St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   07-Resalet-Coronthos-1
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص أنطونيوس فكري

كورنثوس الأولى 1 - تفسير رسالة كورنثوس الأولى

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس:
تفسير رسالة كورنثوس الأولى: مقدمة رسالة كورنثوس الأولى | كورنثوس الأولى 1 | كورنثوس الأولى 2 | كورنثوس الأولى 3 | كورنثوس الأولى 4 | كورنثوس الأولى 5 | كورنثوس الأولى 6 | كورنثوس الأولى 7 | كورنثوس الأولى 8 | كورنثوس الأولى 9 | كورنثوس الأولى 10 | كورنثوس الأولى 11 | كورنثوس الأولى 12 | كورنثوس الأولى 13 | كورنثوس الأولى 14 | كورنثوس الأولى 15 | كورنثوس الأولى 16

نص رسالة كورنثوس الأولى: كورنثوس الأولى 1 | كورنثوس الأولى 2 | كورنثوس الأولى 3 | كورنثوس الأولى 4 | كورنثوس الأولى 5 | كورنثوس الأولى 6 | كورنثوس الأولى 7 | كورنثوس الأولى 8 | كورنثوس الأولى 9 | كورنثوس الأولى 10 | كورنثوس الأولى 11 | كورنثوس الأولى 12 | كورنثوس الأولى 13 | كورنثوس الأولى 14 | كورنثوس الأولى 15 | كورنثوس الأولى 16 | كورنثوس الأولى كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

آية 1:- "بُولُسُ، الْمَدْعُوُّ رَسُولًا لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، وَسُوسْتَانِيسُ الأَخُ،"

شكك الإخوة الكذبة (المتهودين) في صحة رسولية بولس الرسول حتى يثبتوا صدق تعاليمهم الغاشة والمخالفة لتعاليم بولس، وهنا يؤكد بولس صدق إرساليته، وطالما هو رسول لله فعليهم طاعة الأوامر والتعاليم التي سيقولها في هذه الرسالة والتي سبق وعلمها لهم. ولأنه يعالج مشكلة كبريائهم قال المدعو رسولًا = أي هو ليس له فضل في ذلك فينتفخ بل هي دعوة إلهية. وسوستانيس = ورد ذكره في (أع 18: 17) كرئيس لمجمع اليهود وهو قد تعرض للضرب من قِبَل اليونانيين الذين يكرهون اليهود، وبعد أن كان يقف موقفًا معاديًا للمسيحية صار مسيحيًا، والرسول يذكره في مقدمة الرسالة لأنه كان معروفًا عند أهل كورنثوس، وذِكره فيه أهمية إظهار عمل الله الخلاصي، فهذا الذي كان مقاومًا للمسيحية صار كارزًا بها.

 

آية 2:- "إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ، الْمُقَدَّسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، لَهُمْ وَلَنَا:"

إلى كنيسة الله = إذًا هي ليست كنيسة بولس ولا أبلوس ولا صفا، هنا نجد احتجاج صامت على التحزبات. ولاحظ أن الكنائس كلها لله ونحن نطلق أسماء القديسين عليها إكرامًا لهم. المقدسين = أي المفرزين أو المكرسين المخصصين للرب، وهذا التقديس يتم بواسطة الاتحاد مع المسيح يسوع بالإيمان به وبالمعمودية التي هي ميلاد ثانٍ من الماء والروح، وبسر الميرون والذي به يسكن فينا الروح القدس ليساعدنا أن نتقدس وهذا يتم بواسطة أسرار الكنيسة. فالخطية تفصل بيننا وبين الله ولكن الروح القدس الذي يبكت على الخطية (يو 16: 8) ويعين ضعفاتنا (رو 8: 26) ويعطينا الغفران في سر التوبة والاعتراف ويعطينا الثبات في جسد المسيح في سر الإفخارستيا يعيدنا للثبات والإتحاد مع المسيح يسوع. وبهذا تصبح الكنيسة كلها مشتركة مع المسيح في جسد واحد، ولكن علينا أن نسلك في قداسة يعيننا عليها الروح القدس ونسلك بجهاد ضد الخطية. المقدسين في المسيح = فمفتاح بركات العهد الجديد هو إتحادنا بشخص المسيح. المدعوين قديسين = أي لا فضل في ذلك لا لأنفسهم ولا لبولس، بل المسيح هو الذي دعاهم، فلماذا التحزب لشخص ما. والقداسة هي التكريس لله والتسامي عن الأرضيات في اتجاه إلهنا السماوي، وبقدر ما نتكرس ونتخصص لله تزداد قداستنا. جميع الذين يَدْعون = وترجمت يبتهلون ويصلون باسم ربنا يسوع. في كل مكان = إشارة لوحدة الكنيسة. لهم ولنا = قد تفهم بأنهم يبتهلون لهم ولنا. وقد تفهم أن المسيح رب لهم ولنا.

 

آية 3:- "نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ."

النعمة أولًا ثم السلام، فالنعمة هي التي تملأ القلب سلامًا. والرسول ينسبها لله الآب والابن يسوع دليل وحدة الجوهر والتساوي بين يسوع والله. والنعمة هي كل هبات الله للإنسان (الفداء، الروح القدس الساكن فينا..) وتسمى خاريزما أي عطية مجانية ليست بسبب استحقاق الإنسان.

 

آية 4:- "أَشْكُرُ إِلهِي فِي كُلِّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لَكُمْ فِي يَسُوعَ الْمَسِيحِ،"

أشكر إلهي على النعمة التي حصلتم عليها كثمر لاتحادكم بالمسيح = في المسيح

 

آية 5:- "أَنَّكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ اسْتَغْنَيْتُمْ فِيهِ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ وَكُلِّ عِلْمٍ،"

نجد الرسول هنا يمدحهم قبل أن يلومهم. وهذا أسلوب السيد المسيح (رؤ 2: 2 – 4). اسْتَغْنَيْتُمْ فِيهِ = كان غناهم في المواهب باتحادهم وشركتهم مع المسيح، فلا بركة خارجة عن المسيح. وإذا كان الله قد أغناهم بمواهب كثيرة فعليهم أن يستغلوها لمجد إسمه عوض التحزب والشقاق ولكن هناك مشكلة أن يشعر أحد بأن غناه في المواهب راجع لاستحقاقه ويشعر أنه ما عاد محتاجًا للمسيح (رؤ 3: 17)، مثل هذا الإنسان الفاتر الذي سمع قول المسيح عنه أنه مزمع أن يتقيأهُ. ولكن من يشعر أن الكل من الله وأنه عطشان، ويلجأ للمسيح ليحصل على المزيد، مثل هذا فطوباه (مت 5: 6) ومثل هذا يمتلئ ويفيض (يو 7: 37 – 39).

كُلِّ عِلْمٍ = معرفة حقائق الخلاص، هذه تشير للمعرفة والفهم.

كُلِّ كَلِمَةٍ = هؤلاء لهم موهبة الشرح والتفسير للكتب المقدسة، والرد على الهراطقة. هؤلاء قادرين على التعبير عما يعرفون.

 

آية 6:- "كَمَا ثُبِّتَتْ فِيكُمْ شَهَادَةُ الْمَسِيحِ،"

أي أن شهادتنا للمسيح التي كرزنا بها في وسطكم قد ثبتت صحتها وتأكدت حقيقتها بهذه النعم والمواهب التي حصلتم عليها، والقوة التي غيرت حياتكم.

ثبتت فيكم = confirmed in you.

 

آية 7:- "حَتَّى إِنَّكُمْ لَسْتُمْ نَاقِصِينَ فِي مَوْهِبَةٍ مَا، وَأَنْتُمْ مُتَوَقِّعُونَ اسْتِعْلاَنَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،"

إنكم هكذا قد استغنيتم حتى لم يعد ينقصكم شيء من مواهب الروح القدس وعطاياه. وأنتم تنتظرون بإيمان ورجاء يوم الدينونة الذي سيظهر فيه المسيح. وعلامة المسيحي الحقيقي هي اشتياقه لسرعة مجيء المسيح.

 

آية 8:- "الَّذِي سَيُثْبِتُكُمْ أَيْضًا إِلَى النِّهَايَةِ بِلاَ لَوْمٍ فِي يَوْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ."

سَيُثْبِتُكُمْ = المسيح سوف يثبت أرواحكم ونفوسكم وأجسادكم حتى النهاية، لكي تصيروا غير ملومين في شيء وغير ناقصين في حياة القداسة حتى يوم مجيء الرب، فالله لا يتركنا وحدنا في صراعنا مع العالم والخطية والشيطان.

بِلاَ لَوْمٍ = من يثبت في المسيح يحسب كاملا وبلا لوم امام الله (كو1 : 28 + أف1: 4) .

 

آية 9:- "أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذِي بِهِ دُعِيتُمْ إِلَى شَرِكَةِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا."

آمين = الله يفي بكل ما وعد به، وهو أن نشترك في مجد ابنه، فهو إذ دعاهم = الذي به دعيتم = فهو من المؤكد أنه سيحقق لهم حياة الشركة في ابنه لينالوا كل النعم السابقة، والله سيعطيهم كل ما يلزم لخلاصهم ويقويهم للثبات في القداسة للنهاية. هذا طبعًا لمن يريد ولا يرفض عمل الله.

 

آية 10:- "وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلًا وَاحِدًا، وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ،"

أطلب = في اليونانية أرجوكم وأتوسل إليكم. كاملين = في اليونانية تلاحموا معًا وارتبطوا معًا perfectly joined together فالكنيسة جسد واحد هو جسد المسيح، وهناك تكامل بين أعضاء الجسد الواحد. وإنه ليسهل على من تجددت أذهانهم في المسيح أن يكون لهم الفكر الواحد أي التوافق في الأفكار. فالتحزبات لا تخدم سوى عدو الخير. قارن مع (أف 4: 1-7) ومع (يو 17: 21-23). فالمطلوب إذًا أن تكونوا متكاملين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فالكل جسد واحد، وإذا كان هناك شقاق فكيف نكون متكاملين. عمومًا لا يمكننا أن نكون رأى واحد وفكر واحد إلاّ إذا كان المسيح فينا والروح القدس يملأنا، وما عدنا نهتم بالذات، حين يتجدد ذهننا وهذا يكون بأن يعطينا الروح القدس أن يكون لنا اهتماما واحدًا هو مجد المسيح. ولكن سبب الشقاقات دائمًا هو الأنا أي كل واحد يبحث عن مجد نفسه. فإذا تنازلنا عن الأنا لما صار هناك شقاقات. بل أن الأنا حالت دون إيمان اليهود بالمسيح، إذ تعارض وجوده مع مصالحهم، فهم أسلموه حسدًا (مر 15: 10)، وثاروا عليه إذ رأوا الكل وراءه (يو 12: 19 + يو 11: 47-50)

 

آية 11:- "لأَنِّي أُخْبِرْتُ عَنْكُمْ يَا إِخْوَتِي مِنْ أَهْلِ خُلُوِي أَنَّ بَيْنَكُمْ خُصُومَاتٍ."

هو يطلب الوحدة لأنه سمع من عبيد السيدة التي تُدعى خلوي أن هناك خصومات بينهم.

 

آية 12:- "فَأَنَا أَعْنِي هذَا: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ: «أَنَا لِبُولُسَ»، و«َأَنَا لأَبُلُّوسَ»، وَ«أَنَا لِصَفَا»، وَ«أَنَا لِلْمَسِيحِ»."

صارت هناك أحزاب. فبولس تبعه من عرفوه أولًا ككارز لهم. وأبلوس تشيع له اليهود الذين أعجبهم معرفته بالكتاب المقدس، واليونانيين الذين أعجبتهم فصاحته. وربما تشيع لبطرس من عمَدّه بطرس في أورشليم أو من يدعو للتهود ولا تعجبه أراء بولس في التحرر من فرائض الناموس كالختان. وهناك من قال أنا أتبع المسيح حتى لا يلتزم بأي ترتيبات كنسية، مثل هذا لا يريد أن يخضع للكنيسة، وهذا سبب معظم الهرطقات والانشقاقات عن الكنيسة. ولاحظ أن وراء كل هذا أيضًا الأنا. فمن يتبع بولس يظن أن بولس الأعظم وبهذا يصير هو الأعظم لأنه يتبع بولس الأعظم. ومن يقول أنا أتبع المسيح ليتحرر من سلطان الكنيسة فهو كأنه يقول أنا حر ولا أحد له سلطان عليَّ ولا حتى الكنيسة.

ملخص ما سيأتي أن بولس يقول لماذا تفتخروا بي أو بغيري. نحن لاشيء. مهما كنا علماء أو فلاسفة أو غيره. كل هذا بلا قوة على تغييركم وجعلكم تؤمنون بمصلوب، وتتركون خطاياكم، وتمتلئوا مواهب.... كل هذا هو قوة الله.... إذًا إفتخروا بالله فقط.

 

آية 13:- "هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ، أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟"

هل أنقسم المسيح = الكنيسة كلها جسد واحد هو جسد المسيح فالانقسامات تعني تقسيم جسد المسيح الواحد الذي كل أعضاؤه مرتبطة بالمسيح الرأس.

أم باسم بولس اعتمدتم = المعمودية هي عمل الثالوث وباسم الثالوث (مت 28: 19 + 1كو 6: 11). وقولـه "باسم الثالوث" أي بقدرة وقوة الثالوث الذي يعمل على تجديد المُعمّد المؤمن. وقطعًا هذا ليس عمل بولس أو أي إنسان. وقطعًا إذا كانت المعمودية باسم الثالوث فهو الذي امتلكنا وصرنا ملكًا لهُ، به وحده نتعلق.

 

آية 14:- "أَشْكُرُ اللهَ أَنِّي لَمْ أُعَمِّدْ أَحَدًا مِنْكُمْ إِلاَّ كِرِيسْبُسَ وَغَايُسَ،"

أشكر الله لأنكم لو كنتم اعتمدتم على يديَّ لأسأتم استخدام اسمي أكثر وأكثر، أو لصار لكم سببًا في أن تتحزبوا لي.

 

آية 16 و15:- "حَتَّى لاَ يَقُولَ أَحَدٌ إِنِّي عَمَّدْتُ بِاسْمِي. وَعَمَّدْتُ أَيْضًا بَيْتَ اسْتِفَانُوسَ. عَدَا ذلِكَ لَسْتُ أَعْلَمُ هَلْ عَمَّدْتُ أَحَدًا آخَرَ،"

بولس يرفض تكوين حزب باسمه في الكنيسة.

 

آية 17:- "لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يُرْسِلْنِي لأُعَمِّدَ بَلْ لأُبَشِّرَ، لاَ بِحِكْمَةِ كَلاَمٍ لِئَلاَّ يَتَعَطَّلَ صَلِيبُ الْمَسِيحِ."

لم يرسلني لأعمد = هذا من باب التخصيص في العمل، فالعماد يمكن أن يقوم به أي أحد غير بولس، فالشمامسة مثل فيلبس كانوا يُعَمِّدون (أع8: 38).. بل لأبشر = فالبشارة والكرازة فيها مخاطر أكبر وتتطلب إمكانيات أكبر. لا بحكمة كلام = لم تكن كرازتي بفلسفة من عندي ولا بحلاوة لسان :- (1) فلو كانوا قد آمنوا بسبب فصاحته ربما كان لهم بعض الحق أن يتحزبوا لهُ. (2) من المؤكد أنه تكلم بحكمة إلهية وكلام إلهي، فلا يوجد كلام بشري قادر أن يقنع أحد أن الله يتجسد ويُصلب ويموت، لو كانت الكرازة بحكمة بشرية فسوف يتعطل صليب المسيح = أي تفقد الكرازة قوتها التي تقنع الناس بإله مصلوب، مات وقام ليخلص. بل هل الحكمة البشرية كانت قادرة على تحويلهم لقديسين لهم مواهب. إذًا فليتحزبوا لله فقط.

 

آية 18:- "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ،"

كلمة الصليب = الكرازة بالخلاص الذي تحقق بالصليب. عند الهالكين = لا يوجد من دُعِىَ للهلاك، ولكن الهالكين هم من ازدروا بالصليب واعتبروه جهالة. فهي قوة الله = قوة الله العاملة فينا للخلاص بالصليب موضوع كرازتنا، فالكرازة كانت بقوة إلهية أقنعت الناس، بل وغيرت حياتهم بقوة من مسار الهلاك إلى مسار الخلاص. فالمسيحية تمتاز بما فيها من فاعلية وقوة وتأثير على حياة الذين يعتنقونها، فهي ليست إقناع فقط بل قوة تغيير من حياة الخطية إلى حياة مقدسة. ومن يعيش هذه الحياة المقدسة يخلص. لذلك فمن يرفض المسيحية يرفض قوة التغيير فيهلك. ولاحظ أن الرسول يضع في مقابل كلمة الجهالة ليس كلمة الحكمة بل كلمة القوة = قوة الله. فالمسيحية ليست حوارًا عقليًا بل قوة إلهية للتغيير.

 

آية 19:- "لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ، وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ»."

لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ = (أي5 : 12، 13 + إر8: 9 + إش29: 14). سَأُبِيدُ حِكْمَةَ = الله ليس ضد الحكمة ليبيدها، بل هو الذي أعطى الحكمة للإنسان، ولأن الإنسان أساء إستخدام ما وهبه الله من حكمة وفهم فإنتفخ بحكمته، أراد الله كعقاب للإنسان أن يزدري بحكمة الإنسان المتكبر الحكيم في عيني نفسه. ويبيد هنا بمعنى أن الله أظهر عجزها عن أن تخلص، فهي قد فشلت في خلاص الإنسان، وخلص البشرية بجهالة الكرازة أي كرازة التلاميذ البسطاء والجهلاء، وبمنطق ضد حكمة العالم الذي يعبد القوة والعظمة. فالله خلص العالم بالمسيح المصلوب في ضعف ولكنه قام بقوة. ولكن ما ظهر للناس هو ضعف المسيح المصلوب. والقوة، قوة القيامة ظهرت في حياة الذين آمنوا.

الْحُكَمَاءِ = حكماء هذا العالم الذين رفضوا الطاعة لكلمة الله (رو 1: 21، 22).

وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ = أكثر الناس ذكاءًا لن يدرك سر الصليب بل يدركهُ المؤمن المتضع. نعم إن كلمة الصليب قد بدت للهالكين جهالة لأنهم لم يستطيعوا أن يدركوا قوة الكرازة ومع ذلك يَدَّعون أنهم حكماء، ومثل هذه الحكمة المزعومة التي لا تحمل أي نفع للبشرية والتي تعطل الإيمان قد سبق ووعد الله أنه سيبيدها. الله يرفض الحكمة البشرية التي تنفخ ويكون هو نفسه مصدرًا للحكمة للمتضعين والبسطاء.

 

آية 20:- "أَيْنَ الْحَكِيمُ؟ أَيْنَ الْكَاتِبُ؟ أَيْنَ مُبَاحِثُ هذَا الدَّهْرِ؟ أَلَمْ يُجَهِّلِ اللهُ حِكْمَةَ هذَا الْعَالَمِ؟"

هذا سؤال استنكاري أراد منه الرسول أن يعلن فشل كل عظماء اليهود والأمم في تخليص الإنسان من خطاياه وإصلاح أثار الخطية أي الألم الذي تعاني منه البشرية عمومًا، هم فشلوا أيضًا في إصلاح فساد البشرية. أين الحكيم = الفيلسوف اليوناني. أين الكاتب = الكتبة هم دارسي الكتاب المقدس. أين مباحث هذا الدهر = المجادل والعالم في الطبيعيات فهي محل بحث دائم. ألم يجهل الله حكمة هذا العالم = حكمة الله التي أعلنت في الخلاص بالصليب كشفت جهل حكمة هذا العالم بالطريق الحقيقي للخلاص. الله كشف جهل كل حكمة بشرية وعجزها عن أن تخلص. كل كتب أفلاطون وغيرها هي لا شيء، فلم نعرف الله سوى بالمسيح. ولم تكن هناك قوة لتغيير طبيعة البشر سوى قوة الصليب. الأمم بفلسفاتهم واليهود بتمسكهم بطقوس ناموسهم وانتفاخهم ببرهم الذاتي عجزوا عن أن يدركوا الحقائق المعلنة، وأن يصلحوا من حال البشرية وبؤسها. أما قوة المسيح فحولت الخطاة إلى قديسين (موسى الأسود).

 

آية 21:- "لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ، اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ."

إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ = الله هو مصدر كل عطية صالحة (يع 1: 17). إذًا الحكمة الموجودة في العالم مصدرها هو الله. والله أعطى للإنسان هذه الحكمة التي بها يدرك وجود الله فيعبده (رو 1: 18 - 32). فالإنسان قادر أن يُدرك وجود الله من خلال خليقة الله. ولأن الإنسان أحب الخطية تشوهت حكمته فصارت حكمة نفسانية شيطانية (يع 3: 15) وأصبح لا يُدرك الله. هذه الحكمة المشوهة التي لا تدرك الله من خلال أعماله، هي التي يرفضها الله لذلك رأى الله أن يخلص العالم بالكرازة عن طريق تلاميذه البسطاء الذين لا يدرون شيئا عن حكمة الفلاسفة ولا فلسفاتهم، وبطريقة للخلاص بدت لحكماء هذا العالم كما لو كانت جهالة أي الصليب = يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ.


آية 22:- "لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً، وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَةً،"

آية = اليهود طلبوا معجزات خارقة للطبيعة لكي يؤمنوا (يو 6: 30 + مت 12: 38 + لو 11: 29). يطلبون حكمة = هذه عن اليونانيين الذين يطلبون فلسفات جديدة وأراء جديدة للمناقشة (أع 17: 20، 21). هؤلاء أرادوا إخضاع الإيمان لحكمتهم البشرية التي ظنوا فيها خلاصهم

 

آية 23:- "وَلكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً!"

نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا = (راجع المقدمة - بولس الرسول كخادم في رسالتي كورنثوس)

لليهود عثرة = ففي شريعة اليهود " ملعون من علق على خشبة" (تث 21: 23) كما أن اليهود إنتظروا المسيا كملك أرضي يخلصهم من الرومان وليس من الخطية وهذا لا يتحقق في نظرهم سوى بالقوة. ولليونانيين جهالة = فالمسيح في نظرهم لم يهزم أعدائه ويتغلب عليهم في مناقشات فلسفية، ولم يكن له مظهر العظمة. بل أن صليب المسيح في نظرهم خالٍ من أي عظمة وحكمة. أما قوة الصليب فقد ظهرت في خضوع العالم كله لهُ، وعلى يد صيادين بسطاء فقراء وبالصليب غلب العالم والخطية وإبليس والموت، وبه احتمل الشهداء كل أنواع الآلام وما لا تحتمله الطبيعة البشرية. والرسل بشروا بمسيح مصلوب عمل نجارًا بسيطًا، وكان هذا ضد أفكار وحكمة العالم.

 

آية 24:- "وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُودًا وَيُونَانِيِّينَ، فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ."

أما للمسيحيين سواء من كان منهم من اليهود أو اليونانيين فإن المسيح المكروز به هو قوة الله التي خلقت العالم (يو1: 3) وتخلقنا من جديد (2كو 5: 17) وتقدسنا. وهو حكمة الله التي تنير ذهن المؤمن. وهذه الآية فيها إثبات للاهوت المسيح راجع المقدمة (لاهوت المسيح وأزليته). فهذه الآية تثبت أن المسيح هو غير مخلوق، فإذا كان هو قوة الله، فكيف خلق الله لنفسه قوة وهو بغير قوة، أي بأي قوة وبأي حكمة خلق الله لنفسه قوة وحكمة. لا يمكن إلاّ أن يكون المسيح أزليًا، كائنًا في الآب غير منفصل عنه.

أما للمدعوين: يهودا ويونانيين = من آمن بالمسيح وقبل دعوته إنفتحت عيناه وعرف من هو. وأنه قوة الله الذي خلق العالم ويضبطه "فبه كان كل شيء" (يو1: 3) وهو "حامل كل الأشياء بكلمة قدرته" (عب1: 3). وهو أقنوم الحكمة = حكمة الله اللوغوس أي العقل المنطوق به.

 

آية 25:- "لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!"

ما يبدو في نظر غير المؤمنين جهالة لهو في الواقع حكمة تفوق حكمة الناس. والصليب الذي يبدو في الظاهر ضعفًا لهو قوة تفوق كل قوة الناس.

 

آية 26:- "فَانْظُرُوا دَعْوَتَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنْ لَيْسَ كَثِيرُونَ حُكَمَاءَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لَيْسَ كَثِيرُونَ أَقْوِيَاءَ، لَيْسَ كَثِيرُونَ شُرَفَاءَ،"

الدليل على ما أقول تجدونه في أنفسكم، أنتم الذين دعاكم الله للخلاص فإن دعوتكم لم تكن مبنية على أساس ما لكم من حكمة بشرية أو مراكز سامية = ليس كثيرون شرفاء = فكثيرون من مؤمني كورنثوس كانوا من العبيد، فكلمة شرفاء تعني السادة ذوى المراكز السامية في المجتمع. والله لا يدعونا لسابق مراكزنا العالمية ولا لشرف نسبتنا الأرضي، بل الله يعلم القلب الذي هو مستعد لقبول عمله. ومن يقبل دعوة الله يختبر قوة خلاصه. فانظروا لأنفسكم يا أهل كورنثوس وأحكموا، لأنكم وحدكم الذين تعرفون ولقد اختبرتم قوة الخلاص عاملة فيكم، ماذا كنتم وكيف أصبحتم.

 

آية 27:- "بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ."

الله أظهر في حياة المؤمنين البسطاء فشل الذين إعتمدوا على حكمتهم في الحصول على الخلاص. الله إستخدم تلاميذ كانوا صيادين وخضع العالم لهم. وبعظة واحدة آمن 3000 على يد بطرس (مز 19: 3، 4). الله اختار هؤلاء الذين يحتقرهم العالم وينظر لهم كجهلاء لكي يخزي الحكماء في نظر العالم، وذلك ليفهم العالم أن الحكمة ليست إنسانية بل عطية إلهية. الله ليس ضد الحكمة فهو واهبها للبشر، إنما الله ضد الكبرياء.

 

آية 28:- "وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ،"

الله إختار من ينظر لهم العالم في إزدراء وإحتقار كما لو كانوا غير موجودين، أي ليس لهم شأن يُذكر = غَيْرَ الْمَوْجُودِ. وكان اليهود يدعون الأمم "غير الموجودين" إشارة لمنتهى الاحتقار. وأنظر لنسب السيد المسيح (راحاب وراعوث وثامار)، ليوبخ هؤلاء الذين ينظر لهم العالم نظرة تقدير وتعظيم (هيرودس ونيرون وقيافا) = لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ فالخلاص ليس بقوة بشرية بل بقوة الله. فلو اختار الله العظماء والشرفاء لظنوا أن الله اختارهم لماهم فيه من علو الشأن، ويرجعوا القوة لأنفسهم، بل هم أصلًا في كبريائهم كانوا سيرفضون دعوة الله. ولاحظ أن هذا الكلام درس في التواضع يلقنه الرسول لأهل كورنثوس المنتفخين بمواهبهم ويطالبون بالمزيد (مثل الألسنة) لتعظيم أنفسهم.

 

آية 29:- "لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ."

لقد فعل الله هكذا حتى لا يكون هناك مبرر لأن يفتخر أحد أمامه بنسبه أو ماله أو فلسفته كما يفعل اليونانيين أو ببره وقداسته كما يفعل اليهود.

 

St-Takla.org Image: Arabic Bible verse: "Christ Jesus, who became for us wisdom from God—and righteousness and sanctification and redemption" (1 Corinthians 1: 30) - Arabic calligraphy, by Adib. صورة في موقع الأنبا تكلا: نص آية "المسيح يسوع... صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء" (كورنثوس الأولى 1: 30) - فن بالخط العربي، الخطاط: أديب.

St-Takla.org Image: Arabic Bible verse: "Christ Jesus, who became for us wisdom from God—and righteousness and sanctification and redemption" (1 Corinthians 1: 30) - Arabic calligraphy, by Adib.

صورة في موقع الأنبا تكلا: نص آية "المسيح يسوع... صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء" (كورنثوس الأولى 1: 30) - فن بالخط العربي، الخطاط: أديب.

آية 30:- "وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً."

ومنه أنتم = عائدة على اختار الله في آيات 27، 28. بالمسيح يسوع = صرتم أبناء الله بالمسيح يسوع.

صار لنا حكمة = (راجع المقدمة - كيف تكون لنا حكمة الله؟). فالمسيح رأس الكنيسة حل فيه كل ملء اللاهوت جسديًا (كو 2: 9) وبإتحادنا بالمسيح، صار لنا المسيح مصدرًا لكل الخيرات، حياة وقداسة وحكمة وبر... هذا من بركات التجسد أن نتحد بالمسيح ونصير ثابتين فيه (هذا لمن يحيا في قداسة وطهارة) فيكون المسيح مصدرًا لكل هذه البركات لهُ، فالمسيح مصدر لا نهائي للحياة والقداسة والحكمة بسبب حلول اللاهوت فيه، أي في جسده. ولذلك فنحن في المسيح نكون قادرين أن نقتني الحكمة التي بها نعرف الآب وندرك الأمور الروحية العالية ونفهم وصاياه ونعمل بها.

بِرًّا = هو حمل خطايانا وأعطانا حياته تستخدم أعضائنا كآلات بر، نسلك بها في أعمال بر يعملها هو بنا، لنصير نحن بر الله فيه. وبطاعته أوفي كل ما علينا من مطالب الشريعة، هو يكمل ضعفاتنا، نستتر فيه فنصير أبرارًا كاملين أمام الآب (كو1: 28).

قداسة = المسيح هو القدوس وأعطانا روحه القدوس ليقودنا للقداسة.

وفداء = المسيح هو الذي حمل عنا كل عقوبة الخطية، وحررنا من كل عبودية. وفي المجيء الثاني سيفتدي أجسادنا لنقوم معه في المجد بأجساد ممجدة.

 

آية 31:- "حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ»."

لأن كل ما فينا من صلاح هو هبة من الرب، فهو مصدر غنانا الروحي لذلك فلنفتخر به، دون تفكير في خصومات، ولا نفتخر فيما بعد ببولس أو أبلوس (أر 9: 23، 24). فان كنتم معجبين بفلسفة بولس أو فصاحة ابلوس، لكن يجب أن تعرفوا أن الله هو الذي أعطانا هذا، والله من محبته لكم أرسلنا ووضع الكلام في أفواهنا وعمل فيكم بقوة لتقتنعوا وتؤمنوا. إذًا افتخروا بمحبة الله لكم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات كورنثوس الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/07-Resalet-Coronthos-1/Tafseer-Resalat-Koronthos-1__01-Chapter-01.html

تقصير الرابط:
tak.la/35asttf