St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   10-Sefr-Samoel-El-Thany
 

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب

سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

صموئيل ثاني 13 - تفسير سفر صموئيل الثاني

أمنون وثامار

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب صموئيل ثانى:
تفسير سفر صموئيل الثاني: مقدمة سفر صموئيل الثاني | صموئيل ثاني 1 | صموئيل ثاني 2 | صموئيل ثاني 3 | صموئيل ثاني 4 | صموئيل ثاني 5 | صموئيل ثاني 6 | صموئيل ثاني 7 | صموئيل ثاني 8 | صموئيل ثاني 9 | صموئيل ثاني 10 | صموئيل ثاني 11 | صموئيل ثاني 12 | صموئيل ثاني 13 | صموئيل ثاني 14 | صموئيل ثاني 15 | صموئيل ثاني 16 | صموئيل ثاني 17 | صموئيل ثاني 18 | صموئيل ثاني 19 | صموئيل ثاني 20 | صموئيل ثاني 21 | صموئيل ثاني 22 | صموئيل ثاني 23 | صموئيل ثاني 24

نص سفر صموئيل الثاني: صموئيل الثاني 1 | صموئيل الثاني 2 | صموئيل الثاني 3 | صموئيل الثاني 4 | صموئيل الثاني 5 | صموئيل الثاني 6 | صموئيل الثاني 7 | صموئيل الثاني 8 | صموئيل الثاني 9 | صموئيل الثاني 10 | صموئيل الثاني 11 | صموئيل الثاني 12 | صموئيل الثاني 13 | صموئيل الثاني 14 | صموئيل الثاني 15 | صموئيل الثاني 16 | صموئيل الثاني 17 | صموئيل الثاني 18 | صموئيل الثاني 19 | صموئيل الثاني 20 | صموئيل الثاني 21 | صموئيل الثاني 22 | صموئيل الثاني 23 | صموئيل الثاني 24 | صموئيل ثاني كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أخطأ داود في الخفاء مع بثشبع، وبقى الأمر مخفيًا إلى حين، لتظهر رائحة الفساد القاتلة علانية في بيت داود. لقد سقط أمنون بكامل حريته في الشهوة وأحب أخته التي من أبيه دون أمه، أحبها جدًا لجمالها حتى مرض وإذ تمكن منها أذلها ثم طردها لأنه أبغضها جدًا ولم يطق أن يراها!

تصور ماذا كان حال داود ومركزه بين قواده ورؤساء الشعب حين بلغهم هذا الخبر؟!

هذا التصرف من جانب أمنون أثار سخط أبشالوم من أجل أخته ثامار، وبعد سنتين دبر أمر قتله وهرب ففقد داود الاثنين!

 

1. سقوط أمنون في حب ثامار

 

[1 -11].

2. كراهية أمنون لثامار

 

[12 -19].

3. أبشالوم يدبر للانتقام

 

[20 -27].

4. قتل أمنون

 

[28 -33].

5. هروب أبشالوم

 

[34 -39].

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: After this Absalom the son of David had a lovely sister, whose name was Tamar; and Amnon the son of David loved her. Amnon was so distressed over his sister Tamar that he became sick; for she was a virgin. And it was improper for Amnon to do anything to her. But Amnon had a friend whose name was Jonadab the son of Shimeah, David's brother. Now Jonadab was a very crafty man. And he said to him, "Why are you, the king's son, becoming thinner day after day? Will you not tell me?" Amnon said to him, "I love Tamar, my brother Absalom's sister." So Jonadab said to him, "Lie down on your bed and pretend to be ill. And when your father comes to see you, say to him, 'Please let my sister Tamar come and give me food, and prepare the food in my sight, that I may see it and eat it from her hand.' " (2 Samuel 13:1-5) صورة في موقع الأنبا تكلا: "أمنون" بن داود يحب ثامار أخت أبشالوم (صموئيل الثاني 13: 1-5)

St-Takla.org Image: After this Absalom the son of David had a lovely sister, whose name was Tamar; and Amnon the son of David loved her. Amnon was so distressed over his sister Tamar that he became sick; for she was a virgin. And it was improper for Amnon to do anything to her. But Amnon had a friend whose name was Jonadab the son of Shimeah, David's brother. Now Jonadab was a very crafty man. And he said to him, "Why are you, the king's son, becoming thinner day after day? Will you not tell me?" Amnon said to him, "I love Tamar, my brother Absalom's sister." So Jonadab said to him, "Lie down on your bed and pretend to be ill. And when your father comes to see you, say to him, 'Please let my sister Tamar come and give me food, and prepare the food in my sight, that I may see it and eat it from her hand.' " (2 Samuel 13:1-5)

صورة في موقع الأنبا تكلا: "أمنون" بن داود يحب ثامار أخت أبشالوم (صموئيل الثاني 13: 1-5)

1. سقوط أمنون في حب ثامار:

1 وَجَرَى بَعْدَ ذلِكَ أَنَّهُ كَانَ لأَبْشَالُومَ بْنِ دَاوُدَ أُخْتٌ جَمِيلَةٌ اسْمُهَا ثَامَارُ، فَأَحَبَّهَا أَمْنُونُ بْنُ دَاوُدَ. 2 وَأُحْصِرَ أَمْنُونُ لِلسُّقْمِ مِنْ أَجْلِ ثَامَارَ أُخْتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَذْرَاءَ، وَعَسُرَ فِي عَيْنَيْ أَمْنُونَ أَنْ يَفْعَلَ لَهَا شَيْئًا. 3 وَكَانَ لأَمْنُونَ صَاحِبٌ اسْمُهُ يُونَادَابُ بْنُ شِمْعَى أَخِي دَاوُدَ. وَكَانَ يُونَادَابُ رَجُلًا حَكِيمًا جِدًّا. 4 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا يَا ابْنَ الْمَلِكِ أَنْتَ ضَعِيفٌ هكَذَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَى صَبَاحٍ؟ أَمَا تُخْبِرُنِي؟» فَقَالَ لَهُ أَمْنُونُ: «إِنِّي أُحِبُّ ثَامَارَ أُخْتَ أَبْشَالُومَ أَخِي». 5 فَقَالَ يُونَادَابُ: «اضْطَجعْ عَلَى سَرِيرِكَ وَتَمَارَضْ. وَإِذَا جَاءَ أَبُوكَ لِيَرَاكَ فَقُلْ لَهُ: دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتُطْعِمَنِي خُبْزًا، وَتَعْمَلَ أَمَامِي الطَّعَامَ لأَرَى فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». 6 فَاضْطَجَعَ أَمْنُونُ وَتَمَارَضَ، فَجَاءَ الْمَلِكُ لِيَرَاهُ. فَقَالَ أَمْنُونُ لِلْمَلِكِ: «دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتَصْنَعَ أَمَامِي كَعْكَتَيْنِ فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». 7 فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى ثَامَارَ إِلَى الْبَيْتِ قَائِلًا: «اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيكِ وَاعْمَلِي لَهُ طَعَامًا». 8 فَذَهَبَتْ ثَامَارُ إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيهَا وَهُوَ مُضْطَجِعٌ. وَأَخَذَتِ الْعَجِينَ وَعَجَنَتْ وَعَمِلَتْ كَعْكًا أَمَامَهُ وَخَبَزَتِ الْكَعْكَ، 9 وَأَخَذَتِ الْمِقْلاَةَ وَسَكَبَتْ أَمَامَهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ. وَقَالَ أَمْنُونُ: «أَخْرِجُوا كُلَّ إِنْسَانٍ عَنِّي». فَخَرَجَ كُلُّ إِنْسَانٍ عَنْهُ. 10 ثُمَّ قَالَ أَمْنُونُ لِثَامَارَ: «ايتِي بِالطَّعَامِ إِلَى الْمِخْدَعِ فَآكُلَ مِنْ يَدِكِ». فَأَخَذَتْ ثَامَارُ الْكَعْكَ الَّذِي عَمِلَتْهُ وَأَتَتْ بِهِ أَمْنُونَ أَخَاهَا إِلَى الْمِخْدَعِ. 11 وَقَدَّمَتْ لَهُ لِيَأْكُلَ، فَأَمْسَكَهَا وَقَالَ لَهَا: «تَعَالَيِ اضْطَجِعِي مَعِي يَا أُخْتِي».

 

تبقى قصة أمنون وثامار عبر الأجيال تمثل صورة حيَّة للتمييز بين الحب والشهوة(76)، الحب تحرر من الأنا ليعطي الإنسان ذاته لبنيان نفسه والآخرين، فيتعامل مع الغير - خاصة الجنس الآخر - كأشخاص لهم تقديرهم، أما الشهوة فهي تتقوقع حول الأنا ليطلب الإنسان إشباع لذَّاته أو كرامته إلخ... يتعامل مع الغير كأدوات لتحقيق شبعه. الحب ينمو يومًا فيومًا ويهب القلب اتساعًا للجميع، أما الشهوة فتحطم الإنسان وتضيِّق قلبه وسرعان ما تلهو بالشخص نفسه لينقلب الحب الشهواني إلى كراهية.

أمنون أحب ثامار جدًا وكان يظن أنها - دون سواها - هي سر سعادته، خلال شهوته أسَرة جمالها، وربما أعجب بشخصيتها وحسبها الوحيدة التي تقدر أن تملأ كل فراغ فيه... وإذ نال منها تحقيق شهوته لم يجد في داخله شبعًا كما كان يظن، لذا أبغضها، وكانت بغضته لها أكثر من حبه السابق لها.

تشبه أمنون بامرأة فوطيفار التي حسبت في جسد يوسف مصدر بهجتها وشبعه، وكانت تحبه جدًا، حتى ضربت بمركزها كسيدة أمام عبد عرض الحائط، ولم تبال بحياتها كامرأه فعرضت عليه الشر، بل وأمسكت ثوبه... وعندما رفض سلمته للسجن والفضيحة ظلمًا!! هذه هي الشهوة القاتلة للنفس والمتقوقعة حول اللذة والأنا!

"أمنون" اسم عبري معناه "أمين"(77)، الابن البكر لداود، وولي العهد (2 صم 3: 2)، ولد في حبرون (2 صم 3: 2، 1 أي 3: 1) حوالي سنة 1000 ق.م.(78)، والدته أخينوعم اليزرعيلية، أما "ثامار" (اسم معناه "نخلة") فكانت أخت أبشالوم بن داود من معكة بنت تلماي ملك جشور (2 صم 3: 3، 1 أي 3: 2).

أحب أمنون ثامار جدًا. بمعنى آخر أحب جمالها وجسدها لا إنسانيتها وشخصها، أو أحب أن يشبع شهواته بجمالها، وإذ كانت أخته لم يستطع أن يتزوجها (لا 18: 9)، لذلك عسر في عينيه أن يفعل لها شيئًا [2] وكانت ثامار عذراء تقيم في جناح النساء.

حطمت الشهوة أمنون فصار يضعف يومًا فيومًا، خار جدًا الأمر الذي أزعج صديقه الحميم وابن عمه يوناداب بن شعمي أو شمه أخو داود (2 صم 13: 9)، وكان الرجل ذكيا جدًا، قادرًا على التفكير للخير كما للشر. سأل يوناداب أمنون عما يفكر فيه، فأجاب: "إني أحب ثامار أخت أبشالوم أخي" [4]. قدم له يوناداب مشورة لاغتصابها: "اضطجع على سريرك وتمارض؛ وإذ جاء أبوك ليراك فقل له: دع ثامار أختي فتأتي وتطعمني خبزًا وتعمل أمامي الطعام لأرى فآكل من يدها" [5].

نفذ أمنون هذه المشورة الشريرة، وجاءت ثامار إلى بيت أمنون أخيها وهو مضطجع. فأخذت العجين وعملت كعكا أمامه وخبزته. وأخذت المقلاة وسكبت أمامه، فأبى أن يأكل. طلب أن يُخرجوا كل إنسان عنه ثم أمسكها ليغتصبها. أما هي ففي عفة قالت له:

St-Takla.org Image: Then Amnon lay down and pretended to be ill; and when the king came to see him, Amnon said to the king, "Please let Tamar my sister come and make a couple of cakes for me in my sight, that I may eat from her hand." (2 Samuel 13:6-18) صورة في موقع الأنبا تكلا: أمنون يتظاهر أمام الجميع بأنه مريض (صموئيل الثاني 13: 6-18)

St-Takla.org Image: Then Amnon lay down and pretended to be ill; and when the king came to see him, Amnon said to the king, "Please let Tamar my sister come and make a couple of cakes for me in my sight, that I may eat from her hand." (2 Samuel 13:6-18)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أمنون يتظاهر أمام الجميع بأنه مريض (صموئيل الثاني 13: 6-18)

"لا يا أخي لا تذلني، لأنه لا يُفعل هكذا في إسرائيل.

لا تعمل هذه القباحة.

أما أنا فأين أذهب بعاري؟!

وأما أنت فتكون كواحد من السفهاء في إسرائيل.

والآن كلم الملك لأنه لا يمنعني عنك" [13] إلخ...

بحكمة تحدثت ثامار مع أخيها:

أ. كشفت له أن هذا العمل لا يليق بأمة مقدسة، إذ يجلب الغضب على الشعب كله ليس بكونهما ابني الملك وإنما بكونهما عضوين في الجماعة. المؤمن عضو في الجماعة، كل نمو في حياته يثمر نموًا في الآخرين، مجتذبًا بحياته الكثيرين نحو السمويات؛ وكل سقوط وانحراف يعثر أيضًا الكثيرين ويهدمهم. المؤمن إما أن يكون سر بركة للجماعة أو سر هدم لها.

ب. الخطية تحطم مرتكبيها، حسبتها ثامار عارًا لها وتحطيمًا لأمنون؛ تصير هي في خزي ويُحسب هو كأحد السفهاء.

ج. سألته أن يطلبها من الملك زوجة، لعلها بهذا أرادت أن تفلت من يديه أو لأنها حسبت الزواج بأخ من أم أخرى أهون من السقوط في الزنا.

لم يستمع أمنون لصوت أخته، إذ أفسدت الشهوة تفكيره ونزعت عنه إنسانيته فاغتصبها عنوة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Then Tamar put ashes on her head, and tore her robe of many colors that was on her, and laid her hand on her head and went away crying bitterly. And Absalom her brother said to her, "Has Amnon your brother been with you? But now hold your peace, my sister. He is your brother; do not take this thing to heart." So Tamar remained desolate in her brother Absalom's house. But when King David heard of all these things, he was very angry. And Absalom spoke to his brother Amnon neither good nor bad. For Absalom hated Amnon, because he had forced his sister Tamar. (2 Samuel 13:19-22) صورة في موقع الأنبا تكلا: أبشالوم يعلم ما أصاب أخته ثامار (صموئيل الثاني 13: 19-22)

St-Takla.org Image: Then Tamar put ashes on her head, and tore her robe of many colors that was on her, and laid her hand on her head and went away crying bitterly. And Absalom her brother said to her, "Has Amnon your brother been with you? But now hold your peace, my sister. He is your brother; do not take this thing to heart." So Tamar remained desolate in her brother Absalom's house. But when King David heard of all these things, he was very angry. And Absalom spoke to his brother Amnon neither good nor bad. For Absalom hated Amnon, because he had forced his sister Tamar. (2 Samuel 13:19-22)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أبشالوم يعلم ما أصاب أخته ثامار (صموئيل الثاني 13: 19-22)

2. كراهية أمنون لثامار:

12 فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ يَا أَخِي، لاَ تُذِلَّنِي لأَنَّهُ لاَ يُفْعَلُ هكَذَا فِي إِسْرَائِيلَ. لاَ تَعْمَلْ هذِهِ الْقَبَاحَةَ. 13 أَمَّا أَنَا فَأَيْنَ أَذْهَبُ بِعَارِي؟ وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنَ السُّفَهَاءِ فِي إِسْرَائِيلَ! وَالآنَ كَلِّمِ الْمَلِكَ لأَنَّهُ لاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ». 14 فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لِصَوْتِهَا، بَلْ تَمَكَّنَ مِنْهَا وَقَهَرَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا. 15 ثُمَّ أَبْغَضَهَا أَمْنُونُ بُغْضَةً شَدِيدَةً جِدًّا، حَتَّى إِنَّ الْبُغْضَةَ الَّتِي أَبْغَضَهَا إِيَّاهَا كَانَتْ أَشَدَّ مِنَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَحَبَّهَا إِيَّاهَا. وَقَالَ لَهَا أَمْنُونُ: «قُومِي انْطَلِقِي». 16 فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ سَبَبَ! هذَا الشَّرُّ بِطَرْدِكَ إِيَّايَ هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ الَّذِي عَمِلْتَهُ بِي». فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لَهَا، 17 بَلْ دَعَا غُلاَمَهُ الَّذِي كَانَ يَخْدِمُهُ وَقَالَ: «اطْرُدْ هذِهِ عَنِّي خَارِجًا وَأَقْفِلِ الْبَابَ وَرَاءَهَا». 18 وَكَانَ عَلَيْهَا ثَوْبٌ مُلوَّنٌ، لأَنَّ بَنَاتِ الْمَلِكِ الْعَذَارَى كُنَّ يَلْبَسْنَ جُبَّاتٍ مِثْلَ هذِهِ. فَأَخْرَجَهَا خَادِمُهُ إِلَى الْخَارِجِ وَأَقْفَلَ الْبَابَ وَرَاءَهَا. 19 فَجَعَلَتْ ثَامَارُ رَمَادًا عَلَى رَأْسِهَا، وَمَزَّقَتِ الثَّوْبَ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهَا، وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَكَانَتْ تَذْهَبُ صَارِخَةً.

 

إذ حقق أمنون شهوة جسده أبغض ثامار "بغضة شديدة جدًا حتى إن البغضة التي أبغضها إياها كانت أشد من المحبة التي أحبها إياها" [15]. قام بطردها عوض أن يتزوجها شرعيًا، فتذللت أمامه ليتزوجها ولا يلقيها للعار، أما هو فطلب من الخادم أن يطردها عنوة.

كما سبق فقلت أن الشهوة والعنف صنوان، كلاهما ثمرة انتزاع النعمة الإلهية من الإنسان وحرمانه من الوجود مع الله. الشهوة  تعطي الإنسان أحيانًا رقة في الظاهر لكنها تحمل عنفًا في الداخل، والعنف يولد شهوة ولذة حيث يطلب الإنسان ما لِذاته لا ما هو للغير. كانت امرأة فوطيفار رقيقة للغاية أمام يوسف لكنها لم تقدر أن تخفي عنفها حين رفض الاستسلام لها فألقته في السجن. أما هو فكان رقيقًا جدًا معها رغم حزمه في رفض الخطية. لم ينتقم لنفسه ولا شهَّر بها حين تمتع بالمجد وصار صاحب سلطان في قصر فرعون.

يربط سليمان الحكيم بين الزنا والقسوة قائلًا: "لأن شفتي المرأة الأجنبية تقطران عسلًا وحنكها أنعم من الزيت، لكن عاقبتها مُرّة كالأفسنتين حادة كسيف ذي حدين. قدماها تنحدران إلى الموت. خطواتها تتمسك بالهاوية" (أم 5: 3-5).

هكذا وَلَّدت الشهوة عنفًا في حياة أمنون، فأصدر أمره لخادمه أن يطرد سيدته ويغلق الباب وراءها؛ أما هي فوضعت رمادًا على رأسها علامة الحزن الشديد (1 مك 4: 39؛ أس 4: 1) كمن في جنازة، ومزقت الثوب الملون (الجبة الخاصة ببنات الملوك العذارى) علامة فقدها كل مجد والتصاق الخزي بها، ووضعت يدها على رأسها وكانت تسير صارخة.

إنها صورة مُرّة للنفس التي تُحطمها الخطية، فإنها تهيم في الطريق في مذلة كمن هي مطرودة من البيت؛ تفقد النفس سكناها في حضن الله لتهيم كما في عزلة، ليس من يسندها ولا من يشاركها أعماق مشاعرها! تتطلع من خلفها لتجد الكل قد أغلق الباب في وجهها!

تضع رمادًا على رأسها إذ يُحطم اليأس تفكيرها، تفقد رجاءها وسلامها وفرحها الداخلي!

تمزق الثوب الملون الذي يشير إلى الجسد بكل طاقاته؛ الجسد الذي يطلب الشبع لحواسه خلال الشهوة يفقد قدسيته وتتدنس حواسه!

St-Takla.org Image: And it came to pass, after two full years, that Absalom had sheepshearers in Baal Hazor, which is near Ephraim; so Absalom invited all the king's sons. Then Absalom came to the king and said, "Kindly note, your servant has sheepshearers; please, let the king and his servants go with your servant." But the king said to Absalom, "No, my son, let us not all go now, lest we be a burden to you." Then he urged him, but he would not go; and he blessed him. Then Absalom said, "If not, please let my brother Amnon go with us." And the king said to him, "Why should he go with you?" But Absalom urged him; so he let Amnon and all the king's sons go with him. Now Absalom had commanded his servants, saying, "Watch now, when Amnon's heart is merry with wine, and when I say to you, 'Strike Amnon!' then kill him. Do not be afraid. Have I not commanded you? Be courageous and valiant." So the servants of Absalom did to Amnon as Absalom had commanded. Then all the king's sons arose, and each one got on his mule and fled. (2 Samuel 13:23-29) صورة في موقع الأنبا تكلا: مقتل أمنون بواسطة أبشالوم (صموئيل الثاني 13: 23-29)

St-Takla.org Image: And it came to pass, after two full years, that Absalom had sheepshearers in Baal Hazor, which is near Ephraim; so Absalom invited all the king's sons. Then Absalom came to the king and said, "Kindly note, your servant has sheepshearers; please, let the king and his servants go with your servant." But the king said to Absalom, "No, my son, let us not all go now, lest we be a burden to you." Then he urged him, but he would not go; and he blessed him. Then Absalom said, "If not, please let my brother Amnon go with us." And the king said to him, "Why should he go with you?" But Absalom urged him; so he let Amnon and all the king's sons go with him. Now Absalom had commanded his servants, saying, "Watch now, when Amnon's heart is merry with wine, and when I say to you, 'Strike Amnon!' then kill him. Do not be afraid. Have I not commanded you? Be courageous and valiant." So the servants of Absalom did to Amnon as Absalom had commanded. Then all the king's sons arose, and each one got on his mule and fled. (2 Samuel 13:23-29)

صورة في موقع الأنبا تكلا: مقتل أمنون بواسطة أبشالوم (صموئيل الثاني 13: 23-29)

تضع يدها على رأسها علامة عجزها عن العمل والتصرف!

تهيم صارخة في الطريق كمن فقد الطريق الملوكي المفرح!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. أبشالوم يدبر للانتقام:

20 فَقَالَ لَهَا أَبْشَالُومُ أَخُوهَا: «هَلْ كَانَ أَمْنُونُ أَخُوكِ مَعَكِ؟ فَالآنَ يَا أُخْتِي اسْكُتِي. أَخُوكِ هُوَ. لاَ تَضَعِي قَلْبَكِ عَلَى هذَا الأَمْرِ». فَأَقَامَتْ ثَامَارُ مُسْتَوْحِشَةً فِي بَيْتِ أَبْشَالُومَ أَخِيهَا. 21 وَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ دَاوُدُ بِجَمِيعِ هذِهِ الأُمُورِ اغْتَاظَ جِدًّا. 22 وَلَمْ يُكَلِّمْ أَبْشَالُومُ أَمْنُونَ بِشَرّ وَلاَ بِخَيْرٍ، لأَنَّ أَبْشَالُومَ أَبْغَضَ أَمْنُونَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ ثَامَارَ أُخْتَهُ. 23 وَكَانَ بَعْدَ سَنَتَيْنِ مِنَ الزَّمَانِ، أَنَّهُ كَانَ لأَبْشَالُومَ جَزَّازُونَ فِي بَعْلَ حَاصُورَ الَّتِي عِنْدَ أَفْرَايِمَ. فَدَعَا أَبْشَالُومُ جَمِيعَ بَنِي الْمَلِكِ. 24 وَجَاءَ أَبْشَالُومُ إِلَى الْمَلِكِ وَقَالَ: «هُوَذَا لِعَبْدِكَ جَزَّازُونَ. فَلْيَذْهَبِ الْمَلِكُ وَعَبِيدُهُ مَعَ عَبْدِكَ». 25 فَقَالَ الْمَلِكُ لأَبْشَالُومَ: «لاَ يَا ابْنِي. لاَ نَذْهَبْ كُلُّنَا لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلَيْكَ». فَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَذْهَبَ بَلْ بَارَكَهُ. 26 فَقَالَ أَبْشَالُومُ: «إِذًا دَعْ أَخِي أَمْنُونَ يَذْهَبْ مَعَنَا». فَقَالَ الْمَلِكُ: «لِمَاذَا يَذْهَبُ مَعَكَ؟» 27 فَأَلَحَّ عَلَيْهِ أَبْشَالُومُ، فَأَرْسَلَ مَعَهُ أَمْنُونَ وَجَمِيعَ بَنِي الْمَلِكِ.

 

طلب أبشالوم من أخته أن تلتزم الصمت، وكان يُريد بذلك أن يهدئ الجو ليخطط للانتقام؛ فقد قال لها: "فالآن يا أختي اسكتي. أخوك هو. لا تضعي قلبك على هذا الأمر" [20].

طالبها بالصمت، لكنه ليس صمتًا يحمل هدوءًا وسلامًا وإنما الصمت الذي يخفي دهاءً وانتقامًا من أخيه أمنون.

حقًا ما أعذب الصمت والسكون إن حملا هدوءًا داخليًا، أما متى كان ستارًا لمرارة داخلية فغالبًا ما يكون أكثر عنفًا وقسوة من الكلام الجارح. لذا يميز الآباء بين الصمت المقدس البنّاء والصمت الشرير المهلك، كما يميزون بأن الكلام الصالح والكلام المهلك.

أقامت ثامار في بيت أبشالوم أخيها محطمة النفس، إذ كانت في عار غير قادرة على الزواج دون ذنب من جانبها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). أما داود فسمع بالأمر واغتاظ دون أن يُعاقب أمنون، إذ كان يدلل أولاده، أو لأنه رأى جريمته مع بثشبع متجلية بوضوح في حياة ابنه البكر.

انتظر أبشالوم سنتين دون أن يتحرك للانتقام حتى يظن أمنون وداود أن الأمر قد نسى، ولما جاء وقت جزّ الغنم، وهو وقت فرح (1 صم 25: 7، 36)، وذلك في بعل حاصور، دبر أبشالوم أمر اغتيال أخيه.

"بعل حصور" معناه "بعل التسييج أو الانحباس أو التطويق أو حظيرة مسيّجة(79)"، بالقرب من قرية أفرايم. مكانه الأصلي ربما الآن "جبل القصور" يبعد حوالي أربعة أميال ونصف شمال شرقي بيت إيل وخمسة عشر ميلًا شمال شرقي أورشليم.

دعا أبشالوم أباه وإخوته جميعًا لكي يخفي ما في قلبه، وإذ استعفى الملك طلب إليه بإلحاح أن يرسل أمنون كولي العهد ونائب عنه، أخيرًا وافق داود، ربما بعد تخوف من نية أبشالوم.

St-Takla.org Image: And it came to pass, while they were on the way, that news came to David, saying, "Absalom has killed all the king's sons, and not one of them is left!" So the king arose and tore his garments and lay on the ground, and all his servants stood by with their clothes torn. Then Jonadab the son of Shimeah, David's brother, answered and said, "Let not my lord suppose they have killed all the young men, the king's sons, for only Amnon is dead. For by the command of Absalom this has been determined from the day that he forced his sister Tamar. "Now therefore, let not my lord the king take the thing to his heart, to think that all the king's sons are dead. For only Amnon is dead." Then Absalom fled. And the young man who was keeping watch lifted his eyes and looked, and there, many people were coming from the road on the hillside behind him. And Jonadab said to the king, "Look, the king's sons are coming; as your servant said, so it is." So it was, as soon as he had finished speaking, that the king's sons indeed came, and they lifted up their voice and wept. Also the king and all his servants wept very bitterly. (2 Samuel 13:30-36) صورة في موقع الأنبا تكلا: داود يبكي ويرثي ابنه أمنون (صموئيل الثاني 13: 30-36)

St-Takla.org Image: And it came to pass, while they were on the way, that news came to David, saying, "Absalom has killed all the king's sons, and not one of them is left!" So the king arose and tore his garments and lay on the ground, and all his servants stood by with their clothes torn. Then Jonadab the son of Shimeah, David's brother, answered and said, "Let not my lord suppose they have killed all the young men, the king's sons, for only Amnon is dead. For by the command of Absalom this has been determined from the day that he forced his sister Tamar. "Now therefore, let not my lord the king take the thing to his heart, to think that all the king's sons are dead. For only Amnon is dead." Then Absalom fled. And the young man who was keeping watch lifted his eyes and looked, and there, many people were coming from the road on the hillside behind him. And Jonadab said to the king, "Look, the king's sons are coming; as your servant said, so it is." So it was, as soon as he had finished speaking, that the king's sons indeed came, and they lifted up their voice and wept. Also the king and all his servants wept very bitterly. (2 Samuel 13:30-36)

صورة في موقع الأنبا تكلا: داود يبكي ويرثي ابنه أمنون (صموئيل الثاني 13: 30-36)

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4. قتل أمنون :

28 فَأَوْصَى أَبْشَالُومُ غِلْمَانَهُ قَائِلًا: «انْظُرُوا. مَتَى طَابَ قَلْبُ أَمْنُونَ بِالْخَمْرِ وَقُلْتُ لَكُمُ اضْرِبُوا أَمْنُونَ فَاقْتُلُوهُ. لاَ تَخَافُوا. أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا أَمَرْتُكُمْ؟ فَتَشَدَّدُوا وَكُونُوا ذَوِي بَأْسٍ». 29 فَفَعَلَ غِلْمَانُ أَبْشَالُومَ بِأَمْنُونَ كَمَا أَمَرَ أَبْشَالُومُ. فَقَامَ جَمِيعُ بَنِي الْمَلِكِ وَرَكِبُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى بَغْلِهِ وَهَرَبُوا. 30 وَفِيمَا هُمْ فِي الطَّرِيقِ وَصَلَ الْخَبَرُ إِلَى دَاوُدَ وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ قَتَلَ أَبْشَالُومُ جَمِيعَ بَنِي الْمَلِكِ، وَلَمْ يَتَبَقَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ». 31 فَقَامَ الْمَلِكُ وَمَزَّقَ ثِيَابَهُ وَاضْطَجَعَ عَلَى الأَرْضِ وَجَمِيعُ عَبِيدِهِ وَاقِفُونَ وَثِيَابُهُمْ مُمَزَّقَةٌ. 32 فَأَجَابَ يُونَادَابُ بْنُ شِمْعَى أَخِي دَاوُدَ وَقَالَ: «لاَ يَظُنَّ سَيِّدِي أَنَّهُمْ قَتَلُوا جَمِيعَ الْفِتْيَانِ بَنِي الْمَلِكِ. إِنَّمَا أَمْنُونُ وَحْدَهُ مَاتَ، لأَنَّ ذلِكَ قَدْ وُضِعَ عِنْدَ أَبْشَالُومَ مُنْذُ يَوْمَ أَذَلَّ ثَامَارَ أُخْتَهُ. 33 وَالآنَ لاَ يَضَعَنَّ سَيِّدِي الْمَلِكُ فِي قَلْبِهِ شَيْئًا قَائِلًا: إِنَّ جَمِيعَ بَنِي الْمَلِكِ قَدْ مَاتُوا. إِنَّمَا أَمْنُونُ وَحْدَهُ مَاتَ».

 

أعد أبشالوم الخطة، ولما طاب قلب أخيه أمنون بالخمر والسكر قتله غلمان أبشالوم كطلب سيدهم. عندئذ ركب بنو الملك بغالهم وهربوا. وفيما هم في الطريق بلغ داود أن أبشالوم قتل جميع بنيه. قام الملك ومزق ثيابه واضطجع على الأرض وكان جميع عبيده واقفين بثياب ممزقة. لكن يوناداب أدرك الأمر فأخبر داود أن أبشالوم انتقم لأخته من أمنون وحده...

لقد جنى أمنون ثمر نجاسته، وأيضًا استسلامه للسكر؛ يقول سليمان الحكيم: "لمن الويل؟ لمن الشقاوة؟ لمن المخاصمات؟ لمن الكرب؟ لمن الجروح بلا سبب؟ لمن ازمهرار العينين؟ للذين يدمنون الخمر، الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج. لا تنظر إلى الخمر إذا احمرت حين تظهر حبابها في الكأس وساغت مرقرقة، في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان" (أم 23: 29-32).

قدم أبشالوم لأمنون خمرًا يحمل سم الموت، أما مسيحنا فيقدم نفسه الكرمة الحقيقية التي تثمر خمر الحياة، حيث يسكر القلب بالحب الإلهي، متهللًا بالحياة معه في السمويات. لذا قيل: "خمر تفرح قلب الإنسان" (مز 104: 15). يقول العلامة أوريجانوس: [إن كان القلب هو الجزء العقلي (في الإنسان)، وما يفرحه  هو "الكلمة" الذي يبهج أفضل من كل شرب، حيث ينزع عنا الأمور البشرية ويهبنا الإحساس بالوحي ويسكرنا بمسكر إلهي وليس مسكرًا غير عاقل، فإنني أدرك ما فعله يوسف حين روى إخوته بالخمر (تك 43: 34)... (المسيح) هو الكرمة الحقيقية، عناقيده التي يحملها هي الحق، والتلاميذ هم أغصانه، هؤلاء أيضًا يثمرون الحق كثمر لهم(80)].

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5. هروب أبشالوم:

34 وَهَرَبَ أَبْشَالُومُ. وَرَفَعَ الْغُلاَمُ الرَّقِيبُ طَرْفَهُ وَنَظَرَ وَإِذَا بِشَعْبٍ كَثِيرٍ يَسِيرُونَ عَلَى الطَّرِيقِ وَرَاءَهُ بِجَانِبِ الْجَبَلِ. 35 فَقَالَ يُونَادَابُ لِلْمَلِكِ: «هُوَذَا بَنُو الْمَلِكِ قَدْ جَاءُوا. كَمَا قَالَ عَبْدُكَ كَذلِكَ صَارَ». 36 وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ إِذَا بِبَنِي الْمَلِكِ قَدْ جَاءُوا وَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا، وَكَذلِكَ بَكَى الْمَلِكُ وَعَبِيدُهُ بُكَاءً عَظِيمًا جِدًّا. 37 فَهَرَبَ أَبْشَالُومُ وَذَهَبَ إِلَى تِلْمَايَ بْنِ عَمِّيهُودَ مَلِكِ جَشُورَ. وَنَاحَ دَاوُدُ عَلَى ابْنِهِ الأَيَّامَ كُلَّهَا. 38 وَهَرَبَ أَبْشَالُومُ وَذَهَبَ إِلَى جَشُورَ، وَكَانَ هُنَاكَ ثَلاَثَ سِنِينَ. 39 وَكَانَ دَاوُدُ يَتُوقُ إِلَى الْخُرُوجِ إِلَى أَبْشَالُومَ، لأَنَّهُ تَعَزَّى عَنْ أَمْنُونَ حَيْثُ إِنَّهُ مَاتَ.

 

هرب أبشالوم إلى جده تلماي بن عميهود ملك جشور. كلمة "جشور" معناها "جسر"، وهي مقاطعة تقع بين حرمون وباشان تتاخم أرجوب، تقع شرقي الأردن. على حدودها جسر على نهر الأردن بين طبرية والحولة يعرف بجسر بنات يعقوب.

إذ هدأ داود اشتاق أن يرى أبشالوم، إذ كان يحبه حبًا شديدًا (2 صم 18: 5، 33)، لكن خشى نقد الناس له لأنه قاتل أمنون ولي العهد.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(76) راجع كتابنا: الحب، مفهومه ودرجاته (الحب والشهوة).

(77) McKenzie: Dict. of the Bible, p. 26.

(78) Unger’s Bible  Dictionary, Chicago 1966, p. 45.

(79) The Westminster Dict. of the Bible, p. 83.

(80) Origen’s Commentary on John. 33.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات صموئيل الثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/10-Sefr-Samoel-El-Thany/Tafseer-Sefr-Samo2il-El-Thani__01-Chapter-13.html

تقصير الرابط:
tak.la/wg9xt8b