St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

246- كيف خدع التطوُّريون العالم أكثر من مرة بإدعائهم أنهم اكتشفوا الحلقة المفقودة بين القردة والإنسان وكيف ظهر خداعهم؟

 

عاشرًا: الإنسان البدائي

ج: أعلن التطوُّريون أكثر من مرة أنهم اكتشفوا الحلقة المفقودة بين القردة والإنسان، فأظهروا جزءًا مثلًا من حجمه أو عظمة فك أو حتى ضرس واحد، وتخيلوا شكلًا معينًا بحسبما يشاؤون لصاحب هذا الجزء أو ذاك الجزء، فراحوا يرسمونه منتصبًا وبملامح الشمبانزي، وأحيانًا كانوا يصوُّرونه مع عائلته وفي بيئته الطبيعية يمارس أعماله التي اعتاد عليها، ويدَّعون أن هذا هو أب البشرية.

ويقول البروفسور "إيرنست هوتون"E. A. Hooton  بجامعة هارفارد " بعض المشتغلين بالتشريح يعيدون تشكيل الجماجم التي تكتشف في الحفريات بإعادة بناء التفاصيل الدقيقة بالرأس والوجه على غلاف الجمجمة لتدل على مظهر الإنسان الذي كان له أثناء حياته. هذه الطريقة تعطي فرصة كبيرة للشك في صحة التفاصيل الصغيرة المُعاد تشكيلها... إن محاولة الاحتفاظ بالتفاصيل الدقيقة هي محاولة خطيرة إذ أن الأنف والفم والعينين والشفاه لا تترك أي دليل يشير إلى شكلها في عظام الجمجمة يمكن الاسترشاد به عند إعادة تشكيلها... فأنت تستطيع - على جمجمة للإنسان النباندرثالي - أن تُشكّل ملامح شمبانزي أو ملامح فيلسوف بنفس السهولة. هذا الاحتفاظ المزعوم بأشكال الإنسان القديم فائدته العلمية قليلة فضلًا عن أنه مُضلّل للعامة، فإن بكل تأكيد غير معقول أن تُعيد تشكيل رأس إنسان جاوة من مجرد العثور على عظمة غطاء الرأس وسنتين أو ثلاثة من أسنانه. فنحن لا نعلم شيئًا بالمرة عن التفاصيل الدقيقة والجزئية لمظهر إنسان جاوة أو الإنسان النياندرثالي... إلخ مثل شكل الشعر وتوزيعه ولونه إلى آخر التفاصيل التي تميز ملامح كل منها. لهذا لا نثق في بدء إعادة تشكيل الجماجم المُكتشفة في الحفريات"(1)

كما يقول "هوتون" أيضًا "أن محاولة إعادة بناء أو تركيب الأجزاء اللينة مهمة تحف بها المشاكل والمخاطر ذلك لأن الشفاه والعيون والأذان وطرف الأنف... إلخ لا تترك أية آثار على الأجزاء العظمية التي تكسوها، ويمكنك أن تشكل بنفس السهولة من جمجمة شخص شبيه بالشخص النياندرتالي نموذجًا بملامح شمبانزي أو بقسمات فيلسوف. أما فيما يتعلق بإعادة البناء المزعومة لأنواع قديمة من البشر استنادًا إلى بعض بقايا فإنها لا تحظى بأي قيمة علمية، وهي لا تستعمل إلاَّ للتأثير على العامة وتضليلها، لذا لا يمكن الثقة بإعادة التركيب"(2)(3).

وأيضًا يقول بروفسور " هوتون".. " لذلك لا تضع ثقتك في عملية إعادة التكوين هذه... بل ولا عجب إذا كان الأستاذ " ف. ر. جونز " من جامعة لندن، حكم على تكوين النماذج الخيالية أو رسمها واستنبطها من الخيال بأنه {أقل الأعمال جدارة بعلم دراسة جنس الإنسان}"(4).

ويقول " ديفيد بيلبيم " عالِم الإنتروبولوجيا من جامعة هارفارد " على الأقل في علِم الحفريات الذي هو ساحتي واختصاص، فإن النظرية - أي نظرية التطوُّر - وُضعت على أساس تأويلات معينة أكثر من وضعها على أساس من المعطيات والأدلة الفعلية"(5).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ومن أمثلة الاكتشافات الخادعة للتطوريّين ما يلي:

إنسان جاوة - إنسان هيلدبرج - إنسان نياندرثال - إنسان بليدْاون - السيد هيسبير أويوتيكص والسيدة قرينته - أوتابينغا

 

1- إنسان جاوة:

Java Man جاء في دائرة المعارف الكتابية عما عثر عليه التطوُّريون سنة 1891م في جزيرة جاوة " فإن اكتشاف دكتور ديبوا في جزيرة جاوة قمة جمجمة ورأس عظمة ساق وبعض الأسنان لحيوان، يفترضون أنه من الثدييات الشبيهة بالإنسان، لا يقدم لنا الدليل الحاسم المطلوب، ولقد انقسم الرأي في حقيقة الأمر منذ البداية، بصورة غريبة بين علماء الطبيعيات، وقد شك " فركاو " في انتماء هذه الأجزاء إلى نفس الحيوان الواحد... ومن بين أربعة وعشرين عالِمًا فحصوا تلك البقايا عندما اُكتشفت، ظن عشرة منهم أنها لقرد، وسبعة منهم اعتقدوا أنها لإنسان، وسبعة في أنها لأحد الأشكال المتوسطة بينهما(6) وفي مؤتمر الأنثروبولوجيا الذي عُقد في لندن في سبتمبر 1899م، قرأ دكتور بوميللر ورقة أعلن فيها، أن ما يزعمونه " بيثيكانثروبس أركتس " أي الإنسان القرد المعتدل القامة، أو الإنسان جاوة، ليس إلاَّ جيبونًا (قردًا رشيق الحركة) كما قال فركانو من البداية"(7)(8).

كما يقول " هنري م. موريس".. " لعل أسوأ هذه الآثار هو " بيتيكانتروبس إيركناس " الذي عُثر عليه في جاوة سنة 1891 - 1892م، فقد تكوَّن هذا الأثر من قطعة من قصعة جمجمة وقطعة من عظمة فخذ أيسر وثلاثة ضروس، ولم توجد هذه الأجزاء مع بعضها، بل في مساحة مقدارها 50 قدمًا، وعُثِر عليها على مدى عامل كامل في قاع نهر قديم مختلطة ببقايا عظام حيوانات مُنقرضة، وعلى ذلك يعتبرها علماء علم التطوُّر قرينة هائلة تؤكد صدق نظريتهم، فهل يُعقل أن تقوم نظرية أو حتى فلسفة على قرائن واهية هكذا؟! وهل يجوز بعد ذلك أن يتمادى البعض حتى ينكر وجود الله بسبب هذه النظرية المدمرة؟! لقد عُثِر في السنوات الأخيرة على أثر في جاوة ظنه بعض العلماء لفترة طويلة من الزمن أنه لإنسان العصر الحديث، ولكن بمزيد من الدراسة اتضح أنه بقايا قرد لا تمت للبقايا الأخرى بأي صلة"(9).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2- إنسان هيلدبرج:

Homo heidelbergensis عثر التطوُّريون على عظمة فك تحتفظ بأسنان سليمة، فنسجوا حولها التخيلات وقالوا أنها تخص الإنسان البدائي، ودعوه "إنسان هيلدبرج" ثم اتضح أنها تخص إنسانًا عاديًا، وعرض " بيركنر " العلامة الألماني جمجمة إنسان من الإسكيمو تحمل نفس الملامح(10).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Human skulls of Neanderthal: Homo neanderthalensis - Milan Natural History Museum (Museo Civico di Storia Naturale di Milano), Milan (Milano) Italy. Established in 1838. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 7, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: جماجم بشرية: نياندرتال، نياندرثال: الإنسان البدائي - صور متحف التاريخ الطبيعي، ميلانو (ميلان)، إيطاليا. وقد أُنشئ سنة 1838. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 7 أكتوبر 2014 م

St-Takla.org Image: Human skulls of Neanderthal: Homo neanderthalensis - Milan Natural History Museum (Museo Civico di Storia Naturale di Milano), Milan (Milano) Italy. Established in 1838. - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 7, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: جماجم بشرية: نياندرتال، نياندرثال: الإنسان البدائي - صور متحف التاريخ الطبيعي، ميلانو (ميلان)، إيطاليا. وقد أُنشئ سنة 1838. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 7 أكتوبر 2014 م.

3- إنسان نياندرثال:

نسبة إلى وادي نياندرثال Neanderthal في أوروبا الوسطى، حيث عثر التطوُّريون على عظام جمجمة وعظام ذراع وعظام ساق وعظمة حوض وأجزاء من الضلوع، وإدعى التطوُّريون أنها تمثل الحلقة المفقودة بين القردة لأنها تشبه الغوريلا. ثم اتضح أنها تخص إنسانًا يعاني من بعض الأمراض التي أثرت على عظامه، فيقول العلامة "رودلف فرنسو".. "إن هذه الأعضاء قد تغيرت كثيرًا بسبب مرض كان بها (إذ وُجِد بها أثارًا من لين العظام وراء المفاصل)"(11) كما قال " هكسلي " الذي يؤمن بنظرية التطوُّر " لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعتبر أن عظام نياندرثال كبقايا لإنسان متوسط بين الإنسان والقرد"(12).

فإنسان نياندرثال يمثل جنس من الأجناس البشرية يتميز بالقوة وكبر حجم الجمجمة الذي يصل إلى 1740 سم3 وقال عالِم الحفريات " إريك ترانيكاوس " وهو من جامعة نيومكسيكو " لقد أظهرت المقارنات التفصيلية بين بقايا الهيكل العظمي للإنسان النياندرثالي، وبقايا الهيكل العظمي للإنسان العصري عدم وجود أي شيء في تشريح الإنسان النيناندرثالي يدلل بشكل قاطع على أن قدراته الحركية أو اليدوية أو الفكرية أو اللغوية أقل من نظيراتها في الإنسان العصري"(13).

ويتسم إنسان نياندرثالي والإنسان المنتصب القامة بنتوء عظمي في الظهر، فقد كان النياندرثاليون يصنعون الآلات الموسيقية، وتجمعهم قرابات ثقافية، وكانوا يدفنون موتاهم، مثلهم مثل أي إنسان قوي يعيش بيننا، فهم يمثلون جنسًا بشريًا تعرض للانقراض، ولكن دعاة التطوُّر مازالوا يصوُّرونهم على أنهم يشبهون القردة.

ويقول الدكتور مصطفى عبد العزيز " وكان إنسان نياندرثال يهيم على وجهه في الغابات -مثله كمثل غيره من الحيوانات- يتغذى على ما يصادفه من نباتات، إذ كان نباتيًا بطبعه، ولكنه ما لبث أن تعلَّم اقتناص الحيوانات مستخدمًا الرماح أو ناصبًا لها الفخاخ، وكان ميالًا للحياة الانفرادية أو في جماعات بدائية قليلة العدد، وقد انتشرت هذه السلالة البشرية في أوروبا لآلاف السنين، وفي وقت كان يغطيها الجليد!.. وما أن اختفى العصر الجليدي الأخير حتى ظهرت صورة جديدة من صور الإنسان، أكثر ذكاء ومعرفة بالحياة، وأكثر مقدرة على النطق والكلام، فقضت على إنسان النياندرثال، ولم يتبق منه إلاَّ ما خلفه من عظام وأشلاء كحفريات"(14).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4- إنسان بليدْاون:

Piltdown Man ويمثل أكبر فضيحة في تاريخ العلم ففي سنة 1912م أكد الطبيب وعالِم الآثار " تشارلز داوسون " Charles Dawson عثوره على عظمة فك سفلي وجزء من جمجمة، على فترات متفاوتة مع بعض الأدوات البدائية في حفرة ببلتدْاون بإنجلترا، وركَّب " سميث ويردوارد " هذه الحفرية، وزعم علماء التطوُّر أن عمر هذه العينة خمسمائة الف سنة، وعرضت في كثير من المتاحف كدليل على تطور الإنسان، ونُوقش حولها ما لا يقل عن خمسمائة رسالة دكتوراة، وأعدت رسومات تبين الشكل لهذا الإنسان البدائي، وفي سنة 1935م قال عالِم الحفريات الأمريكي المشهور " هنري فيرفيلد أوسبورن " أثناء زيارته للمتحف البريطاني " تعد هذه الحفرية اكتشافًا مذهلًا عن الإنسان البدائي"(15) ولكن اعترض كثير من العلماء مثل " جيريت س. ميللار " بالمتحف الوطني بالولايات المتحدة، و" راي لانكستر " البريطاني مؤكدين أن الفك والجمجمة لا ينتميان إلى كائن واحد، وقال " داود واترسون " بجامعة لندن " أن الفك الأسفل من الواضح أنه فك شمبانزي، بينما بقايا الجمجمة تشبه جملة وتفصيلًا الجمجمة البشرية"(16).

وفي سنة 1949م أجرى " كينيث أوكلي " وهو من قسم الحفريات بالمتحف البريطاني اختبار الفلورين لتحديد عمر هذه الحفرية بطريقة أكثر دقة، فكانت الفضيحة إذ ثبت أن عظمة الفك لا تحتوي على أية فلورين، وحوت الجمجمة على قدر ضئيل من الفلورين، وبناء على هذا التحليل المفصل الذي أجراه " وينر " سنة 1935م تم تحديد عمر الجمجمة بنحو خمسمائة عام فقط وهي جمجمة إنسان، بينما عظمة الفك تخص قردًا مات مؤخرًا، وقد تم التزييف بحشو مفاصل الفك لكيما يبدو فكًا شبيه بفك الإنسان، وتم تلطيخ القطعة ككل بثاني كرومات البوتاسيوم لتكتسب مظهرًا عتيقًا، ولكن عند غمسها في الحمض زال هذا اللون، وعقب هذه الفضيحة تم على عجل نقل إنسان بيلتدون من المتحف البريطاني بعد عرضه لمدة أربعين عامًا، ولم يتمكن "غروس كلارك " أحد أعضاء الفريق الذي كشف هذا التزييف من إخفاء اندهاشه قائلًا " لقد ظهرت للعين في الحال أدلة على حدوث كشط صناعي، وكانت هذه الأدلة واضحة جدًا لدرجة تجعل المرء يتساءل: كيف لم يتم الانتباه إليها من قبل؟!"(17)(18).

ويقول الأستاذ مجدي صادق " إن أي حفرية يمكن أن تبدو كأنها موغلة في القدم رغم حداثتها حيث تتوقف حالة الحفرية على ظروف الهلاك ومعدل التحلُّل الكيماوي والإشعاعي للحفرية، وهذا يحكمه نوع التربة التي وُجدت فيها الحفرية، وعوامل الحرارة والرطوبة والضغط. هذه المتغيرات متضافرة هي التي تُحدّد حالة الحفرية والتي بناءًا عليها تم تحديد عمرها جيولوجيًا. ونظرًا لأن تلك التغيرات تختلف من مكان إلى مكان فإنه يمكن أن يترتب على هذا أن تبدو بعض الحفائر رغم حداثتها وكأنها موغلة في القدم عند تقرير عمرها جيولوجيًا... إن حفرية إنسان نياندرثال التي قدَّر التطوُّريون عمرها أولًا بنحو مليون سنة، قدَّرها آخرون عند إعادة فحصها بنحو 100000 سنة، وأخيرًا تحدَّد عمرها وفقًا لأحدث التقديرات بنحو 50000 سنة. في حين أن الحفرية كما قرَّر المتخصصون هي لإنسان حديث عانى من مرض التشوه التضخمي acromegaley أي إن عمرها الحقيقي لا يتجاوز الستة آلاف سنة بحالٍ من الأحوال. ومما يبرهن أيضًا على اختلاف التطوُّريون في تقدير أزمنة الحفريات أن جمجمة إنسان بيلتدون التي قدَّر التطوُّريون عمرها أولًا بنحو نصف مليون سنة، قدَّرها آخرون عند إعادة فحصها بنحو 50000 سنة، ثم اتضح أخيرًا أن الجمجمة حديثة وأنها عُولجت بأملاح الحديد لتبدو قديمة"(19)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5- السيد هيسبير أويوتيكص والسيدة قرينته:

في سنة 1922م أعلن " هنري فيرفيلد أوسبرن " Henry Fairfield Osborn مدير المتحف الأمريكي عثوره على ضرس متحجر في غرب نبراسكا يعود إلى العصر البليوسيني، ويحمل صفات مشتركة بين الإنسان والقرد، فقام " إيليون سميث " بتصوُّر صاحب هذا الضرس، فرسم إنسانًا مع زوجته وأولاده في بيئته الطبيعية، ونشر هذا الرسم في مجلة أخبار لندن في 24 يوليو 1922م وأُعطي اسمًا علميًا لهذا الاكتشاف وهو " هسبيروبايثيكوس هارولدكوكي " Hesperopithecus Haroldcooki وعندما اعترض " وياتيام " على هذه التخمينات والتخيلات، تعرض لانتقاد شديد، ولكن في سنة 1927م وبعد خمس سنوات تم العثور على أجزاء أخرى من الهيكل العظمي لإنسان نبراسكا، واكتشف العلماء أن هذا الضرس وملحقاته لا يخص لا إنسانا ولا قردًا، إنما يخص نوعًا من الخنازير الأمريكية البرية المنقرضة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6- أوتابينغا:

Ota Benga وهو قزم عاش في الكنغو، وكان متزوجًا وله طفلين، وفي سنة 1904م قام أحد الباحثين في مجال التطوُّر باصطياده، ووُضِع في قفص كالحيوان، ونُقِل إلى الولايات المتحدة ليراه الجمهور في معرض " سانت لويس " العالمي كحلقة انتقال بين القرد والإنسان، وبعد عامين عرضوه مع بعض الشمبانزي في حديقة حيوان " برونكس " في نيويورك، ولأنه لم يحتمل كل هذه المعاناة لذلك فضل الانتحار(20) وهذا يُظهر مدى قسوة دعاة التطوُّر، واستعدادهم لارتكاب أي حماقة مقابل إثبات صحة نظريتهم.

والحقيقة أنه ظهر على مر التاريخ نحو ستة آلاف نوع من القردة انقرضت ولم يتبق منها إلاَّ 120 نوعًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وتمثل الأنواع المنقرضة مصدرًا ثريًا لدعاة التطوُّر، وقد أظهرت جميع نتائج البحوث البالانتولوجية، والتشريحية، والبيولوجية خديعة تطوُّر الإنسان من القردة، أو أن هناك أصلًا مشتركًا نشأ منه القرد والإنسان، ولم ينجح التطوُّريون في اكتشاف أي حفرية حقيقية تمثل الحلقة المفقودة بين القردة والإنسان، وستظل الاختلافات التشريحية العديدة بين الإنسان والقردة حجر عثرة أمام نظرية التطوُّر.

ويقول الأستاذ برسوم ميخائيل " سُئل الأستاذان " ج. أ. تومسون " بجامعة أبيردين، و" باتريك جيدس " بجامعة أدنبرج، وهما من المناضلين عن قضية التطوُّر، سئلا: كيف أتى الإنسان؟ فأجابا الإجابة الآتية التي تستدعي الرثاء لهما: نحن لا نعرف من أين أتى الإنسان... ولا كيف أتى"(21).. " وقال الأستاذ رينكة {إن القول الذي يمكن أن يقوله العلم متفقًا مع كرامته، هو: إنه لا يعلم شيئًا عن أصل الإنسان}"(22).

والحقيقة أن القول بأنه كان هناك أجناس بشرية مُنقرضة قول غير صحيح، لأن ما انقرض هو أنواع من القردة مثل أنواع الغوريلا والشمبانزي والأورانج أوتان التي عثروا على بقاياها من عصور سابقة مثل اليوسين، والبليوسين، والبلسيوسين. أما الإنسان فهو جنس واحد لم يتعرض للانقراض، وأقدم بقايا له لن نجدها إلاَّ في العصر الحديث (عصر الهلوسين).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) ترجمة أنيس إبراهيم - بيتر وستوفر - العلم يشهد ص 85، 86.

(2) Earnest. A. Hoston, Up From The Ape , P. 332.

(3) أورده هارون يحيى - خديعة التطوُّر ص 67، 69.

(4) أورده برسوم ميخائيل - بطلان نظرية التطوُّر ص 58.

(5) أورده هارون يحيى - خديعة التطوُّر ص 67.

(6) الطبيعة والدين - أوتو - ص 110.

(7) أكسبوزتر - أور سنة 1910م.

(8) دائرة المعارف جـ 1 ص 435، 436.

(9) ترجمة نظير عريان ميلاد - الكتاب المقدس ونظريات العلم الحديث ص 70، 71.

(10) راجع ميكان - الله أم الغوريلا ص 62.

(11) راجع كلابش وهيلتون - التطوُّر وتقدم البشرية ص 19.

(12) برسوم ميخائيل - حقائق كتابية جـ 1 ص 170.

(13) أورده هارون يحيى - خديعة التطوُّر ص 91.

(14) صور من الحياة ص 33، 34.

(15) هارون يحيى - خديعة التطوُّر ص 70.

(16) أورده برسوم ميخائيل - حقائق كتابية جـ 1 ص 171.

(17) Stephen Jay Govld, Smith Woodward's Folly, P. 44.

(18) هارون يحيى - خديعة التطوُّر ص 72.

(19) الكتاب المقدَّس مفتاح العلم وأسرار الكون ص 47، 48.

(20) راجع هارون يحيى - خديعة التطوُّر ص 74.

(21) بطلان نظرية التطوُّر ص 58.

(22) تصدع مذهب داروين والإثبات العلمي لعقيدة الخلق ص 67.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/246.html

تقصير الرابط:
tak.la/yckdb2b