St-Takla.org  >   books  >   fr-pakhomius-marcos  >   god-forsaken-me
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب إيمان الكنيسة حول آية: إلهي، إلهي، لماذا تركتني - القس باخوميوس القمص مرقص جبرة

9- شرح القديسين أثناسيوس وهيلاري للآية

 

St-Takla.org         Image: An African icon depicting St. Athanasius as black!  Although He was Egyptian. صورة: أيقونة أفريقية تصور القديس أثناسيوس الرسولي كأن لون بشرته سوداء، على الرغم من كونه مصري!

St-Takla.org Image: An African icon depicting St. Athanasius as black!  Although He was Egyptian.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة أفريقية تصور القديس أثناسيوس الرسولي كأن لون بشرته سوداء، على الرغم من كونه مصري!

القديس أثناسيوس الرسولي:

شرح القديس أثناسيوس الرسولي سفر المزامير[33]، وفي شرحه للمزمور 22 (مزمور 21 في الترجمة السبعينية التي كانت بين يديه) يقول الآتي:

["إلهي إلهي التفت إلي، لماذا تركتني؟" يطلب (المسيح) لأجل التفات الآب بعدما نقل إلى نفسه ما يخصنا، لكي يوقف اللعنة وليعيد إلينا وجه الآب. لأنه قد انصرف عنا وتركنا بسبب المخالفة التي في آدم].

بإختصارٍ شديد شرح لنا القديس أثناسيوس إيمان الكنيسة كما ترتله في ثيؤطوكية الجمعة قائلة: "هو أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له". فلما أخذ طبيعتنا البشرية، استعاد لنا نور وجه الآب. والقديس أثناسيوس لا يقصد أن الله ترك البشرية تمامًا بعد المخالفة، بل هو يقصد تسليم قديم في كنيسة الإسكندرية (وغيرها من الكنائس الأرثوذكسية) أن الروح القدس فارق آدم من بعد الخطية، ثم بحضور المسيح في الجسد، أنعم علينا ثانية بحلول الروح القدس[34]. ولكن الله الآب لم يتركنا عنه إلى الانقضاء، بل تعهدنا دائمًا بأنبيائه القديسين كما سلمتنا الكنيسة في القداس الباسيلي.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider   فاصل موقع سانت تكلا دوت أورج للكنيسة المسيحية

القديس هيلاري أسقف بواتييه:

يشرح القديس هيلاري أسقف بواتييه في عمله الرئيس "عن الثالوث" في إثنى عشر كتابًا[35] الإيمان الرسولي بتجسد المسيح، وخاصة كتابه العاشر، الذي شرح فيه سبب قول المسيح هذه الجملة. يبدأ القديس هيلاري شرحه بتفنيد إدعاءات الهراطقة من انفصال الآب عن الإبن، أو أن طبيعة الإبن أقل من طبيعة الآب، أو أن الابن كان يخاف الموت والألم. ثم يبدأ في شرح الفكر الخريستولوجي[36] السليم بأن يقول إن المسيح كانت له يد محيية تقيم الموتى وتفتح عيني الأعمى، فهل كان للألم وللمُسمار سلطان على هذه اليد؟ يشرح القديس هيلاري أن المسيح بتجسده وبإرادته الكاملة سمح للألم وللموت أن يكون له دور في الفداء، أي أنه هو الذي سمح، وليس مثل إنسان عادي يتعرض للألم، بل كان كل شيء بإرادته من أجل تدبير الخلاص. إذن يمكننا أن نفهم أن رأي القديس هيلاري أن هذه الجملة لا تشير إلى ترك الآب للإبن، بل تشير بالأكثر إلى تجسد الإبن وأنه قد صار واحدًا منا. فالقديس هيلاري دائمًا ما يرمي إلى أن المسيح فعل كل شيء بإرادته وهو الذي سمح للألم أن يحدث في جسده، وبذلك هو الذي قال هذه الجملة بكامل إرادته أيضًا، وليس لأن الآب فارقه في هذه الساعة، بل إنه حتى هذه اللحظة كان متحدًا مع الآب.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[33] ترجَمَت مؤسسة القديس أنطونيوس (المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية) حتى الآن تفسير القديس أثناسيوس الرسولي لأربعين مزمور في جزئين، والاقتباس هنا من الجزء الثاني (من اصحاح 16 إلى 40).

[34] يمكن مراجعة كتاب "إيمان الكنيسة حول آية: ونفخ الله في أنفه نسمة حياة" للكاتب.

[35] تم ترجمة الإثنى عشر كتابًا بواسطة راهب من دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر.

[36] كلمة خريستولوجي تشير إلى فرع اللاهوت الذي يدرس طبيعة وشخص ودور الكلمة المتجسد في الخلاص.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-pakhomius-marcos/god-forsaken-me/athanasius.html

تقصير الرابط:
tak.la/52q8par