St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   27-Sefr-El-Ro2ya
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي
سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

الرؤيا 12 - تفسير سفر الرؤيا

مقاومة التنين للكنيسة

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب سفر رويا يوحنا الإنجيلي:
تفسير سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: مقدمة سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي | الرؤيا 1 | الرؤيا 2 | الرؤيا 3 | الرؤيا 4 | الرؤيا 5 | الرؤيا 6 | الرؤيا 7 | الرؤيا 8 | الرؤيا 9 | الرؤيا 10 | الرؤيا 11 | الرؤيا 12 | الرؤيا 13 | الرؤيا 14 | الرؤيا 15 | الرؤيا 16 | الرؤيا 17 | الرؤيا 18 | الرؤيا 19 | الرؤيا 20 | الرؤيا 21 | الرؤيا 22 | مراجع البحث

نص سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: الرؤيا 1 | الرؤيا 2 | الرؤيا 3 | الرؤيا 4 | الرؤيا 5 | الرؤيا 6 | الرؤيا 7 | الرؤيا 8 | الرؤيا 9 | الرؤيا 10 | الرؤيا 11 | الرؤيا 12 | الرؤيا 13 | الرؤيا 14 | الرؤيا 15 | الرؤيا 16 | الرؤيا 17 | الرؤيا 18 | الرؤيا 19 | الرؤيا 20 | الرؤيا 21 | الرؤيا 22 | الرؤيا كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

[4]

المرأة المتسربلة بالشمس

  

* مقاومة التنين للكنيسة

   

ص 12.

* مقاومة ضد المسيح للكنيسة

   

ص 13.

* الجانب المفرح للكنيسة

   

ص 14.

 

مقدمة

جاءت هذه الرؤيا "المرأة الملتحفة بالشمس وأعداؤها الثلاث" كملحق للأبواق السبعة ومقدمة للجامات السبع.

St-Takla.org Image: "Now a great sign appeared in heaven: a woman clothed with the sun, with the moon under her feet, and on her head a garland of twelve stars. Then being with child, she cried out in labor and in pain to give birth. And another sign appeared in heaven: behold, a great, fiery red dragon having seven heads and ten horns, and seven diadems on his heads. His tail drew a third of the stars of heaven and threw them to the earth. And the dragon stood before the woman who was ready to give birth, to devour her Child as soon as it was born" (Revelation 12: 1-4) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: "وظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا، وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد. وظهرت آية أخرى في السماء: هوذا تنين عظيم أحمر، له سبعة رؤوس وعشرة قرون، وعلى رؤوسه سبعة تيجان. وذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها إلى الأرض. والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد، حتى يبتلع ولدها متى ولدت" (الرؤيا 12: 1-4) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: "Now a great sign appeared in heaven: a woman clothed with the sun, with the moon under her feet, and on her head a garland of twelve stars. Then being with child, she cried out in labor and in pain to give birth. And another sign appeared in heaven: behold, a great, fiery red dragon having seven heads and ten horns, and seven diadems on his heads. His tail drew a third of the stars of heaven and threw them to the earth. And the dragon stood before the woman who was ready to give birth, to devour her Child as soon as it was born" (Revelation 12: 1-4) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا، وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد. وظهرت آية أخرى في السماء: هوذا تنين عظيم أحمر، له سبعة رؤوس وعشرة قرون، وعلى رؤوسه سبعة تيجان. وذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها إلى الأرض. والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد، حتى يبتلع ولدها متى ولدت" (الرؤيا 12: 1-4) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

فإذ تكشف الأبواق السبعة عن عدم مبالاة الناس لصوت الله، وفي الجامات السبع عن الضربات التي يؤدب بها، لهذا أعلن بينهما هذه الرؤيا كاشفًا:

1. حال الكنيسة المنيرة وجهادها ضد الشيطان منذ وُجد الإنسان خارج الفردوس، وخاصة في الفترة الأخيرة التي سيأتي فيها ضد المسيح حيث يصوب إبليس آخر سهم له قبل طرحه في البحيرة المتقدة بالنار.

2. هذه الحرب في حقيقتها هي بين "الله والشيطان" لهذا يستخدم العدو كل خداع للتضليل فيظهر في ثالوث دنس:

أولًا: التنين يحاول أن يتشبه بالآب!

ثانيًا: الوحش الأول (ضد المسيح) يحاول أن يتشبه بالابن.

ثالثًا: الوحش الثاني (النبي الكذاب) يحاول أن يتشبه بالروح القدس.

3. الجانب المبهج للمؤمنين أن الرب آتٍ كعريس للكنيسة، وكديان لإبليس ومن استعبد نفسه له.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأصحاح الثاني عشر:

 

في هذا الأصحاح تظهر الكنيسة المجاهدة:

 

1. مقاومة إبليس للكنيسة

   

1 - 6.

2. مساندة السماء للكنيسة

   

7 - 12.

3. اشتداد المقاومة

   

13 - 17.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1. مقاومة إبليس للكنيسة

1 وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا، 2 وَهِيَ حُبْلَى تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً وَمُتَوَجِّعَةً لِتَلِدَ. 3 وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى فِي السَّمَاءِ: هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ. 4 وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ. وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ، حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ. 5 فَوَلَدَتِ ابْنًا ذَكَرًا عَتِيدًا أَنْ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ، 6 وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا.

 

"وظهرت آية عظيمة في السماء،

امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها،

وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبًا.

وهي حُبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد"[1-2].

من هي هذه المرأة التي لها هذا الوصف؟ والتي ولدت الابن؟ والتي قاومها إبليس وقد هربت منه؟ والتي لا يزال يقاومها ويقاوم نسلها إلى أن يُطرح في البحيرة المتقدة بالنار؟ أقرَّ آباء الكنيسة الأولى أن هذه المرأة التي ولدت لنا الرب يسوع هي الكنيسة التي هي جماعة المؤمنين منذ عهد الآباء، أي منذ آدم إلى نهاية الدهور.

St-Takla.org Image: "Now a great sign appeared in heaven: a woman clothed with the sun, with the moon under her feet, and on her head a garland of twelve stars. Then being with child, she cried out in labor and in pain to give birth. And another sign appeared in heaven: behold, a great, fiery red dragon having seven heads and ten horns, and seven diadems on his heads. His tail drew a third of the stars of heaven and threw them to the earth. And the dragon stood before the woman who was ready to give birth, to devour her Child as soon as it was born. She bore a male Child who was to rule all nations with a rod of iron. And her Child was caught up to God and His throne. Then the woman fled into the wilderness, where she has a place prepared by God, that they should feed her there one thousand two hundred and sixty days" (Revelation 12: 1-6) - Apocalypse, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا، وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد. وظهرت آية أخرى في السماء: هوذا تنين عظيم أحمر، له سبعة رؤوس وعشرة قرون، وعلى رؤوسه سبعة تيجان. وذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها إلى الأرض. والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد، حتى يبتلع ولدها متى ولدت. فولدت ابنا ذكرا عتيدا أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد. واختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه، والمرأة هربت إلى البرية، حيث لها موضع معد من الله لكي يعولوها هناك ألفا ومئتين وستين يوما" (الرؤيا 12: 1-6) - صور سفر الرؤيا، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: "Now a great sign appeared in heaven: a woman clothed with the sun, with the moon under her feet, and on her head a garland of twelve stars. Then being with child, she cried out in labor and in pain to give birth. And another sign appeared in heaven: behold, a great, fiery red dragon having seven heads and ten horns, and seven diadems on his heads. His tail drew a third of the stars of heaven and threw them to the earth. And the dragon stood before the woman who was ready to give birth, to devour her Child as soon as it was born. She bore a male Child who was to rule all nations with a rod of iron. And her Child was caught up to God and His throne. Then the woman fled into the wilderness, where she has a place prepared by God, that they should feed her there one thousand two hundred and sixty days" (Revelation 12: 1-6) - Apocalypse, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا، وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد. وظهرت آية أخرى في السماء: هوذا تنين عظيم أحمر، له سبعة رؤوس وعشرة قرون، وعلى رؤوسه سبعة تيجان. وذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها إلى الأرض. والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد، حتى يبتلع ولدها متى ولدت. فولدت ابنا ذكرا عتيدا أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد. واختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه، والمرأة هربت إلى البرية، حيث لها موضع معد من الله لكي يعولوها هناك ألفا ومئتين وستين يوما" (الرؤيا 12: 1-6) - صور سفر الرؤيا، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

يقول الأسقف فيكتورينوس: [إنها كنيسة الآباء والأنبياء والقديسين والرسل التي كانت تتسم بالتنهدات والآلام حتى رؤية السيد المسيح، ثمرة شعبها بالجسد الذي وعدوا به زمنًا طويلًا، آخذًا الجسد من نفس الشعب. والتحافها بالشمس يشير إلى رجاء القيامة في ظلمتهم. والقمر (تحت رجليها) يشير إلى سقوط أجساد القديسين تحت إلزاميّة الموت غير المنتهي... وهم منيرون كالقمر في ظلمتهم. والأكاليل من الاثني عشر كوكبًا هو جوقة الآباء الذين منهم أخذ السيد المسيح جسدًا.]

لكن للأسف أخذ بعض المحدثين الغربيين ونقل عنهم بعض الشرقيين مثل هذا التفسير بصورة مشوهة فنادوا بأن هذه المرأة هي الشعب اليهودي وأن ما يتبع هذا خلال الإصحاحات (12-13-14) إنما يخص الشعب اليهودي. لكن يليق بنا أن نفهم "الكنيسة" في المفهوم الآبائي السليم من نفس التفسير السابق أنها كنيسة الآباء والأنبياء والقديسين والرسل.

بدأت الكنيسة بآدم ودخل في عضويتها الآباء مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب وأخنوخ... وفي وقت الناموس انضم إلى عضويتها الشعب اليهودي ومعه بعض الأممين الداخلين الإيمان. في هذه الفترة جاء ربنا يسوع متجسدًا من الكنيسة، كنيسة العهد القديم، من اليهود، لكن خرج اليهود كيهودٍ من العضوية في الكنيسة، إذ انحرفوا عن الإيمان رافضين الخلاص، وبهذا لم يعودوا شعبًا مؤمنًا أو كنيسة أو إسرائيل، بل صاروا غير مؤمنين، وهم بهذا لم يغلقوا باب الكنيسة ولا ماتت بموتهم ولا انحرفت، لكن دخل الأمم كامتداد للكنيسة. وبهذا فإن الحديث عن المرأة يخص الكنيسة الواحدة التي فوق حدود الزمن والجنس. فالحديث في هذا الأصحاح يخص الكنيسة منذ نشأتها إلى نهاية الأجيال.

وحينما نقول "الكنيسة" لا نستطيع أن نفصلها عن العذراء مريم التي ارتبطنا بها في شخص السيد المسيح كأم جميع الأحياء(100). فهي أيضًا كما يقول الآباء الأولون هي المرأة الملتحفة بالشمس والقمر تحت رجليها، إذ سكنها ربنا يسوع شمس البرّ، ونالت مجدًا سماويًا... التي ولدت الابن البكر(101).

وبنفس الروح وبغير أي تعريج نقول إن ما رآه الرسول في هذا الإصحاح يخص كنيسة العهد الجديد، لأنها غير منفصلة عن كنيسة العهد القديم، ولا مستقلة عنها، بل ينسب لها آباء العهد القديم والأنبياء والناموس والمواعيد. فإذ جاء ربنا يسوع متجسدًا من العذراء مريم أو من اليهود، إلا أنه يمكننا أن نقول أنه جاء متجسدًا من الكنيسة التي تعتز بعضوية العذراء مريم، والتي امتدت إلى الوراء حتى حملت في عضويتها جميع الذين جاء الرب منهم متجسدًا.

ويقول الأب هيبوليتس:[واضح جدًا أنه قصد بالمرأة المتسربلة بالشمس الكنيسة التي أمدها بكلمة الآب إذ بهاؤها يفوق الشمس(102).]

ويشير بقوله "القمر تحت رجليها" إلى كونها قد تجلت بمجد سماوي يفوق القمر. كما تشير العبارة "وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبًا" إلى الاثني عشر رسولًا الذين أقاموا الكنيسة. وأما القول بأنه من أجل ابنها "تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد" فيعني أن الكنيسة لن تكف عن أن تحمل في قلبها "الكلمة" الذي يضطهده غير المؤمنين في العالم. هذه هي الكنيسة التي وصفها ربنا قائلًا: "من هي المشرقة مثل الصباح جميلة كالقمر. طاهرة كالشمس. مرهبة كجيش بألوية" (نش 6: 10).

هذه الكنيسة يقاومها إبليس، إذ يقول: "وظهرت آية أخرى في السماء، هوذا تنين عظيم أحمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان" [3].

إنه منذ خلقة الإنسان ولا يكف إبليس "التنين" عن حسده له. هذا التنين العظيم "أحمر" وكما يقول الأسقف فيكتورينوس إن هذا اللون بسبب عمله، لأنه "كان قتَّالًا للناس من البدء" (يو 8: 44)، فهو لا يكف عن التخريب والتدمير بين البشرية محاولًا إهلاك أولاد الله. وله سبعة رؤوس، أي دائم التفكير في هذا القتال. وله عشرة قرون، أي يستخدم كل شدة قوته وسلطانه الممتد على الأرض لإفساد الإيمان. وعلى رؤوسه سبعة تيجان، إذ ينصب نفسه ملكًا في قلوب الأشرار مسيطرًا على أفكارهم ونيَّاتهم وحواسهم وتصرفاتهم ...

St-Takla.org Image: "Then I heard a loud voice saying in heaven, “Now salvation, and strength, and the kingdom of our God, and the power of His Christ have come, for the accuser of our brethren, who accused them before our God day and night, has been cast down. And they overcame him by the blood of the Lamb and by the word of their testimony" (Revelation 12: 10-11) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: "الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه، لأنه قد طرح المشتكي على إخوتنا، الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهارا وليلا. وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم" (الرؤيا 12: 10-11) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: "Then I heard a loud voice saying in heaven, “Now salvation, and strength, and the kingdom of our God, and the power of His Christ have come, for the accuser of our brethren, who accused them before our God day and night, has been cast down. And they overcame him by the blood of the Lamb and by the word of their testimony" (Revelation 12: 10-11) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه، لأنه قد طرح المشتكي على إخوتنا، الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهارا وليلا. وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم" (الرؤيا 12: 10-11) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

ويرى الأسقف فيكتورينوس أنه عندما يأتي ضد المسيح في أواخر الأزمنة سيخدع 10 ملوك (10 قرون) يستخدمهم في تحطيم الإيمان.

"وذنبه يجر ثُلث نجوم السماء،

فطرحها إلى الأرض،

والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد، حتى يبتلع ولدها متى ولدت" [4].

يري البعض أن في هذا إشارة إلى أن ضد المسيح يخدع ثلث المؤمنين ويضللهم، لكن الأسقف فيكتورينوس يُرجح أن التفسير الأصوب هو أن الشيطان في سقوطه جذب إليه عددًا كبيرًا من الملائكة فسقطوا معه من السماء (يه 6). وفي هذا ينكشف لنا خطورته وتحفزه للإهلاك والإفساد.

ولم يقف عند إسقاطه لبعض الملائكة وتضليله للبشر، بل ظن أنه يُميت الرب يسوع، لكنه إذ هو ليس من زرع البشر لم يغلبه الموت، بل قام الرب من الأموات في اليوم الثالث، مقيمًا إيانا من قبر الخطية، مُصعدًا مؤمنيه إلى حيث هو قائم. لهذا يقول الرائي:

فولدت ابنًا ذكرًا عتيدًا أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد،

واختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه"[5].

هذا الذي أراد إبليس افتراسه، هو راع يضم في حظيرته جميع الأمم، يسحق قوى الشر بعصا من حديد. وها هو في العرش الإلهي يرفع فيه البشرية الساقطة إلى الأعالي. هذا بالنسبة للسيد المسيح أما عن حال الكنيسة في غربتها فيقول الرائي:

"والمرأة هربت إلى البرية، حيث لها موضع معد من الله،

لكي يعولها هناك ألفًا ومئتين وستين يومًا" [6].

إنها الكنيسة الهاربة دومًا من وجه إبليس لتعيش متقشفة في برية هذا العالم، تنتظر مسكنها الجديد، أورشليم السمائية، المعد لها من الله. ومدة الألف ومائتين وستين يومًا أي حوالي ثلاث سنين ونصف ترمز إلى كل أيام الغربة التي يقضيها المؤمنون على الأرض.

في كنيسة العهد القديم نجد إيليا هاربًا من وجه ايزابل ثلاث سنين ونصف. وفي كنيسة العهد الجديد نجد العذراء مريم مع ربنا يسوع يرافقهما يوسف النجار هاربين من وجه هيرودس الذي أثاره إبليس (وقد قيل أنهم بقوا ثلاث سنين ونصف). وفي فترة ضد المسيح أيضًا تعاني الكنيسة منه حوالي ثلاث سنين ونصف هاربة في البراري والجبال من شدة الضيق.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Archangel Michael and the Angels fighting the dragon (Rev. 12: 7) - from "The Book of Books in Pictures", Julius Schnorr von Carolsfeld, Verlag von Georg Wigand, Liepzig: 1908. صورة في موقع الأنبا تكلا: رئيس الملائكة الجليل ميخائيل مع ملائكته يحاربون التنين (سفر الرؤيا 12: 7) - من كتاب "كتاب الكتب بالصور"، جوليوس شنور فون كارولسفيلد، فيرلاج فون جورج ويجاند، ليبزيج، 1908.

St-Takla.org Image: Archangel Michael and the Angels fighting the dragon (Rev. 12: 7) - from "The Book of Books in Pictures", Julius Schnorr von Carolsfeld, Verlag von Georg Wigand, Liepzig: 1908.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رئيس الملائكة الجليل ميخائيل مع ملائكته يحاربون التنين (سفر الرؤيا 12: 7) - من كتاب "كتاب الكتب بالصور"، جوليوس شنور فون كارولسفيلد، فيرلاج فون جورج ويجاند، ليبزيج، 1908.

2. مساندة السماء للكنيسة

7 وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ، وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ 8 وَلَمْ يَقْوَوْا، فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي السَّمَاءِ. 9 فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ. 10 وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلًا فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلًا. 11 وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ. 12 مِنْ أَجْلِ هذَا، افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا. وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلًا».

 

"وحدثت حرب في السماء:

ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنين وملائكته.

ولم يقووا، فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء" [7-8].

يرى الأسقف فيكتورينوس أن هذه هي بداية فترة "ضد المسيح" إذ يحارب رئيس الملائكة ميخائيل إبليس، فيقوى عليه ويُسقطه من السماء حتى لا يشتكي ضد المؤمنين. وهنا يجدر بالمؤمنين أن يقفوا قليلًا يتأملون في محبة "رئيس جند الرب" الملاك الجليل الذي يحامي عن أولاد الله (دا 12: 1؛ 1 تس 4: 16؛ يه 9). إذ هو كملاك نوراني يشتهي أن نصير نورانيين، مقاتلًا عنا ملائكة الظلمة!

على أثر هذه الحرب يسقط إبليس محتضرًا لهذا يبث كل سمومه، باذلًا كل طاقاته للانتقام فيما تبقى له من وقت يسير لكي يُطرح في جهنم إلى الأبد. وبهذا تبدأ فترة ضد المسيح ويأتي الشاهدان.

"فطرح التنين العظيم الحيَّة القديمة المدعو إبليس،

والشيطان الذي يضل العالم كله طُرح إلى الأرض،

وطُرحت معه ملائكته"[9].

يا لها من نصرة عظيمة أن يسقط إبليس من السماء لكي لا يشتكي علينا، لكنه في اللحظات الأخيرة له لا يكف عن التضليل وهو يُدعى:

1. التنين العظيم، أي ضخمًا قاسيًا مرعبًا.

2. الحية القديمة، له خبرة طويلة في الخداع، وعداوته لنا منذ وجدت البشرية (تك 3: 2، 15).

3. إبليس أي "المفتري ظلمًا"، إذ يفتري على الكنيسة دومًا.

4. الشيطان، أي المُعاند.

5. "الذي يضل العالم كله"... وهذه هي طبيعة عمله.

إذ سقط العدو في أنفاسه الأخيرة يقول الرسول:

"وسمعت صوتًا عظيمًا  في السماء:

الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه،

لأنه قد طُرح المشتكي على إخوتنا،

الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهارًا وليلاٌ.

وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم،

St-Takla.org Image: Coptic Orthodox Church domes صورة في موقع الأنبا تكلا: قباب كنيسة قبطية أرثوذكسية

St-Takla.org Image: Coptic Orthodox Church domes

صورة في موقع الأنبا تكلا: قباب كنيسة قبطية أرثوذكسية

ولم يحبوا حياتهم حتى الموت.

من أجل ذلك افرحي أيتها السماوات والساكنون فيها.

ويل لساكني الأرض والبحر،

لأن إبليس نزل إليكم،

وبه غضب عظيم، عالمًا أن له زمانًا قليلًا" [10-12].

لقد تكشف للسمائيون ضعف إبليس وظهرت هزيمته عندما أُلقيَ من السماء (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لقد ابتهجوا باقتراب إعلان نصرة الإنسان في يوم الدينونة المجيد، وذلك بالدم الثمين. وفي بهجتهم وحبهم للبشر دعوا الكنيسة التي لا تزال في الأرض مجاهدة "إخوتهم"، إذ سيصيرون مثلهم تقريبًا كملائكة الله.

لقد امتزجت مشاعر الترنيم والفرح بالإشفاق من أجل ما ستعانيه الكنيسة من إبليس بنزوله إليها لمحاربتها في شخص ضد المسيح وأتباعه. لكن لتترنم السماء، وليفرح أيضًا الذين في الفردوس، ولتستعد الأبدية للعرس الأبدي، لأنه قد اقتربت الساعة للغاية وبقي زمان قليل!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. اشتداد المقاومة

13 وَلَمَّا رَأَى التِّنِّينُ أَنَّهُ طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، اضْطَهَدَ الْمَرْأَةَ الَّتِي وَلَدَتْ الابْنَ الذَّكَرَ، 14 فَأُعْطِيَتِ الْمَرْأَةُ جَنَاحَيِ النَّسْرِ الْعَظِيمِ لِكَيْ تَطِيرَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ إِلَى مَوْضِعِهَا، حَيْثُ تُعَالُ زَمَانًا وَزَمَانَيْنِ وَنِصْفَ زَمَانٍ، مِنْ وَجْهِ الْحَيَّةِ. 15 فَأَلْقَتِ الْحَيَّةُ مِنْ فَمِهَا وَرَاءَ الْمَرْأَةِ مَاءً كَنَهْرٍ لِتَجْعَلَهَا تُحْمَلُ بِالنَّهْرِ. 16 فَأَعَانَتِ الأَرْضُ الْمَرْأَةَ، وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَمَهَا وَابْتَلَعَتِ النَّهْرَ الَّذِي أَلْقَاهُ التِّنِّينُ مِنْ فَمِهِ. 17 فَغَضِبَ التِّنِّينُ عَلَى الْمَرْأَةِ، وَذَهَبَ لِيَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ بَاقِي نَسْلِهَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.

 

"ولما رأى التنين أنه طرح إلى الأرض،

اضطهد المرأة التي ولدت الابن الذكر.

فأُعطيت المرأة جناحي النسر العظيم،

لكي تطير إلى البرية إلى موضعها،

حيث تُعال زمانًا وزمانين ونصف زمان من وجه الحيَّة" [13-14].

St-Takla.org Image: Vultures in Bahir Dar, St Teklahimanot Gadam, Bahir Dar - From St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008. صورة في موقع الأنبا تكلا: نسور في بحر دار - دير القديس تكلاهيمانوت، بحر دار - من صور رحلة موقع الأنبا تكلا لإثيوبيا - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت، إبريل-يونيو 2008.

St-Takla.org Image: Vultures in Bahir Dar, St Teklahimanot Gadam, Bahir Dar - From St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008.

صورة في موقع الأنبا تكلا: نسور في بحر دار - دير القديس تكلاهيمانوت، بحر دار - من صور رحلة موقع الأنبا تكلا لإثيوبيا - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت، إبريل-يونيو 2008.

إذ يشن التنين هجومًا شيطانيًا ضد الكنيسة، يهب الله لها "جناحيّ نسر"، فتكون كالنسر هاربة من ضد المسيح لا في خزي وعار بل بقوة هائمة في البرية بعيدًا عن أدناسه. وكما يقول النبي: "وأما منتظرو الرب فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون، يمشون ولا يعيون" (إش 40: 31).

ويرى الأسقف فيكتورينوس أن جناحي النسر هما النبيان اللذان ينذران المؤمنين بالذهاب إلى البراري. ويرى الأب هيبوليتس أنهما الإيمان بالسيد المسيح، الذي يشبه نفسه بالدجاجة التي تجمع أولادها تحت جناحيها.

ويتأمل كثيرون في هذين الجناحين ليروهما لازمين في كل عصر، وفي حياة كل مؤمن، لكي يطير هائمًا في السماويات بعيدًا عن شهوات العالم. فمنهم من نادى أنهما الإيمان والأعمال، أو محبة السماويات والاستهانة بالأرضيات، أو محبة الله ومحبة القريب، أو الرغبة في مجد الله والرغبة في خلاص الناس.

على أي الأحوال لننتفع بهذين الجناحين ولنصعد بربنا يسوع لنجلس معه في السماويات. لكن الحيَّة القديمة لن تتوقف عن الزحف وراءنا ومقاومتنا:

"فألقت الحيَّة من فمها وراء المرأة كنهر، لتجعلها تُحمل بالنهر" [15].

يرى الأسقف فيكتوريانوس أن هذا الماء [يشير إلى الجموع التي يسيطر عليها ضد المسيح وتضطهد الكنيسة.]

ويبدو أن المقاومة ستكون في منتهى الشدة، فإذا طبقنا ما جاء في دانيال النبي (دا 11: 31-35) على هذه الفترة، فإننا نعلم أن ضد المسيح يدخل إلى الكنائس ويُدنس الهياكل ويفسد ويُخرب ولا تُقدم الذبيحة، ويستخدم كل وسائل التملق لإغواء المؤمنين، حتى أن بعض الفاهمين يتعثرون. لكن الله لا يترك أولاده هكذا يهلكون، بل "أما الشعب الذين يعرفون إلههم فيقْوون ويعملون والفاهمون من الشعب يعلمون كثيرين" (دا 11: 32- 33).

يقول الرائي: "فأعانت الأرض المرأة، وفتحت الأرض فمها، وابتلعت النهر الذي ألقاه التنين من فمه. فغضب التنين على المرأة، وذهب ليصنع حربًا مع باقي نسلها، الذين يحفظون وصايا الله، وعندهم شهادة يسوع المسيح" [16-17].

ولعل الإعانة تكون بإثارة الحرب بين بعض الممالك مما يفسد قوة ضد المسيح ويهز كيانه (راجع تفسير رؤ 9).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(100) ثيؤطوكية الثلاثاء قطع 3، الرُبع الخامس.

(101) راجع مجموعة آباء قبل نيقية مجلد 6 ص 355.

(102)A treatise on Christ and Antichrist, 60, 61.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/27-Sefr-El-Ro2ya/Tafseer-Sefr-Roia-Youhanna-El-Lahouty__01-Chapter-12.html

تقصير الرابط:
tak.la/56tx9gk