St-Takla.org  >   books  >   maurice-tawadrous  >   holy-spirit-to-serapion
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسائل عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون للقديس أثناسيوس الرسولي - موريس تاوضروس، نصحي عبد الشهيد

37- حينما يُقَال أن الروح صار في أي أحد فهذا يعني أن الكلمة فيه هو الذي يمنح الروح

 

St-Takla.org Image: The Holy Spirit, painting 1 - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: الروح القدس، لوحة 1 - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: The Holy Spirit, painting 1 - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الروح القدس، لوحة 1 - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

(31)

ويتضح مما سبق أن فِعْل الثالوث هو واحد. فالرسول لا يعني أن ما يُعْطَى، يُعْطَى من كل واحد متنوعًا ومجزئًا(41)، ولكن ما يُعْطَى إنما يُعْطَى في الثالوث، والكل من إله واحد. وعلى ذلك فالذي هو غير مخلوق، بل هو متحد مع الابن، كما أن الابن متحد مع الآب، والذي هو ممجد مع الآب والابن، الذي يعترف به إلهًا مع الكلمة، والذي هو يفعل الأعمال التي يعملها الآب مع الكلمة، أفلا يكون ذلك الإنسان الذي دعوه مخلوقًا(42)، مجرمًا بِكُفْر مباشر ضد الابن نفسه؟ لأنه لا يوجد شيء لم يُخْلَق ولم يُعْمَل بالكلمة في الروح. وهكذا يرتل في المزامير: “بكلمة الرب صُنِعَت السموات وبروح فيه كل جنودها” (مز 32: 6)[س]. وفي المزمور المئة والسابع والأربعين: “يرسل كلمته فيذيبها، يهب بروحه فتسيل المياه” (مز 147: 18)[س]. ونحن “قد تبررنا باسم ربنا يسوع المسيح وبروح إلهنا” كما يقول الرسول (1كو 6: 11). لأن الروح غير منفصل عن الكلمة، وبالتأكيد حينما يقول الرب: “سنأتي أنا والآب” (يو 14: 23)، يأتي الروح معهما ويسكن فينا، ليس لسبب آخر غير أن يحل الابن فينا، كما كتب بولس إلى الأفسسيين: “لكي يعطيكم بِحَسَب غِنَى مجده، أن تتأيَّدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن ليحل المسيح..” (أف 3: 16-17). ولكن إن كان الابن فينا يكون الآب فينا أيضًا كما يقول الابن: “أنا في الآب والآب في” (يو 14: 10).

لذلك حينما يكون الكلمة في الأنبياء فإنهم يتنبئون بالروح القدس(43). وحينما يقول الكتاب “صارت كلمة الرب” (أر 1: 2؛ ميخا 1:1)، إلى ذلك النبي بالذات، فهذا يوضح أنه يتنبأ بالروح القدس. ومكتوب في زكريا: “لكن اقبلوا كلامي وفرائضي التي أوصيت بها عبيدي الأنبياء بروحي” (زك 1: 6). وحينما وبخ النبي الشعب بعد ذلك بقليل: “جعلوا قلبهم عنيدًا لئلا يسمعوا شريعتي والكلام الذي أرسله رب الجنود بروحه عند يد الأنبياء الأولين” (زك 7: 12). وقال بطرس في سفر الأعمال: “أيها الأخوة كان ينبغي أن يتم الكتاب الذي سبق الروح القدس فقاله” (أع 1: 16). والرسل صرخوا بصوت عالٍ معًا قائلين: “أيها السيد، أنت هو الإله الصانع السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، القائل بالروح القدس بفم داود فتاك..” (أع 4: 24-25). وبولس حينما كان في رومية تكلم بِجرأة إلى اليهود الذين أتوا إليه: “حسنًا كَلَّم الروح القدس آباءكم بإشعياء النبي” (أع 28: 25). وكتب إلى تيموثيئوس: “الروح يقول صريحًا أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قومٌ عن الإيمان تابعين أرواحًا مضلة” (1تي 4: 1). ولذلك حينما يُقَال أن الروح صار في أي أحد فهذا يعني أن الكلمة فيه هو الذي يمنح الروح وحينما تحققت النبوة: “أني اسكب روحي على كل بشر” (يوئيل 2: 28)، قال بولس “حسب مؤازرة روح يسوع المسيح لي” (في 1: 19). وكتب إلى الكورنثيين: “ان كنتم تطلبون برهان المسيح المتكلم فيَّ” (2كو 13: 3). ولكن إن كان الذي تكلم فيه هو المسيح، فهذا يوضح أن الروح الذي تكلم فيه هو روح المسيح. وبسبب أن روح المسيح كان يتكلم فيه، قال أيضًا في سفر الأعمال: “والآن ها أنا ذاهب إلى أورشليم مقيدًا بالروح لا أعلم ما يصادفني هناك، غير أن الروح يشهد في كل مدينة قائلًا، أن وُثُقًا وشدائد تنتظرني” (أع 20: 22، 23). وعليه فحينما يقول القديسون: “هكذا قال الرب” (انظر عا 1: 3)، فإنهم لا يتكلمون إلا بالروح القدس. وإذ يتكلمون بالروح القدس فهم يتكلمون بهذا في المسيح. وإذ يقول أغابوس في الأعمال: “هذا يقوله الروح القدس” (أع 21: 11)، فليس إلا بواسطة الكلمة الآتي إليه، يَمْنَح الروح أيضًا القوة ليتكلم ويشهد عن الأمور التي تنتظر بولس في أورشليم. وهكذا أيضًا حينما يشهد الروح لبولس فكما قلنا قبلًا، فالمسيح عينهُ كان هو المُتَكَلِّم فيه، لتكون الشهادة التي أتت من الروح هي تخص الكلمة. وهكذا أيضًا حينما افتقد الكلمة، العذراء القديسة مريم، أتى الروح القدس إليها معه، والكلمة بالروح شَكَّل الجسد وهيأه لنفسه، راغبًا أن يوحد ويقدم كل الخليقة للآب بواسطة نفسه، “وَيُصَالِح كل الأشياء فيه.. صانعًا سلامًا.. سواء ما هو في السموات أو ما هو على الأرض” (كو 1: 20).

← انظر مقالات وكتب أخرى للمترجم هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(41) “متنوعًا ومجزئًا”: مواهب البركة الرسولية لا ينبغي أن تعتبر مواهب منفصلة مخصصة بالتجزئة لكل واحد من الأقانيم بمفرده. أي أن الرسول لا يقصر النعمة على المسيح أو المحبة على الآب أو الشركة على الروح القدس بحسب الصيغة الواردة في 2كو 13:13 والتي يعلق عليها القديس أثناسيوس هنا، فإنه يحدث أحيانًا أن تنسب المحبة إلى الروح القدس (غلا 5: 25). والشركة للابن (1كو 10: 16)، والنعمة لله الآب (1كو 15: 10).

(42) أي يدعو الروح القدس مخلوقًا.

(43) “يتنبئون بالروح القدس” هذا التعليم للقديس أثناسيوس يأخذه منه الآباء الذين أتوا بعده. انظر ديديموس عن الروح القدس Sp. S. 29، وعن الثالوث II 500، باسيليوس عن الروح القدس Sp. S. 37، وأمبروسيوس عن الروح القدس Sp. S. II 130 (انظر الروح القدس الكتاب الثاني ص 130-132 نشر بيت التكريس لخدمة الكرازة، وكيرلس الإسكندري De. Trin VII 1096.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/word-gives-spirit.html

تقصير الرابط:
tak.la/8batxpp