St-Takla.org  >   books  >   fr-tadros-malaty  >   john-cassian
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس يوحنا كاسيان: حياته، كتاباته، أفكاره - القمص تادرس يعقوب ملطي

5- عرض لكتاب ملابس الراهب، من سلسلة المؤسسات (الدساتير) لنظام الشركة

 

الكتاب الأول: ملابس الراهب

Book I. Of the Dress of the Monks.

 

إن كان قد اهتم القديس كاسيان حتى بملابس الراهب لكنه كقائد روحي حيّ يركز على أعماق النفس الداخلية بفكر إنجيلي. ففي مقدمة حديثه عن ملابس الرهبان يقول: [عندئذ يمكننا أن نشرح في الوقت المناسب حياتهم الداخلية عندما نضع أمام أعينكم إنسانهم الخارجي. فإن الراهب كجندي للمسيح مستعد دائمًا للمعركة يلزمه أن يسير على الدوام ممنطقًا حقويه[1].]

غطاء الرأس أو كوكوللا - ثوب الراهب - قميص - إسكيم - العصا - لا يلبسون النعال - المنطقة الروحية

 

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 13), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024. صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 13)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

St-Takla.org Image: A couple of fathers talking (image 13), conversation, discussion, saints, monks - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 30 January 2024.

صورة في موقع الأنبا تكلا: اثنان من الآباء يتحدثان (صورة 13)، محادثة، مناقشة، قديسان، رهبان - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 30 يناير 2024 م.

1. غطاء الرأس أو كوكوللا:cuculla يرتديه الرهبان المصريون ليلاً ونهارًا. يرى فيه القديس كاسيان تمثلاً بالأطفال ليعيش الرهبان في بساطة واتضاع، ولكي يعودوا إلى الطفولة في المسيح يسوع، مترنمين في كل الساعات بالقلب والنفس: "يا رب لم أسلك في العظائم، ولا في العجائب التي هي أعلى مني، فإن كنت لم أتضع، لكن رفعت صوتي مثل الفطيم من اللبن على أمه" ( مز1:131، 2) [2].

 

2. ثوب الراهب: يجب ألا يكون فاخرًا، بل يكون ثوبًا ليغطى به جسده[3].

 

3. قميص tunic من الكتان يصل إلى الركبة وبلا أكمام، ليدرك الراهب المصري أنه قطع كل أعمال هذا العالم، وأنه قد مات عن كل أحاديث أرضية (كو3:5؛ غلا2: 20؛ 6:14)[4].

 

4. اسكيم من الصوف، يمر خلف الرقبة ثم ينقسم أمامها ليعبر كل منهما تحت الإبط ويدور حول الوسط. غايته أن يضم ملابس الراهب حتى لا تعوقه عن العمل، بل يكون دائمًا مستعدًا لكل عمل، ساعيًا بكل قوته أن يحقق وصية الرسول: "حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتهما هاتان اليدان" (أع 20: 34)، "ولا أكلنا خبزًا مجانًا من أحد بل كنا نشتغِل بتعب وكدٍ ليلاً ونهارًا لكي لا نثقل على أحدٍ منكم" (2 تس 3: 8)، "إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضًا" (2تس 3: 10)[5].

 

5. ثوب من جلد الماعز يُدعى "بيرا" أو "ميلوتِس" melotes أو pera ، يرتديه الراهب متمثلاً بالذين عاشوا في العهد القديم كظل للحياة الرهبانية، وكما يقول الرسول: "طافوا في جلود غنم وجلود معزى، معتازين مكروبين مُذلين، وهم لم يكن العالم مستحقًا لهم، تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض" (عب 11: 37،38). يشير هذا الثوب الجلدي إلى تحطيم كل ملذات الجسد لكي ينطلقوا على الدوام في سمو الفضيلة، فلا يبقى في أجسادهم شيء من شهوات الشباب والتفكير القديم التافه[6].

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

6. العصا: يستخدمونها متشبهين باليشع النبي (2 مل 4: 29)، أما مفهومها الروحي فهو أنه لا يليق بالراهب أن يسير غير مسلح بين كلاب الخطايا التي تنبح والوحوش الروحية في الشر غير المنظورة، هذه التي أراد داود الطوباوي أن يتخلص منها، قائلاً: "لا تسلم يا رب للوحش النفس التي اتكلت عليك" (مز 74: 19). عندما تهاجمه يلزمه أن يضربها بعلامة الصليب ويطردها بعيدًا. وعندما تثور بعنف ضده يبددها بمصالحته الدائمة التي لآلام الرب وإتباعه مثال حياة الإماتة[7].

 

7. لا يلبسون النعال [ربما لأنهم يشعرون دائمًا أنهم على أرض مقدسة (خر3: 5؛ يش5: 16)]. لكن يمكنهم ارتدائه في حالة ضعف الجسد أو صقيع الأرض صباحًا في الشتاء أو حرارة الظهيرة، فهو للحماية فقط، متذكرين أنه يلزم للنفس أن تكون دائمًا مستعدة للسباق الروحي والكرازة بإنجيل السلام، حيث تجري أقدامنا نحو رائحة المسيح الذكية. وكما يقول داود "أجري في عطش" (مز62: 3) وإرميا: "اتبعك بغير اضطراب" (إر17: 16)[LXX]. يلزمنا ألا نربك أقدامنا باهتمامات العالم القاتلة.

 

8. يختم القديس كاسيان حديثه عن ملابس الراهب المصري بتأكيد ارتداء المنطقة الروحية، فيكون الذهن مستعدًا لكل عمل للدير دون عائق بثيابه، وبأكثر غيرة نحو نقاوة القلب فينمو روحيًا ويتمتع بمعرفة الإلهيات، ويمارس الإماتة عن الشهوات والملذات، متذكرًا على الدوام وصية الإنجيل: "لتكن أحقاؤكم ممنطقة" (لو 12: 35)[8].

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[1] فصل 1.

[2] فصل 3.

[3] فصل 2.

[4] فصل 4.

[5] فصل 5.

[6] فصل 7.

[7] فصل 8.

[8] فصل 11.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-summary-monk-clothes.html

تقصير الرابط:
tak.la/7p8zh4d