St-Takla.org  >   books  >   maurice-tawadrous  >   holy-spirit-to-serapion
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسائل عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون للقديس أثناسيوس الرسولي - موريس تاوضروس، نصحي عبد الشهيد

78- أعمال المسيح تجعل أي إنسان يؤمن أنه بالحقيقة الله، ولكن موته يؤكد أيضًا أنه بالحقيقة تجسد

 

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ, white marble relief (image 1) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح، فن نافر بالرخام الأبيض (صورة 1) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: Our Lord Jesus Christ, white marble relief (image 1) - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح، فن نافر بالرخام الأبيض (صورة 1) - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

(20)

وهكذا يبدو لنا شيئان ظاهران تمامًا. الأول هو حالة مَنْ يرى الرب في الجسد ويعتبره مجرد إنسان ويقول بعدم إيمان “من أين الحكمة لهذا الإنسان” (متى 13: 54). وكل مَنْ يتكلم بهذا يخطئ بدون شك ويجدف على ابن الإنسان. والثاني يرى أعماله التي تتم بالروح القدس ويقول أن صانع هذه الأعمال ليس الله ولا ابن الله وينسب هذه الأعمال لبعلزبول، مثل هذا ينكر لاهوته، وهذا ما يظهر واضِحًا عدة مرات في الإنجيل لا سيما في النص الذي نشرحه.

ومرة أخرى، نكرر، عندما يوصف الرب بأنه “ابن الإنسان” فهو نفسه يستخدم هذا اللقب لتأكيد بشريته، ولكن عندما يتحدث عن الروح أي الروح القدس الذي به يصنع كل هذه الأعمال والذي هو (الروح) أيضًا فيه، يقول بعد إتمام أعماله الباهرة: “إذا كنتم لا تؤمنون بي فعلى الأقل آمنوا بالأعمال التي أعملها لكي تعرفوا أنني في الآب والآب فيَّ” (يوحنا 10: 38).

أما عن موضوع موته عنا بالجسد، عندما صعد إلى أورشليم (متى 20: 18) لهذه الغاية، فقد قال لتلاميذه “ناموا الآن واستريحوا لأن الساعة قد أتت، وابن الإنسان سوف يُسَلِّم لأيدي الخطاة” (متى 20: 45). وحقًا إن أعماله تجعل أي إنسان يؤمن أنه بالحقيقة الله، ولكن موته يؤكد أيضًا أنه بالحقيقة تجسد. ولهذا السبب قال أن الذي سَيُسَلَّم لأيدي الناس الخطاة هو ابن الإنسان، لأن الكلمة غير مائت ولا يمكن لمسه بل هو في جوهره الحياة نفسها. ولكن عندما لم يؤمن الفريسيون، بأعمال الرب ولا بالأعمال التي كان أبناؤهم يقومون بها، وبخهم الرب بلطف بهذه الكلمات (متى 12: 27-28). وإشارته هنا إلى “الروح” أو “روح الله” لا تعني أنه أقل من الروح أو أن الروح هو الذي كان يعمل هذه الأعمال بواسطته ولكن لكي يوضح أنه كلمة الله الذي يعمل كل هذه الأعمال بالروح، ولكي يعرف سامعوه أنهم عندما ينسبون هذه الأعمال لبعلزبول، بينما هي أعمال الروح فإنهم يهينون الذي يعطي الروح أي الابن. وحقًا لقد أعلن في نص الإنجيل (متى 12: 27) أنهم قد نزلوا إلى أسفل الدرجات وأنهم بمعرفة يجدفون، وليس بسبب الجهل بل هم يجدفون رغم أنهم يعرفون أن الأعمال التي يعملها هي أعمال الله، ولكن هؤلاء المجانين نسبوا هذه لبعلزبول، وأنها تمت بواسطة روح نجس.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/christ-is-truly-god.html

تقصير الرابط:
tak.la/vp359ma