكذا أيضًا حينما يقول: “لا يعلم بهما احد ولا الابن”، يتكلم مرة أخرى كإنسان، لأن الجهل أمر يخص البشر. ولكن حينما يقول “ليس أحد يعرف الآب إلا الابن، ولا أحد يعرف الابن إلا الآب” (متى 11: 27)، فهو يعرف بالأحرى جدًا الأشياء المخلوقة. وفي الإنجيل حسب يوحنا، قال (يو 16: 30). وهذا يدل على أنه ليس هناك شيء يجهله، إذ هو الكلمة الذي به صار كل شيء. وحيث أن “ذلك اليوم” هو من بين “كل الأشياء” فإنه سوف يصير (يحدث) به، رغم أن الأريوسيين يسخرون ربوات المرات.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/christ-humanity.html

تقصير الرابط:
tak.la/95zspd5